لماذا ثلثا الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر من النساء؟

انقطاع الطمث هو جزء طبيعي من الشيخوخة لدى النساء، فهو يشير إلى نهاية الخصوبة، حيث تقلل المبايض تدريجيًا من إنتاج الهرمونات الجنسية وتتوقف الدورة الشهرية، لكن سن اليأس هي أيضًا نقطة تركيز للباحثين الذين يحاولون كشف أحد الألغاز المستمرة في الطب.

الزهايمر هو أكثر أنواع الخرف شيوعًا، وهو الفقدان التدريجي للذاكرة ووظائف الدماغ الأخرى، حيث يمكن أن تتداخل أعراض مرض الزهايمر مع الحياة اليومية وتشمل فقدان الذاكرة المتكرر وصعوبة إجراء المحادثات واتخاذ قرارات سيئة بشكل متكرر، وفقًا لما ذكره موقع «health» الطبي.

لا يعرف العلماء بعد أسباب مرض الزهايمر بشكل كامل، لكنهم وجدوا أن مجموعة من العوامل المختلفة، من البيولوجية إلى نمط الحياة، يمكن أن تزيد من خطر إصابتك بمرض الزهايمر. 

قالت ليزا موسكوني، أستاذة مشاركة في طب الأعصاب والأشعة بمستشفى "وايل كورنيل"، إنه اعتاد العلماء على الاعتقاد بأن هذا يرجع إلى أن النساء تميل إلى العيش لفترة أطول من الرجال، ولكن يعتقد الآن أن الهرمونات تلعب دورًا رئيسيًا، في زيادة فرص إصابة النساء بالزهايمر بعد انقطاع الطمث.

انقطاع الطمث عامل خطر محتمل لمرض الزهايمر

غالبًا ما يبدأ سن اليأس بعمر الـ45، حيث ينتج المبيض تدريجيًا كميات أقل من الهرمونات الجنسية، مثل الإستروجين والبروجسترون، وهذه هي نفس الهرمونات التي ترتفع وتنخفض خلال الدورة الشهرية المعتادة، فبمجرد وصول الإناث إلى سن اليأس، بعد حوالي عام من آخر دورة شهرية لها، تتوقف المبايض عن العمل.

أوضح الخبراء، أن العديد من أعراض سن اليأس الهبات الساخنة، التعرق الليلي، القلق والاكتئاب، ضباب الدماغ، وهفوات الذاكرة، ومع ذلك لا يعرف الباحثون ما إذا كان يمكن استخدام أعراض انقطاع الطمث للتنبؤ بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة.

ما يعرفه العلماء هو أن المستويات الطبيعية للإستروجين والبروجسترون يمكن أن تساعد في حماية الدماغ، فهناك بروتينات معينة في دماغك تتفاعل مع هذه الهرمونات، حيث يمكن أن يؤدي انخفاض الهرمونات الجنسية في انتقال سن اليأس إلى تغييرات في الدماغ.

يتغير الدماغ مع سن اليأس

في الوقت الحالي، يستكشف العديد من الباحثين علامات الخرف المبكر في دماغ الأنثى والتي يمكن أن تظهر قبل سنوات من ظهور أعراض الزهايمر، حيث كانت إحدى علامات مرض الزهايمر التي بحثوا عنها سابقًا هي زيادة كميات بروتينات بيتا أميلويد في مناطق الدماغ التي تتحكم في الذاكرة. 

وتشمل العلامات الأخرى لمرض الزهايمر انخفاض إنتاج الطاقة في هذه المناطق، فضلًا عن فقدان المادة الرمادية، حيث تشير إلى مناطق في الدماغ تتركز بشكل كبير في الخلايا العصبية.