جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«تسوق خادع».. لماذا حذرت «الصحة العالمية» من بعض شركات الألبان؟

لبن أطفال
لبن أطفال

“ممتاز ودرجة أولى وغني بالفيتامينات” تلك بعض العبارات الترويجية التي تتم كتابتها على علب لبن الرضع، وتستخدمها الشركات المصنعة كمبررات لرفع الأسعاربلا ضرورة، علاوة على الزيادة الطبيعية التي تفرضها الأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة، وهو الأمر الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية، منوهة إلى أنه يتعرض كثيرون من الآباء للخداع بسبب طريقة تغليف وعرض حليب الرُضع في المتاجر، كما أوصت بأن يباع هذا المنتج الموجه للصغار في عبوات أو أكياس عادية، بدون عبارات تسويقية.

ونبه خبراء من منظمة الصحة العالمية، إلى أن طرق تغليف وعرض حليب الرضع، علاوة على أنها تؤدي إلى رفع الأسعار فإنها تروج لأسماء معينة بعينها.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، فإن التسويق الخادع لحليب الرضع يجري عبر أوصاف من قبيل "حليب ممتاز" أو "حليب درجة أولى"، في حين أن المنتج قد لا يكون مختلفًا عن غيره.

 

وأكد الدكتور نبيل وصفي استشاري طب الأطفال "للدستور" أن تركيب عبوات الألبان الصناعية تكاد تكون واحدة ولا يوجد سوى بعض الاختلافات القليلة، مشيرًا إلى أن مكونات حليب الأطفال عبارة عن هذه الأنواع مصنوعة من بروتين حليب البقر الذي تم تغييره ليكون أشبه بحليب الأم، وتحتوي على اللاكتوز والمعادن بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن والبروتينات والزيوت النباتية وكذلك الحديد والعناصر الأخرى من حليب البقر خاصة في حالة الأطفال حديثي الولادة.

وتابع: الاختلافات بين ألبان الرضع عادة تكون في اختصاصها بأنواع معينة من الأطفال مثل الحليب الخال من اللاكتوز، إذ أنه حيث يعتبر الحل الأنسب للأطفال الذين يعانون من حساسية اللاكتوز حيث يتم استبداله بأنواع أخرى من الكربوهيدرات.

وأضاف أن هناك أيضًا الحليب المعتمد على الصويا، مُشيرًا إلى أنه عادة ما يستخدم للأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه بروتين الحليب البقري أو عدم تحمل اللاكتوز، وكذلك حليب الأرزالذي يعتبر الأفضل للأطفال الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، وهناك حسب   بعض أنواع الألبان الخاصة بحالات الإمساك لدى الطفل، مشيرًا إلى أن تلك الأنواع توصف للطفل فقط في حال إصابته، بينما جميع أنواع الألبان الأخرى تركيباتها تكاد تكون واحدة ولا فرق بينهما، لذا لا داعي على الإطلاق كتابة العبارات الترويجية مشيرًا إلى أنها ليس لها فقط سوى أهداف تربحية.

وحليب الأطفال هو عبارة عن طعام مصنّع تم تصميمه وتسويقه لتغذية الرضع والأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 12 شهراً، وعادة ما يتم إعداد الوجبة للتغذية بالزجاجة أو كوب التغذية من مسحوق "ممزوج بالماء".

بريطانيا تمنع العبارات الترويجية

ويمنع القانون في بريطانيا توجيه الإعلانات بشأن حليب الأطفال لآباء الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، لكن الشركات تلتف حول هذا الحظر من خلال كتابة مزاعمهم حول منتجها على عبوات وأكياس الحليب، بل تذهب بعض المنتجات إلى أبعد من ذلك فتزعم أن حليب الأطفال الذي تبيعه يساعد على تهدئة الطفل الذي يبكي ويصرخ.

من جهتها، تقول "إليزابيث داث" مسؤولة في منظمة "إن سي تي" الخيرية، إن الآباء يميلون إلى شراء ما هو أغلى، من باب حسن النية، لأنهم يريدون الأفضل لأبنائهم، في حين أن الفارق الذي يؤدونه من جيوبهم، لا يكون مبررًا من حيث الجودة، مشيرة إلى أنه على الرغم من وجود بعض الاختلافات، إلا أن الوصفات حول العالم تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الأطفال للتطور والنمو بشكل سليم.

اقتراح بفرض نوع من التغليف

وتقترح الناشطة البريطانية صدور قرار حكومي يفرض نوعًا واحدًا من التغليف لحليب الأطفال حتى لا يقع الآباء في الحيرة، كما ضربت الناشطة مثلًا بفرض الحكومة تغليفًا  على علب السجائر في البلاد منذ 2017، نظرَا للضرر الذي يلحق بالجسم جراء التدخين.