جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«خضرى»: من يطالب بدمج «الأزهر» عليه الأخذ بأساليب البحث العلمى

الدكتور نصر الدين
الدكتور نصر الدين خضرى،

قال الدكتور نصر الدين خضرى، عميد كلية العلوم الأزهرية بجنوب سيناء، إن التعليم العام ولد من رحم الأزهر الشريف، وعلي يد أبنائه، فنري اليوم بعض الدعوات التى تدعو إلي دمج التعليم الأزهري في التعليم العام، الحق الذى يجب أن يقال أن عملية الدمج عادة تتم بدمج الأقل في الأكثر والأصغر في الأكبر، والجزء في الكل.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التعليم الأزهري يقدم كل ما يتواجد فى التعليم العام، ويزيد عليه بما يقدمه من علوم هى هوية الأمة فمصر دولة مسلمة، فهل نحافظ علي الهوية أم نطمسها.

ووجه خضرى رسالة للذين يطالبون بدمج التعليم الأزهرى مع العام، دع أزهريًا بزيه الأزهري يسير في أي مكان في العالم الجميع سيقول أزهريا وفى البلاد المسلمة، ومن بها جاليات إسلامية ستجد يقدم للشيخ الأزهرى كل الاحترام والتقدير، ولماذا نذهب بعيدًا أي رئيس أو مسئول أجنبي يأتي إلي مصر يذهب للأزهر، ولم نسمع أحد ذهب لوزارة التربية والتعليم أو التعليم العالى، بل في الخارج عندما يقوم شيخ الأزهر الشريف بزيارة لأى دولة مسلمة أو غير مسلمة كيف يكون استقباله، وقارن مع أي زيارة لوزير التعليم.

وناشد مَن يطلق دعوات الدمج أن يأخذ بأساليب البحث العلمى، فيبحث مشكلاته بدقة ويحددها ويتعرف علي أسبابها ويضع الحلول لها ويجربها ليختار أفضلها، والأزهر الشريف معه خطوة بخطوة، وصولا لتعليم أفضل من أجل مصرنا الحبيبة، فالأزهر الشريف يساير كل تطور لايهدم ثابتا من ثوابت الدين.

وأوضح، أن الأمم تبحث لها عن تاريخ وتراث، ونحن لدينا الأزهر الشريف الذى يقدره ويحترمه العالم علي اختلاف عقائده، ولا أعرف البعض لدينا يريد محو هذا التاريخ والتراث، زعماء مصر جميعًا منذ نشأة الأزهر الشريف وهم يرونه الملاذ الآمن وقت الخطر، فلتسألوا أنفسكم؟ لمن لجأ قطز، مرورًا بمحمد علي لإحداث نهضته، وصولاً للقادة والزعماء عبدالناصر والسادات ومبارك والسيسى.

وتابع: وأذكر الجميع بأن للأزهر مكانة تصل إلى حد التقديس فى قلوب المسلمين في أنحاء العالم باعتباره قلعة الدفاع عن الإسلام بمفهومه الصحيح المعتدل البعيد عن التعصب والتشدد‏، ‏ وأعلى مؤسسة علمية إسلامية والممثل الشرعى الوحيد للفكر وللفقه‏، والمدافع عن الشريعة فى مواجهة الأدعياء والمغرضين‏.‏

ولفت عميد العلوم الأزهرية إلى أن هناك أكثر من (140) ألفًا من علماء الأزهر يؤدون رسالة الأزهر في شتي بقاع المعمورة فى نشر المفاهيم الصحيحة للإسلام، وفى معاهد وكليات الأزهر أكثر من (30) ألفًا من أبناء الدول الإسلامية وغير الإسلامية، كما أن الأزهر يزخر بالعديد من الكفاءات العلمية فى كل التخصصات، والمجالات الطبية والزراعية، والهندسية، والتربوية والرياضية والإعلامية، فضلًا عن المتخصصين في العلوم الشرعية والعربية.