سياسي لـ«الدستور»: الانتخابات البرلمانية مهمة لتونس وتاريخية.. والشعب تخلى عن الإخوان
أكد الأستاذ الجامعي والمحلّل السياسي التونسي الدكتور فريد العليبي، أن الانتخابات البرلمانية التي جرت في تونس يوم السبت الماضي مهمة في تاريخ البلاد ومفصلية.
وأشار فريد العليبي، في حوار خاص مع “الدستور”، إلى أن الإخوان في تونس تخلى عنهم الشعب داخليا والقوى الداعمة خارجيا تخلت عنهم أيضا على نحو كبير، وإلى نص الحوار:
ما الأهمية التي تحملها الانتخابات البرلمانية في تونس وخاصة وأنها الأولى في عهد الرئيس قيس سعيد؟
هذه الانتخابات مهمة في تاريخ تونس ما بعد هبة 25 يوليو 2021 الشعبية لقطعها مع نموذج من الديمقراطية التقليدية التي فات أوانها وأعني الديمقراطية التمثيلية التي تسندها أيديولوجيا ليبرالية وهي السائدة في أمريكا وأوروبا خاصة ويجري فرضها في بلدان إفريقية وآسيوية بسبل مختلفة منها الحروب ومنها التطويع المالي والثقافي، قيس سعيد انتبه إلى أن تلك الديمقراطية عرجاء فالبرلمان السابق كان حلبة لصراع سالت خلاله الدماء وسياحة حزبية وتجارة فاسدة.
وتابع: “قد كان في واد والشعب المنتفض الحالم بالشغل والصحة والتعليم في واد آخر ومن هنا توجب تجاوزها إلى ديمقراطية جديدة، مباشرة ترتبط بإرادة الشعب أولا وأخيرا وهو الذي له الحق في أن ينتخب من يريد وسحب الوكالة منه متى يريد”.
كيف يمكن أن تدعم هذه الانتخابات مستقبل العملية السياسية في تونس؟
عاشت تونس منذ رحيل الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، على وقع أزمة سياسية لم تخرج منها بعد وغداة هبة 25 يوليو وضع الرئيس الحالي خطة تنتهي بتركيز مؤسسات سياسية جديد ، فكانت الاستشارة الشعبية والاستفتاء على الدستور وصولا إلى الانتخابات الحالية التي سيرى النور بعدها برلمان جديد ومن المرجح حكومة جديدة أيضا بسياسات جديدة وهذا معناه أن الوضع السياسي التونسي مرشح لتغيرات محتملة في القريب العاجل.
هل ستؤدي هذه الانتخابات إلى إضعاف وجود الإخوان في تونس؟
يعاني الإخوان في تونس من الضعف فقد تخلى عنهم الشعب داخليا والقوى الداعمة خارجيا على نحو كبير ولم يبق أمامهم إلا البكاء النواح عن الديمقراطية الليبرالية التي لا يؤمنون بها أصلا لذلك يرى كثيرون أن برنامجهم القائم على استعادة الديمقراطية الليبرالية هو برنامج مخاتل فاقد لأية صدقية.
ما أبرز الأطراف السياسية المشاركة في الانتخابات وما أبرز النتائج المتوقعة؟
المشاركون في الانتخابات الحالية هم أفراد لهم غالبا صلات بأحزاب داعمة لانتفاضة 17 ديسمبر وهبة 25 يوليو أما عن النتائج المتوقعة بعد الدورتين الأولى والثانية فهي تشكل مشهد سياسي جديد يدور حول معضلات أساسية الرئيسي فيها سيادة الوطن وحرية الشعب.