رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الخطة المسمومة".. منع الصلاة ونزع النقاب بداية تنفيذ سيناريو طرد المسلمين من أمريكا وأوروبا.. جرعات العداء والعنصرية تتزايد ضد القابضين على الجمر في بلاد الغرب

جريدة الدستور

حين دعا دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، لحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة بعد أيام من واقعة إطلاق النار في كاليفورنيا، لم يكن من فراغ، بل إنها دعوة جاءت لتكشف أمرًا يحاك منذ فترة بعيدة، ربما بدأ يطفو على السطح، لكنه استقر في القاع على مدى بعيد، وإن كانت تصريحات "المتطرف" قوبلت باستنكار شديد في الأوساط السياسية الدولية، لكنها سياسة عامة بدأت على استحياء، ثم أخذت في التجرؤ شيئًا فشيئًا.

تصاعدت نبرة العداء تجاه المسلمين، في الآونة الأخيرة، وزادت وتيرة الممارسات العنصرية، حتى أصبح يتعيّن على كل مسلم مهاجر في بلاد الغرب، ألا يفصح عن هويته قدر الإمكان، وإن لم يكن من ذلك مفرٌ فعليه أن يطبّق سياسة "لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم"، حتى لا تطاله يد الاضطهاد والعنصرية، في دول ملأت العالم ضجيجًا باحترامها للحقوق والحريات، وخاصة "الدينية" الممنوحة لكل المقيمين على أرضها، لكنها في نفس الوقت لا تكف عن ممارسة الاضطهاد، والواقع يفضح تلك الممارسات اليومية، والاضطهاد ضد المسلمين في بلاد الغرب.

طرد 130 عاملا مسلما، من مصنع لتعبئة اللحوم بولاية كولورادو الأمريكية، وذلك بعدما احتجوا على عدم توفير وقت للصلاة أثناء العمل، كان بمثابة إعلان صريح بالتحوّل الجديد في سياسة معاملة المسلمين، حيث كان يسمح للعمال سابقا بأداء الصلاة خلال ساعات العمل، إلا أن مديري الورديات لم يعودوا يسمحون بذلك، وهو ما يؤكد تصاعد وتيرة "التمييز الديني" ضد المسلمين في الآونة الأخيرة.

وتتعاقب أحداث الاضطهاد واحدا تلو الآخر، ففي أقل من أسبوع ، نُشر مقطع فيديو على شبكة الإنترنت، يوثق إقدام مضيفة طيران أمريكية على طرد امرأتين مسلمتين، ترتديان الحجاب، من على متن طائرة بمطار بوسطن كانت في طريقها إلى لوس أنجلوس؛ وذلك لأنها لم تُعجبها الطريقة التي حدقتا بها المسلمتين ، فقررت طردهما من الطائرة.

ومن جانبه صور أحد الركاب مقطع فيديو للحظة طرد أجهزة أمن المطار وطاقم الطائرة للسيدتين، ونشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وكتب على صفحته، إن السيدتين كانتا جالستين بهدوء تشاهدان الأفلام، مشيرًا إلى أنه شعر بنوع من المبالغة من قبل المضيفة.
كما طردت سلطات الهجرة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، طالبا مصريا يدعى "عماد السيد"، وطالبت بترحيله من البلاد، بعدما نشر تعليقا عدائيا على "الفيس بوك" ضد المرشح الجمهوري لرئاسة الجمهورية "دونالد ترامب".
"عدوى" التجرؤ على اضطهاد المسلمين، لم تتوقف على بلاد العم سام، حيث أقدم شخصان على مهاجمة الطالبات المسلمات بشكل عدواني داخل كلية "الملك" البريطانية في لندن؛ وتسببا في تمزيق نقاب إحداهن، بعد أن وبخها وسألها عن جدوى ارتدائه.

ويجري الآن التحقيق مع الطبيب "فلاديسلاف رجوزف" من جانب المسؤولين في هيئة التأمين الصحي التي تدير المستشفيات التعليمية بمدينة شيفيلد بإنجلترا، وذلك بعدما طرد طبيبة جراحة مسلمة محجبة من غرفة العمليات؛ لارتدائها حجابًا، بعد أن خيّرها ما بين ترك الغرفة أو خلع حجابها فتمسكت بالحجاب، وكما بدأ الإسلام غريبًا، يعود الآن.