جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مصر.. والأقلام المسمومة؟


واهم من يظن أن الحرب الضروس التى تشنها صحف الغرب على مصر غير صحيحة، فقد طالت كل أركان الدولة تقريباً بداية من الرئيس السيسى ومروراً بالحكومة وانتهاء بالجيش المتهم دوما بالإفراط فى التسليح وهو ما يقلقهم. جريدة الأيكونومست الإنجليزية والمعروفة بتخصصها فى مجال الاقتصاد. تخلت هى الأخرى عن تخصصها؟ فمصر على صفحاتها فى كبوة ولن تقوم منها إلا بعزوف الرئيس عن الترشح لولاية ثانية؟ وأن علمت الجريدة أن دوائر المال والاقتصاد العالمية ترى أن مصر تسير بخطى جيدة نحو الإصلاح الاقتصادى وأن وكالات التصنيف العالمية هى الأخرى ترى أن مصر مستقرة رغم مايعتريها من صعوبات.

مصر التى تتعرض لمؤامرات على كل الأصعدة من خلال ضرب السياحة المصدر الرئيسى للعملة الصعبة والتآمر على قناة السويس وكذا حث المصريين بالخارج للعزوف عن تحويل مدخراتهم والمضاربة فيها. ولو أمعنا النظر يتبين لنا أن الصحف الإنجليزية والأمريكية ليس هناك مايشغلها إلا مصر ورئيسها لأسباب من بديهياتها أن مصر استقلت بقرارها وأن رئيسها استطاع القفز بمعدلات التنمية وخيب آمالهم. من خلال استصلاح الأراضى وزراعتها بالقمح للوصول إلى الاكتفاء الذاتى وبناء محطات عملاقة لتوليد الطاقة وبناء مساكن بديلة للعشوائيات ويتوازى مع ذلك كله محاربة الإرهاب نيابة عن العالم كله. ما تعانيه مصر تعانيه دول أخرى فى المنطقة وقد لجأت إلى خفض عجز الموازنة بعد أن اضطرت إلى السحب من الاحتياطى. رفعوا الدعم عن الكهرباء والبنزين والمياه فقطر مثلاً هى من فرضت رسماً قدره 10 دولارات على المغادرة من أراضيها. وللمرة الأولى تصدر سندات دولارية بـ 9 مليارات دولار فى يناير 2016. بل هى من اقترضت 5٫5 مليار دولار لسد العجز وعلى وتيرتها اقترضت الكويت 10 مليارات دولار وعلى نفس الوتيرة اقترضت السعودية ذات المبلغ. وقد تضطر تونس إلى حزمة من الإجراءات.

والغريب فى الأمر أن مصر وحدها هى من يلوكونها فى صحفهم. ويحاولون إظهارها بأنها قاب قوسين أو أدنى من السقوط. وهو أمر بعيد المنال. فمصر صاحبة الحضارة قد تمرض إلا أنها أبداً لا تموت. قد تكبوا إلا أنه سرعان ماتقوم من كبوتها. مصر التى علمت الدنيا شرقه وغربه شماله وجنوبه. سوف تكون كما قال الرئيس هى أم الدنيا وستكون إن شاء الله أد الدنيا ستبقى مصر وسيذهب المرجفون إلى مزابل التاريخ نعم ستنهض من كل العثرات وماذلك على الله بعزيز.

■ كاتب وباحث