الوهابية البريئة
إنت بتطالب
بحرية العقيدة، وشايفها بديل عن حكاية تجديد الخطاب الدينى، ماشى.
جه بقى واحد،
عقيدته بتقول له إنه لازم يقاتل الناس، ويقتلهم إذا لزم الأمر، إذا ما نفذوش
كلامه، تعمل معاه إيه؟
وهو فيه كده؟
يا صديقى، هو
فيه غير كده؟
إحنا هنهزر؟
انظر حولك،
النسخة الأكثر انتشارًا من الإسلام قايمة ع الفكرة دى، وبصراحة مش بالع التعبيرات
بتاعة «الإسلام الوهابى» أو «المتأسلمين» أو «المتطرفين» أو غيرها من الحاجات اللى
بتحاول ترمى المسئولية على حاجة خارجية.
«الوهابية» مثلًا، تعبير بيحاول يحط الفاس فى
رقبة الخليج، وتلاقى تنظيرات بتكمل ده إنه لما راح العمال المصريين الخليج فى
السبعينات، رجعوا بالأفكار دى، ونشروها فى المجتمع، وده كلام مش عايز أنكره كلية،
لكن فى الوقت نفسه التفسير مش مريح.
سنة 1910 مثلًا،
فيه شاب اسمه إبراهيم الوردانى قتل رئيس الوزراء بطرس باشا غالى، سيبك من البعد
السياسى، والشاب ده فدائى بيقاوم المحتل والحكومة المتعاونة معاه، ولا مجرم، مش ده
موضوعنا خالص، عايزين نركز فى حاجة واحدة بس.
المحكمة حكمت
على الشاب بإحالة أوراقه لفضيلة المفتى، للتصديق على إعدامه، فالمفتى وقتها رفض
الإعدام، ليه؟ من باب وطنية لا سمح الله؟ أبدًا، المفتى كان كلامه صريحاً، إن
الوردانى مسلم، وبطرس غالى نصرانى، والمسلم لا يؤخذ بدم غير المسلم.
هو ده اللى كان
هامم المفتى
قلت لى بقى
الوهابية كانت فين ساعتها؟
ولا كان فيه
عمال مصريون راحوا الخليج، ولا كان فيه بترول فى الخليج أساسًا.
بلاش دى، هو مين
اللى وقفوا لطه حسين وأجبروه على سحب كتاب «فى الشعر الجاهلى»، وكانوا عايزين
يحبسوه سنة 1926؟ الوهابية وعملاؤها فى مصر؟ ولا الأزهر بذات نفسه؟
يا عم هنروح
بعيد ليه؟
هى جماعة
الإخوان المسلمين بكل تراثها وأدبياتها وأفكارها أسبق ولا الوهابية؟ الإخوان
اكتسحوا مصر فى الفترة من 1923 لسنة 1928، ومع احترامى لأى كلام يتقال عن دور
بريطانيا فى نشر الجماعة وأفكارها، بس الأرض كانت ممهدة، لأن الدودة فى أصل الشجرة.
ييجى واحد يقول
لك: مصر كانت فيها سماحة لدرجة إنه واحد زى إسماعيل أدهم كتب كتاب «لماذا أنا
ملحد؟» ومحدش كلمه، مع إنه سبحان الله، إسماعيل أدهم مات مقتولاً فى حادث غامض،
وقالوا انتحر، مع إنه حكاية الانتحار دى فيها شك كبير أوى، ثم يظل كتاب إسماعيل
مقالة طويلة شوية غير مؤثرة على الإطلاق، ما فيه ناس بتكتب دلوقتى على فيسبوك إنهم
ملحدون، ومحدش قتلهم، هل يمكن وصف مصر حاليا بأنها فى حالة «سماحة». مين سماحة دى؟
ثم يا أخى،
العمال المصريون اللى راحوا الخليج دول، مش كلهم كانوا عمال غلابة، فيه دكاترة
ومهندسون ومدرسون وإعلاميون، ولما راحوا، راحوا بعقلية مهيأة تمامًا، لأن فيه
ملايين تانيين راحوا العراق مثلًا، ومع ذلك ما جابوش من هناك أى حاجة، لا تشيُّع
من الجنوب، ولا ثقافة وحب للقراية من بغداد.
مش هأكلمك عن إن
فيه أعداد مش قليلة راحت أوروبا وأمريكا وغيرها، ومع ذلك ما شفناش أى نسمة من أى
حاجة.
لا أنكر إن
الوهابية صرفت فلوس كتير لنشر أفكارها فى مصر، لكن مش ده السبب، الحكاية إن اللى
زرعوه، زرعوه فى تربة خصبة جدًا، مكنش ممكن يزرعوه فى أى حتة تانية، لا تمتلك هذا
القدر من الاستعداد للى إحنا فيه.
إيه ده؟
الحكاية اتعقدت
خالص
تعالى المرة
الجاية نفكها
بس فكك الأول من
حكاية تعليق المسئولية على حاجة خارجية
ومن هنا نبدأ
نتكلم
تمام؟
تمام.