جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الممانعة والموالاة.. لا سلام ولا حرب في نقابة الصحفيين

نقابة الصحفيين
نقابة الصحفيين

احتج مؤيدو يحيى قلاش عندما أصبح عبدالمحسن سلامة نقيبًا للصحفيين، لكنهم استعادوا لياقتهم وحيويتهم عندما نجح الزملاء، محمد خراجة وعمرو بدر ومحمد سعد عبدالحفيظ، فى دخول المجلس كأعضاء ينظر لهم على أنهم أصحاب رؤى مختلفة ومواقف حادة فى انتقاد النظام.

دعك من حالة التناقض الحادة التى بدا عليها الصحفيون، ودعك من حالة الازدواجية الشديدة، فلدينا من يقبل التغيير إذا كان يوافق عليه فقط، لكن فكرة التغيير فى حد ذاتها مرفوضة تمامًا، وهو ما يجعلنا نتأمل قليلًا فى مستقبل مجلس نقابة الصحفيين فى ظل نقيب يتعامل معه البعض على أنه موالاة، وأعضاء شباب ينظر إليهم البعض على أنهم ممانعة.

المفروض أن يعمل الجميع الآن تحت راية نقابية واحدة، من أجل مصلحة المهنة التى تردت وتدنت، لكن هل سيحدث هذا فعلًا؟

يحيى قلاش كان راقيًا وواضحًا، أعلن بنفسه فوز عبدالمحسن سلامة بالمنصب، وأبدى استعداده للتعاون، فهو رهن الإشارة، وأنا على ثقة فى صدقه، وأتمنى أن يسلك مؤيدوه مسلكه، فلا يضعون العراقيل فى طريق سلامة، لأنه لا يمثل نفسه ولا أنصاره فقط، ولكن يمثل الصحفيين جميعًا.

على أعضاء مجلس النقابة الجديد أن يخلعوا انتماءاتهم السياسية على بابها، عليهم أن يعرفوا أبعاد المرحلة الجديدة التى تعيشها الدولة المصرية وتعيشها الصحافة أيضا، التناحر لن يكون مفيدًا لأحد، التربص يضر بالجميع، الاختلاف فى الآراء وارد، لكن ابتعدوا عن الاتهامات بالتخوين والعمالة، فلا المهنة ستستفيد شيئًا، ولا أنتم ستغيرون الكثير.

امنحوا نقابة الصحفيين فرصة لالتقاط أنفاسها، تخلوا عن الوضع القلق الذى يجعلها تعيش مرحلة اللا سلم واللا حرب.. وهى مرحلة أعتقد أنها ستسود دورة المجلس الحالى للأسف الشديد.