«عبرنا الهزيمة».. كيف جمعت شادية بين عبد الرحيم منصور وتوفيق الحكيم؟
التقى الشاعر عبد الرحيم منصور بالمفكر توفيق الحكيم، ولهذا اللقاء قصة ترويها الشاعرة والكاتبة الصحفية مي منصور ابنة شقيق الشاعر عبد الرحيم منصور تقول:"كتب الكاتب الكبير توفيق الحكيم بعد نصر أكتوبر 1973 مقال بعنوان (عبرنا الهزيمة) قرأ عبد الرحيم منصور المقال، ثم كتب "عبرنا الهزيمة.. يا مصر يا عظيمة" التي شدت بها صوت مصر الحر الفنانة شادية.
وقالت مي، لـ"الدستور":"اتصل بعدها توفيق الحكيم بعبد الرحيم منصور وطلب مقابلته، وعندما ذهب منصور للحكيم قال له الأخير إن المقال لم يقرأه الكثير، لكنك جعلت الملايين من المصريين يتغنوا بعنوان المقال شكرًا يا عبد الرحيم منصور.. أنت شاعر تستحق الخلود كما خلدت عنوان المقال.
وتواصل:"هذا تماماً ما كان يحلم به منصور.. أن كلماته تتغنى بها الشعوب وتصبح أيقونات الخي والشوق والحرب والنصر والتفاؤل والسلام.
وعبد الرحيم منصور (1941 - 1984) شاعر مصري عامي، مواليد مدينة قنا بصعيد مصر تغنى بأغانيه مغنيين مشاهير مثل محمد منير وأحمد منيب ونجاة الصغيرة.
ولد عبد الرحيم منصور في دندرة بندر قنا، وتعتبر نشأته أكبر مؤثر في كتاباته عندما كانت أم الشاعر تلقى إنشادات أمام الفرن لتضيع الوقت. ولم تكن تدرى أنها تعطى ابنها جواز السفر ليرتحل عنها فور أن يشب عن الطوق، ثم يرتحل عنها إلى الأبد.
بالفعل ما كاد عبد الرحيم يشب عن الطوق، حتى كانت بذور الشعر التي زرعتها فيه أمه قد بدأت تظهر، وتحاول الخروج. وهكذا حرضته موسيقى الشعر للرحيل عن قريته بحثا عن حلمه.
كانت بداية اكتشافه على يد الكاتب لويس جريس، وذلك أثناء جولته في الجنوب المصري لاكتشاف المواهب لتقديمها في مجلة صباح الخير، تحت عنوان «المعذبين بالفن» وعثر أثناء جولته على الشاعر عبد الرحيم منصور، الذي يكتب بالعامية.
بدأ عبد الرحيم منصور مع مجدي نجيب وعبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب في بث أشعارهم العامية عبر الإذاعة؛ وكان الناس يعشقون هذا النوع من الشعر، الذي أصبح على كل لسان وخصوصاً البسطاء، لأنه كان يستخدم لغة حياتهم اليومية، التي تشكل تعاملاتهم ومشاعرهم، وأيضاً لأن اللغة كانت متواصلة مع الموروث الشعبي الملئ بالمواويل والملاحم الشعبية، التي رسمت الحياة الاجتماعية في مصر على مر العصور.