حل لغز مرض غير قابل للشفاء أصاب الجنود الأمريكيين فى حروب العراق

كشف العلماء عن خصائص جديدة لبكتيريا Acinetobacter baumannii، التي سببت جروحا غير قابلة للشفاء لدى قدامى المحاربين الأمريكيين في حربي العراق وأفغانستان.

واكتشف علماء الأحياء الألمان أن بكتيريا Acinetobacter baumannii، التي سببت جروحا غير قابلة للشفاء لدى قدامى المحاربين الأمريكيين في حربي العراق وأفغانستان، نشأت نتيجة لقدرة أسلافها على التغذي بمادة (الكينورينين)، بصفتها أحد منتجات التمثيل الغذائي البشري. أعلن ذلك الجمعة 3 يونيو المكتب الصحفي، في جامعة "فرانكفورت" الألمانية.

ونقل المكتب الصحفي عن الأستاذ في الجامعة، إنغو إبيرسبيرغر قوله:" لقد أصبح بحثنا العلمي خطوة كبيرة في دراسة ما يميّز الأشكال المسببة للأمراض من بكتيريا Acinetobacter baumannii  عن أقاربها غير المؤذية التي تعيش في التربة. وستساعدنا هذه المعرفة على تطوير علاجات جديدة لم يستطع الميكروب بعد مقاومتها". 

وعلى مدى العقديْن الماضييْن، سجل علماء الأحياء ظهور عدة عشرات من سلالات الميكروبات التي تقاوم تأثير المضادات الحيوية. وكان هناك احتمال أن تفقد جميع الأدوية الشبيهة فعاليتها. ولن يؤثر ذلك سلبا على الطب  فحسب بل وعلى تربية الحيوانات والزراعة، حيث تستخدم المضادات الحيوية بكثرة لحماية النباتات والحيوانات.

 كشف البروفيسور، إبيرسبيرجر، وزملاؤه عن قصة لظهور أخطر الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، وهي بكتيريا Acinetobacter baumannii، التي تُسبّب ما يقارب 5٪ من حالات العدوى غير القابلة للعلاج في المستشفيات والعيادات في أوروبا والولايات المتحدة. وغالبا ما يطلق على هذه البكتيريا اسم "بكتيريا العراق" ( عصية العراق)، لأنها غالبا ما كانت تصيب جروح قدامى المحاربين في الحربيْن العراقية والأفغانية.

 وقام علماء الأحياء الجزيئية الألمان والأمريكيون بتحليل أكثر من 1000 جينوم من البكتيريا Acinetobacter baumanni، التي تم استخراج  بيئتها من جروح  المصابين من جهة، وكذلك من عينات التربة والمياه من جهة أخرى.

وساعدت المقارنة بين هذه البيانات العلماء على تحديد 150 منطقة من الحمض النووي للبكتيريا التي تغيّرت كثيرا مع تطور الأشكال المسببة للأمراض لهذا الميكروب.

 وأشار تحليلهم اللاحق إلى أن الخطوة الرئيسية في تطور السلالات المسببة للأمراض من البكتيريا Acinetobacter baumanni كانت في أن أسلافها تعلمت استخراج الطاقة من (الكينورينين)، وهو أحد منتجات تحلل الأحماض الأمينية في الخلايا البشرية والتي تلعب دورا مهما في التحكم بنشاط جهاز المناعة.

وتعلمت أسلاف البكتيريا على أن تتغذى حصريا بجزيئات تلك المادة، والتي تزوّدها بالطاقة، وتسمح لها أيضا بالبقاء داخل جسم الإنسان وقمع مناعته.

ويأمل العلماء أن تساعدهم الدراسة اللاحقة لجينات الميكروب المرتبطة بمعالجة الكينورينين على ابتكار أدوية أولى تقتل العصيات العراقية.