ننشر كلمة شيخ الزاوية البصيرية بالملتقي الدولى للتصوف بالمغرب
القى الدكتور مولاي إسماعيل بصير، شيخ الطريقة البصيرية ورئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام بالمغرب، كلمة خلال فعاليات الملتقى الدولى للتصوف، والذي ينظم بالتزامن مع الذكرى الثانية والخمسين لانتفاضة المناضل الصوفي المغربي سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، بعنوان: "الإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب وتجربة الطريقة البصيرية في تأطير هذه الفئات".
وقال شيخ الزاوية البصيرية في كلمته بداية، يشرفني ويسعدني أصالة عن نفسي ونيابة عن أهل البصير ومريدي الطريقة البصيرية ومقدميها وأساتذة مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق وطلبتها، وأعضاء مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام بكل فروعها، أن أرحب بجمعكم المبارك في هذه الزاوية العامرة بالله، وأرحب بكل من أتانا ليشاركنا أعمال هذه الندوة العلمية الدولية التي ننظمها تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، والتي تخلد للذكرى الثانية والخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير الشهيرة بمدينة العيون.
وتابع: اسمحوا لي باسمكم جميعا أن أرحب بشكل خاص بالسادة العلماء والأساتذة المبجلين والأكاديميين الذين استجابوا لدعوتنا ووافقوا مشكورين على المشاركة في أعمال هذه الندوة عن قرب وعن بعد، وأخص بالذكر ضيوفنا من دول السنغال، السودان، نيجريا، مصر، زامبيا، رواندا، إريتريا، باكستان، بريطانيا، سوريا، إسبانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، إيندونيسيا، سويسرا، إيطاليا، جنوب إفريقيا، كندا، فلسطين، والصين جزاهم الله عنا كل خير آمين، وإن نسيت لا أنسى أن أقول مرحبا، وألف مرحبا لاحد لها ولا حصر، لإخواننا وأبناء عمومتنا من أهل الصحراء المغربية، الذين وصلوا رحمهم وأبناء عمومتهم في قلب جبال الأطلس المتوسط قلب المغرب، وصلهم الله بكل خير.
وأشار: أيتها السيدات، أيها السادة الحضور الكرام، نجتمع بكم اليوم لتخليد ذكرى انتفاضة المجاهد المغربي سيدي محمد بصير، زعيم انتفاضة العيون يوم 17 يونيو 1970م ضد الاستعمار الإسباني، وهي نفسها ذكرى اختفائه القسري، تأتي هذه الذكرى اليوم وقد اعترفت بفضل الله ومنته، وبفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، العديد من كبريات الدول من شمال العالم وجنوبه وشرقه وغربه بمغربية الصحراء، بما في ذلك الدولة الإسبانية التي لا زلنا نطالبها بالكشف عن مصير صاحب الذكرى المقاوم سيدي محمد بصير.
وأوضح: هذا وإن اعتراف الدولة الإسبانية اليوم بمغربية الصحراء هو اعتراف ضمني بكل ما وقع زمن استعمارها للصحراء المغربية، وإسبانيا هي الدولة التي استعمرت الصحراء المغربية، وتعرف كل شيء عن المنطقة وعن المناضل محمد بصير وعن وطنيته ومقاومته واختفائه، وتعلم علم اليقين بأن المنطقة كانت خالية من شيء يسمى الدولة الصحراوية، أو بالأحرى تبني الدعاوى الانفصالية. لذلكم أؤكد على الدولة الإسبانية بأنه آن الأوان لكشف حقيقة هذا الملف أيضا، وأؤكد لها بعد اعترافها بمغربية الصحراء أن الأسرة البصيرية مستعدة لحل هذا المشكل وديا معها.
وأضاف: وبخصوص هذه الذكرى التي كلما حلت كلما أيقظت في قلوب آل البصير آلام فراق واحد من أبطالها وأبطال الوطن طوال هذه المدة، وكأنه اختفى بالأمس القريب، وتتحسر كون الدولة الإسبانية ولحد الساعة لم تقل الحقيقة في هذا الملف، وتتأسف كون ميليشيات البوليزاريو لازالت تستغل اسم المناضل محمد بصير في العديد من الأمور التالية: أولا، ترويجها المستمر بأنه الزعيم الروحي للانفصال دون دليل، ثانيا: تدريس ذلك للأجيال الصحراوية في مقرراتها الدراسية وكأنه جزء من تاريخها المفقود. ثالثا: استغلال صورته في افتتاح قناتها الفضائية وفي مختلف الأنشطة التي تنظمها. رابعا: وضع تمثال له في متحفها، وتقديمه للوفود الأجنبية على أساس أنه الزعيم الروحي لكيانهم المزعوم. خامسا: استغلال اسمه في تسمية العديد من الساحات والمؤسسات والأفواج العسكرية. سادسا: التلويح برفع دعاوى قضائية ضد إسبانيا للكشف عن مصيره، وكأنها هي التي تمتلك الحق الأول في ذلك. سابعا: الاحتفال بذكرى انتفاضته الأغر دون وجه حق.
إن هذا الاستغلال البشع المستمر لهذا المقاوم المغربي من قبل هذه العصابة، لاينبغي السكوت عنه بحال من الأحوال. ألا فلتعلم الدولة الإسبانية والعالم أن لا علاقة للبوليزاريو بالمناضل محمد بصير، سواء من حيث القرابة الأسرية، أو من حيث تبنيه سياسيا واعتباره رمزا روحيا للانفصال دون دليل. فلا داعي للاستمرار في إنتاج المغالطات وترويج المناورات، فإنكم طيلة هذه المدة لم تقدموا للمواطنين الصحراويين المغاربة شيئا يذكره لكم التاريخ بخير.
وأكد إن أسرة آل البصير عانت كثيرا من وراء اختفاء المجاهد محمد بصير لمدة اثنين وخمسين عاما، وعانت من طمس الحقيقة من قبل الإسبان لمدة اثنين وخمسين عاما، وعانت من استيلاء وقرصنة البوليزاريو لجهاده ومقاومته واستغلالهم لنضاله بدون وجه حق لمدة تسعة وأربعين عاما، وذلك لأن إعلان دويلتهم المزعومة كان بعد اختفائه بثلاث سنوات، فسهل عليهم أن يلصقوا به ما أرادوا من تلفيق وتزوير، فلولا هذه الرعاية السامية المتواصلة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره لذكراه ولقضيته لما شعرنا بجبر الضرر المعنوي.