جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«زى النهاردة»

«زى النهاردة» اليوم العالمى للشعر.. «مرحبا بالربيع فى ريعانه»

الشاعر أحمد شوقي
الشاعر أحمد شوقي

لحن دون موسيقى، وطرب نابع من الكلمات، كلام موزون سابح في بحور سبع، فن أجبر مجتمع جاهلي على كتابة حروفه من ذهب ليعلق على جدران الكعبة، الشعر قديما أو حديثا، مقفى أو حر، هو بلا شك وسيلة تطرب الآذان، وتحلق بالروح عاليا وسط ملايين المعاني داخل الكلمات، ويصادف اليوم هو اليوم العالمي للشعر.

والشعر هو أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما ما يعتبران أغنى ما تمتلكه الإنسانية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ انه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فالشعر يحول كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام.

ويحتفل باليوم العالمي للشعر في 21 مارس من كل عام، وأعلنته منظمة اليونسكو عام 1999، والهدف من هذا اليوم هو تعزيز القراءة والكتابة، ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم، في دورة اليونسكو التي أعلن فيها عن هذا اليوم، صُرّح بأن الهدف هو «تجديد الاعتراف وإعطاء زخم للحركات الشعرية الوطنية والإقليمية والدولية».

وأيضا ليس غربيا على اعتبار أول أيام الربيع يوما عالميا وعربيا للشعر، ففي ربيع 1927 بُويع الشاعر أحمد شوقي، أميرا للشعراء، عن ديوانه «مرحبا بالربيع في ريعانه»، ضمن حفل كبير بدار الأوبرا، حضره وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، ليعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعة شوقي بإمارة الشعر قائلا: «أمير القوافي أتيت مبايعًا وهذي وفود الشرق قد بايعت معي».

كما أن لـ21 مارس بصمة مميزة في تاريخ الشعر العربي الحديث، ففي مثل هذا اليوم ولد رئيس جمهورية الشعر، الشاعر اللبناني نزار قباني «شاعر المرأة»، حتى بعد كل أشكال التمرد بقي الشعر شعرا، متخليا عن وزنه وقافيته، وبحوره، محتفظا بطابعه الطربي، بلمسته ومروره السحري على الآذان.