جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

5 أسباب دفعت «الظواهري» لبث تسجيل صوتي: «الحرب ستكون طويلة»

الظواهري
الظواهري

«الشام لن تركع إلا لله».. تسجيل صوتي بثه أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، على الإنترنت، ليدعو من خلاله المعارضة السورية المسلحة إلى شنّ حرب عصابات على قوات بشار الأسد، بمن يعملون معه في نظامه.

ووصف الوضع في سوريا بأنه سيستمر لفترة طويلة؛ لرغبة الدول الغربية في إيقاف المدّ الإسلامي، كما قال الظواهري: «عليكم يا أهلنا في شام الرباط والجهاد أن تعدوا أنفسكم لحرب طويلة مع الصليبيين وحلفائهم الروافض والنصيريين»، كما وصف حرب العصابات بأنها تستنزف الخصم.

وهناك جدل كبير حول ظهور "الظواهري" في هذا الوقت تحديدًا للحديث عن سوريا، أرجعه خبراء إلى أسباب عديدة منها:

ـ «شعوره بأن الحرب ستكون طويلة»:
يُعد التسجيل الصوتي للظواهري بمثابة تلقين المعارضة السورية والفصائل الأخرى لها بعض النصائح، ويرجح محللون عرب، أن السر وراء إسدائه هذه النصائح للمعارضة هو شعوره بأن الحرب ستكون طويلة ولم تنته بسهولة، خاصة عقب دخول الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الصراع الدائر في سوريا.

ـ «ضعف المعارضة»:
اتضح في التسجيل الصوتي للظواهري ما يشعر به من تشتت داخل الحركات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، حيث دعاهم إلى تبنّي استراتيجية جديدة وهي «حرب العصابات»، التي تستنزف الخصم وهو نظام بشار الأسد.

ـ «تأكيد علاقة الجولاني بتنظيم القاعدة»:
بعد إعلان جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني مبايعة تنظيم القاعدة في 2013، أعلنت جبهة النصرة انفصالها عن تنظيم القاعدة في 2016، بزعم التوحد في مشروع يصب في صالح الثورة السورية، إلا أن الظواهري خرج في التسجيل الصوتي اليوم موجهًا حديثه لجبهة النصرة التي غيرّت اسمها إلى جبهة فتح الشام، متجاهلا الفصائل الأساسية في المشهد السوري المعارض، ما أرجعه محللون غربيون إلى وجود خلاف بين الظواهري والجولاني جعل خلافا كبيرا يدّب في التنظيم.

ـ «الخسائر المتتالية للقاعدة في سوريا»:
خسر تنظيم القاعدة في سوريا 20 من قياداته خلال الفترة الماضية، ما يُعد بالنسبة للتنظيم خسارة فادحة، خاصة بعد تغيير جبهة النصرة اسمها إلى جبهة فتح الشام؛ لإظهار نفسها بأنها ليست فصيلا إرهابيًا بل معارضة سياسية فقط، لذا رجح محللون عرب بأن التسجيل الصوتي للظواهري في هذا التوقيت جاء نتيجة الخسائر المتتالية للتنظيم في سوريا.

ـ «الانقلاب على أبو بكر البغدادي»:
يكّن "الظواهري" عداءًا كبيرًا لأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، ولا يخفى على أحد العداء الشديد بينهم، والذي جعل "الظواهري" يخرج في تسجيل صوتي قبل التسجيل الحالي، ويقول إن أبو بكر البغدادي ليس أهلاً للخلافة، بل أنه لا يعترف بهذه الخلافة ولا يراها خلافة على منهاج النبوة، فما هي سوى إمارة استيلاء بلا شورى ولا يلزم المسلمين مبايعتها، لذا حاول "الظواهري" تصدّر المشهد بدلا من أبو بكر البغدادي.