التحرش الإلكتروني.. تسريبات و«إسكرينات» سارقة للأمان
فاق معدل التحرش الإلكتروني نظيره بالشوارع، وذلك وفق استطلاع الرأى الأخير الصادر عن هيئة "بلان" الدولية 2021 بعنوان "آمنة لتكون أونلاين"، التي اتضح فيها أن 50% من الفتيات تعرضن للتحرش الإلكتروني، أي بمعدل أعلى بكثير من التحرش بالشارع، كما أفاد الاستطلاع بأن التحرش الإلكتروني للفتيات بدأ من سن 8 سنوات، وأن حوالي 24% من الفتيات اللاتي تعرضن للمضايقات الإلكترونية يشعرن بعدم الأمان الجسدي.
لذا دعت وزارة التضامن الاجتماعى في مصر، على صفحتها الرسمية الفتيات، إلى الإبلاغ عن أي انتهاك إلكتروني، مؤكدة أن عقوبة التحرش على الإنترنت تصل للحبس لمدة تتراوح بين 6 أشهر وحتى 5 سنوات، بالإضافة إلى غرامة قد تصل إلى 50 ألف جنيه مصري طبقا للمادتين 306 أ، و306 ب، من قانون العقوبات.
وحسب بيانات الوزارة حوالي 42% من الإناث اللاتي تعرضن للتحرش الإليكتروني يعانين من آثار نفسية وعاطفية، و42% يفقدن احترام الذات أو الثقة بالنفس، و18% منهن لديهن مشاكل في المدرسة.
والتحرش الإلكتروني هو تهديد عن طريق استخدام التقنيات الرقمي يحدث عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي ومنصات الرسائل والهواتف المحمولة، ويهدف إلى تهديد وإخافة وفضح وإسكات المستهدفين، باستخدام بعض التقنيات التكنولوجية الحديثة.
وفي سياق محاولات مواجهة التحرش أكدت وزارة التضامن، إن أعداد المستفيدين من حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، تخطت 100 ألف مستهدف، والتي أطلقتها في 25 نوفمبر الماضي، بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، كما وصلت الرسائل الرسائل والفيديوهات التوعوية التي بثتها الوزارة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، لأكثر من 8 ملايين شخص، وجاء عدد المشاهدات للفيديوهات أكثر من 528 ألف مشاهدة.
وتابعت وزارة التضامن الاجتماعي، أن التحرش الإلكتروني بالفتيات، يبدأ من سن 8 سنوات، مشيرة إلى أن 42% من الإناث يعانين من آثار نفسية وعاطفية، و42 % يفقدن احترام الذات أو الثقة بالنفس، و18% منهن لديهن مشاكل في المدرسة.
والتحرش الإلكتروني يأخذ عدة أشكال يوضحها المهندس محمود أدهم خبير الاتصالات، ومنها المضايقة والمطاردة عن طريق إرسال تهديدات متكررة أو رسائل مؤذية عبر منصات الرسائل أو المكالمات الهاتفية.
وكذلك من خلال الفَضح والخداع بإشراك شخص ما في المراسلة الفورية وخداعه أو خداعها للكشف عن معلومات شخصية وحساسة، كما قد يتضمن ذلك التحرش بعض أساليب "انتحال الهوية"، وأيضًا تشويه السمعة عن طريق إرسال أو نشر ثرثرة أو إشاعات عن شخص ما للإضرار بسمعته.
ولكن كيف إذن يمكن الحماية من هذا النوع من التحرش؟
يجيب عن هذا السؤال خبير الاتصالات المهندس حسام فتحي، والذي أوضح أنه يجب توثيق المضايقات الإلكترونية قدر الإمكان كما يجب حفظ الرسائل ومواد التهديد وعمل لقطات شاشة وتسجيل المكالمات وتتبع الأوقات والأماكن والأشخاص المتورطين في فعلها، وذلك لاستخدامها أثناء التبليغ عنهم مؤكدًا أن التبليغ عن المتحرش خطوة في غاية الأهمية، لردعه وجعله عِبره لأمثاله.
وتابع أنه يمكن للشخص المُتعرض للتحرش استخدام خاصية الحظر على تطبيق "واتس آب" والشبكات الاجتماعية الأخرى بإيقاف تشغيل "آخر ظهور" ومنع الأشخاص غير المعروفين من إضافته إلى المجموعات، وكذا إخفاء صورة الملف الشخصي، الأمر الذي بدوره سيحد من ظهور الفرد على الشبكات الاجتماعية المختلفة، وبالتالي سيُحد من فرص التعرض للتحرش.
وأضاف أنه يجب ألا يقبل الشخص صداقة أفرادًا لا يعرفهم على الشبكات الاجتماعية كما يجب تحذير أصدقاء الفرد من نشر معلومات شخصية تخصه، ونوه إلى ضرورة عدم نشر صورًا خاصة أو معلومات على الصفحة الشخصية للفرد قد يستخدمها المتحرش بكل سهولة في ممارسته للاستفزاز.