باحثة مغربية: المرأة الصوفية تقوم بدور مهم وإيجابي فى تربية النشء و الطريقة البصيرية تعلم الناس صحيح الدين (حوار)
أكدت الدكتور أميمة بصير، عضو المجلس الأكاديمي لمؤسسة محمد بصير للدراسات والأبحاث بالطريقة البصيرية الشاذلية، بالمملكة المغربية، أن المرأة داخل الطريقة البصيرية تقوم بدور مهم ومحوري لتربية النشء من خلال التعاليم الصحيحة للدين الإسلامى، وكذلك الإعتماد على التصوف فى هذه التربية خاصة أن التصوف منهج أخلاقي تربوى يرفض التطرف والتشدد.
وتابعت" بصير" خلال مشاركتها فى فعاليات ملتقى " الإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب" الذى نظمته الطريقة البصيرية بالمغرب، على الدور المهم الذى تقوم به المرأة الصوفية داخل المجتمع المغربى.
وإليكم نص الحوار:.
كنا نود تسليط الضوء على دور المرأة في الزاوية البصيرية ، وماذا قدم التصوف للمرأة في المغرب ؟
في هذا الخصوص ، نتحدث أولا عن دور المرأة ، عن دور الزاوية البصيرية الصوفية وتأثيرها على المجتمع المغربي ، أولا الزاوية البصيرية ، فنحن هنا لا نتحدث فقط عن الدور الديني الزاوية البصيرية ، فهناك عدد من الأدوار منها الدور الثقافي والبعد الثقافي والبعد الديني كذلك البعد السياسي ، والبعد الاجتماعي، و بالنسبة للبعد الديني، كما نعلم ككل الزاوية البصيرية ، البعد الديني فيها يتجلى في تحفيظ القرآن الكريم ، وكذلك في تربية الشباب الأطفال والنساء والرجال على الأخلاق الحميدة، الأخلاق التي يجب أن نقتدي بها من خلال السنة النبوية ، هذا بالنسبة للبعد الديني كما قلت ، أما بالنسبة للبعد الثقافي فهناك مكتبة داخل الزاوية البصيرية تضم العديد من الكتب التي تتضمن مجموعة من الأبعاد : الأبعاد الدينية ، الأبعاد الاجتماعية ، الأبعاد الثقافية ، وهذا بكثير من اللغات غير اللغة العربية ، بالنسبة للبعد الاجتماعي للزاوية دور كبير في هذا البعد من خلال تأطير الشباب وتأطير الأطفال تأطير الرجال وتأطير النساء كذلك ، هذا يحدث من خلال احتضانها الأطفال اليتامى والمعوزين الفقراء والأغنياء احتضانها لهم في مؤسسة تعليمية عتيقة بالنسبة لهذه المؤسسة تضم كل الفئات الأطفال ، الشباب، الرجال ، كذلك تضم الفئة النسوية ، الفتيات ، الشابات ، كذلك النساء .
لكن ماذا تفعل المرأة داخل الزاوية البصيرية وماهو نشاطها وبرامجها ؟
المرأة في الزاوية البصيرية لا يقتصر دورها فقط على البعد الديني ، والبعد الإجتماعي، وأنا هنا سأتحدث عن دور الزاوية البصيرية في تأطير المرأة المغربية ، يمكن التحدث عن المرأة المغربية داخل الزاوية البصيرية ، باعتبارها غاية وليست وسيلة ، غاية من خلال تعليمها أولا أمور الدين والعلوم الشرعية ، يتجلى دور الزاوية كذلك في احتضان هذه المرأة ، ربما هي المطلقة أو الأرملة أو اليتيمة ، كذلك يمكن الحديث عن دور المرأة في انخراطها وعملها على تسيير هذه المدرسة هذه المعلمة التاريخية .
لكن ماذا عن المدارس العتيقة هذه المدارس التي تعلم الناس أمور الدين ونشره وتعليم وتحفيظ القرآن ، هل هذا الأمر يقتصر على الشباب والأطفال من الذكور فقط ، أم الإناث أيضا ؟
نعم من الإناث أيضا طبعا ، كما تم التعرف اليوم على نتائج البكالوريا التي كان فيها 47 مترشحا من الذكور والإناث ، إذ تشكل الفئة النسوية 13 فتاة من أصل 47 مترشحا للبكالوريا ، والحمد لله تم اجتياز .
المرشحون للبكالوريا ، هل الطريقة ستدعمهم في البرنامج الدراسي ؟
نعم هذا سؤال جيد، بالنسبة للدعم الدراسي من خلال ماذا يتحدد من خلال الشراكات التي تقوم بها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام ، تقوم بعدة شراكات مع عدة جامعات مغربية ، هذا يحدد لنا مدى تشبث وحب الزاوية لطلبتها وطالباتها ، إذ لا تقتصر فقط على تتبعهم إلى البكالوريا كما تفعل كل المدارس ، بل أكثر من ذلك ، الزاوية أو الطريقة البصيرية وبالخصوص مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير وتتابعهم كذلك إلى ما بعد البكالوريا ، تساعدهم على التوجيه أولا .
يمكن القول أن الزاوية البصيرية أصبحت الآن جامع وجامعة ، لم تبق الزاوية مثل الماضي ، الماضي كان يأتي المريدين إلى الزاوية فيأكلون ويذكرون ، وليس للزاوية أدوار أخرى لكن الآن الأمر اختلف ، أصبحت الزاوية تقوم بدور أكثر محورية؟
تماما، هذه الأدوار التي ذكرتها سابقا ، أدوار اجتماعية ، ثقافية ، سياسية ، لم أتحدث عن البعد السياسي الذي يتجلى في تأطير الشباب وتذكيرهم بحب الوطنية و تشبثهم بهذا الوطن الحبيب ، الذي يعيننا ويقدم لنا الأمن والاستقرار الذي لا تحظى به العديد من الشعوب الأخرى.
ماذا قدمت الزاوية البصيرية وماذا فعلت لكي تجعل الأطفال والشباب يحبون وطنهم المغرب ؟
فى واقع الأمر،أن الزاوية البصيرية تعلم مريديها وأتباعها أن حب الوطن من الإيمان، وهذا ما يجعل الشباب والأطفال داخل الزاوية البصيرية محبون لوطنهم وبلدهم، بل أنهم على أستعداد تام للتضحية من أجل هذا الوطن والدفاع عنه بكل بسالة وشجاعة وإقدام .
لكن لماذا تهتم الزاوية البصيرية دائما بتنظيم الملتقيات العلمية والصوفية وما الهدف من اختيار موضوع " التصوف والطفولة والشباب" موضوع لندوة هذا العام ؟
فى حقيقة الأمر، أن الزاوية البصيرية هى طريقة صوفية سنية، تهتم بالجانب العلمى والبحثى فالطريقة لديها مؤسسها علمية كبرى هى مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وتقوم الطريقة من خلال هذه المؤسسة البحثية على خدمة التصوف والصوفية من خلال الاهتمام بالجانب العلمى والبحثى، والهدف الرئيسى من تنظيم الملتقيات هو جمع شمل أهل التصوف فى مشارق الأرض ومغاربها من أجل التباحث والنقاش حول الأدوار التي يقوم بها التصوف لخدمة البشرية جمعاء، فضلا عن ان هذه الملتقيات تساهم بشكل أو بأخر فى نشر الفكر الصحيح ومواجهة الفكر المتشدد والمتطرف، كما أن السر فى أختيار موضوع "التصوف والطفولة والشباب" لكي يكون موضوع هذا العام هو ما يحدث فى المجتمع من ضياع لحقوق الأطفال والشباب فالتصوف اهتم بهذه الإشكالية من خلال الجانب التربوي والأخلاقي .