جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

رسالة إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسى


هل يوجد فارق بين سيد قطب والبلتاجي؟؟ نفس الأفكار.. نفس الإرهاب.. نفس الشهوة فى الانتقام من الوطن وأبنائه.. اللهم عليك بقيادات الجماعة.. اللهم اصرف من حولهم من شباب مصر الأبرار ونسائها وفتياتها المغرر به.. اللهم نج البلاد منهم ومن شرورهم وفتنتهم.. اللهم بحق هذا الشهر الكريم أن تتقبل دعوانا وتحفظ هذا البلد لأهله.

رسالة من قلبى وقلوب عشرات الملايين من المصريين.. أقول فيها للفريق أول عبدالفتاح السيسى «إنك على حق فى كل ما قمت به لصالح مصر.. أنت على حق عندما عزلت رجلا سلم مصر إلى جماعته فعاثت فى الأرض فساداً.. أنت على حق حينما لبيت نداء الشعب فى حماية الوطن من عصابة محمد مرسي.. أنت على حق فى قرارك الذى اتخذته بعد أن «نشف» ريقنا لكى تتحرك بقواتك للقبض على هؤلاء الـ.... أنت على حق ولا تعر تطاول قيادات جماعة الإخوان على شخصك أى اهتمام.. أنت على حق عندما وقفت فى وجه الملف الأمريكى وقلت لهم «لا تتدخلوا فى شئوننا».

معالى وزير الدفاع.. يكفيك حب الشعب إلا قلة كارهة لهذا الوطن وأمنه.. يكفيك تأييد الشعب ومطالبته لك بحكم مصر من خلال توكيلات رسمية انتشرت فى جميع ربوع البلاد... يكفيك ما قامت به دول الخليج «الصديقة» عندما أرسلت أكثر من 12 مليار دولار كدفعة أولى لتقوية اقتصادنا المنهار.. فى الوقت التى لهث فيه نظام الإخوان خلف صندوق النقد الدولى لقرض قيمته حوالى 4 مليارات دولار بشروط مجحفة ولم يتم.. معالى الوزير.. إذا كان عز مصر ورفعتها وهيبتها يأتى على يدك أو أى من رجال قواتنا المسلحة الذى ترى فيه الخير للشعب... فامضى على بركة الله.. فوالله الذى لا إله إلا هو.. لو لا قراراتك فى هذا التوقيت بعزل الرئيس السابق محمد مرسى المتهم فى جرائم خيانة وتخابر وقتل لضاعت مصر ودخل أهلها فى حروب أهلية لا يعلم مداها إلا الخالق عز وجل.. وهذا يجعلنى أقول لمن يرصد المشهد السياسى المصرى بأن ما قام به الشعب المصرى بقيادة قواته المسلحة من «طرد» جماعة الإخوان من الحكم.. لهو حدث جلل يصب فى صالح أمتينا العربية والإسلامية على السواء.. وفى هذا الشأن أنصح كل من يتعاطف مع القيادات الإخوانية أن يرجع إلى مقال الصحفى الكويتى أحمد الجار الله ـ رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية ـ حيث يقول: هؤلاء هم جماعة الإخوان إرهابيون.. تجار دين.. اشتقوا لأنفسهم دينا خاصا بهم يقوم على القتل والإرهاب والترعيب ترعرعوا فى أحضان السفارات الاستعمارية.. فلا غرابة إذا رأيناهم يحولون شوارع مصر سواقى دم.. لأنهم ببساطة ينفذون ما أمروا به من أسيادهم قادة اللوبى الصهيوني.. أصحاب الكلمة العليا فى الإدارات الأمريكية المتعاقبة التى ورثت الوصاية على جماعة «البنا» من البريطانيين.

ما سبق من كلمات منسوب لكاتب عربى معروف.. وهذا الطرح له أسانيد وأتباع كثر.. وإلا فليفسر لنا أحد العالمين ببواطن الأمور من قيادات جماعة الإخوان كيف نشأت الجماعة ومتى ما علاقة نشأتها عام 1928.. أى بعد أربعة أعوام فقط من القضاء على الخلافة الإسلامية فى تركيا؟ ونتمنى من قيادات الجماعة أيضا أن يشرحوا لنا عمليات القتل والإرهاب والكذب والتضليل والغدر والخيانة التى يمارسونها الآن ضد الشعب الذى رفضهم ورفض مندوبهم الرئاسى لأسباب معروفة للجميع، لذلك أقول لمعالى وزير الدفاع «كن مثل الزعيم الراحل خالد الذكر جمال عبدالناصر الذى تعرض لثمانى محاولات اغتيال على يد جماعة الغدر والخيانة ولم تنجح منها واحدة.. كن مثل الزعيم القائد الذى قضى على أحلام جماعة الفتنة فى الوصول إلى الحكم واستطاع أن يمد ذراعه الطويلة إلى جحورهم.. وأن «يلطمهم» بقبضته القوية ويلقى بهم فى غياهب السجون.. ليه عبدالناصر عمل كده؟؟ لأنه لو تركهم وكرمهم وجعلهم يسممون عقول الشباب بأفكارهم المريضة.. لكانوا قضوا عليه مثلما فعلوا مع الرئيس الراحل أنور السادات بطل حرب أكتوبر المجيدة. معالى الوزير.. أرجوك أن تثق بالله وبهذا الشعب الذى أنقذته من دمار محقق، كما أطلب منك النظر بعين الاعتبار إلى القلة القليلة من الخلايا النائمة فى العديد من الأجهزة السيادية.. وكلنا أمل فى قيادات هذه الأجهزة أن تلقى القبض على من ثبتت إدانته فى أى أعمال ضد الشعب لصالح جماعة الشر.. معالى وزير الدفاع.. لا تلتفت إلى الضغوط الخارجية ولا لأصوات بعض القوى السياسية فى الإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي... ليه؟ لأن خروجه سيكون كارثة على الشعب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ظاهرية وخفية.. وأظن أن رجال القانون والدستور أعلم بذلك جيدا. سيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى بقى لى أن أذكرك ونفسى وغيرى بأخطر ما فعله سيد قطب.. مفكر ومنظر ومفتى جماعة حسن البنا والمتهم بعلاقات خفية مع الماسونية العالمية بعد الإفراج عنه من السجن.. لقد خطط لمؤامرة قلب نظام حكم جمال عبدالناصر قبل الإفراج عنه وعندما بدأت عملية ضبط الإخوان عام 1965 أصدر «قطب» فتواه الخطيرة بنسف القناطر الخيرية.. معتقدا أنه بهذا الجرم سيغرق الدلتا بالكامل لأن هذه الأرض من وجهة نظره التكفيرية يجب تطهيرها.. وظن أن تنفيذ هذه الفكرة ستشغل عبدالناصر ورجاله عن اعتقاله وقادة الجماعة لكن رحمة الله كانت أعظم من هذه المؤامرة وذلك بعد القبض على العناصر المكلفة بتنفيذ هذه الكارثة وبحوزتهم المتفجرات والأسلحة الخاصة للعملية.. وهذه الأحداث تذكرنى بالموقف الحالى لقادة الجماعة.. فكان هذا العام من أصعب الظروف التى واجهها الزعيم الراحل، فبخلاف الاضطرابات الداخلية التى أحدثتها قادة جماعة الإخوان ضده.. وكان الرئيس الأمريكى جونسون يساعد هو الآخر فى سقوط مراكز القوى العالمية المناهضة لبلاده مثل سوكارنو ونكروما، وبقى عبدالناصر كرقم صعب أمام جونسون الذى أراد القضاء على المد الثورى الذى فجره «ناصر» فى المنطقة وفى هذا الجو المتوتر.. بدأت قيادات الجماعة بإعادة الكرة والقضاء على «جمال» واسترداد عرش مصر.. وكان سيد قطب كما ذكر اللواء فؤاد علام فى كتابه «الإخوان وأنا» هو الرأس المدبر وصاحب الفتاوى التكفيرية والقصاص من المجتمع.. فما أشبه الليلة بالبارحة عندما يكشف محمد البلتاجى من أعلى منصة رابعة العدوية اللثام عن وجههه ووجه جماعته بالقول: أفرجوا عن محمد مرسى وسنوقف العمليات الإرهابية بسيناء فى دقيقة واحدة.. وهذا يعنى أن الإخوان يواجهون القوات المسلحة على أرض سيناء الحبيبة.. كما ينشرون الإرهاب والقتل هنا وهناك.. .

■ كاتب صحفى