إعلام تصفية الحسابات «2 - 2 »
ودعونا نتحدث بصراحة عن الأمور التى تسببت فى ضبابية المشهد الإعلامى عدم اتفاق الإعلاميين أنفسهم على تعريف محدد لمصطلح «الإعلامى» لأنه ليس كل من التحق بوظيفة كتابية أو إدارية فى قناة فضائية أصبح إعلامياً بين عشية وضحاها، أو كل من جعل من الإعلام وسيلة ارتزاق متنقلاً يعرض خدماته على الفضائيات يصبح إعلامياً أو كل من يبحث عن شهرة مفتعلة دون دراسة وتدريب للعملية الإعلامية ودون امتلاك لأدوات مهنة الإعلام يصبح إعلامياً إذن من هو الإعلامى؟.
أرى من واقع خبرتى العملية أن الإعلامى هو كل من شارك فى صنع الرسالة الإعلامية الموجهة للمتلقى عبر وسيط سمعى أو بصرى «الإذاعة والتليفزيون» وذلك حتى يمكن تمييزه عن الصحفى الذى يعمل فى الصحافة الورقية والإلكترونية، من هنا يتضح لنا أنه لا توجد فى الوظائف الإعلامية وظيفة مصفى حسابات أو سباب أو شتام يوجد فقط مفهوم للرسالة الإعلامية هى رسالة سامية بكل المقاييس تصنع وجدان الأمة وتحث على الإدراك والاهتمام والمشاركة المجتمعية حتى يتم تشكيل الرأى العام، بعبارة أخرى تصبح الرسالة الإعلامية وسيلة تحضر وتفتح آفاقا للعلم والمعرفة وصدقونى فاقد الشىء لا يعطيه المذيع الجاهل مهما ادعى معرفته بكل شىء لن يستطيع خداع المتلقى الذى يعتبر من الذكاء بحيث يكتشف هذا الجهل بسهولة من خلال تعثره فى نطق الحروف والكلمات وعدم ثقته فيما يقوله من معلومات فيستخدم مفردات ردئية، والكارثة إذا قرأ نصاً مكتوباً أو نطق كلمة باللغة الإنجليزية لذلك ليس عيباً أن يجرى من فترة لأخرى تدريب المذيعين ومقدمى البرامج على الإجادة اللغوية سواء العربية أو الأجنبية.
من كل ما تقدم فإننا نبغى الحفاظ على كرامة الإعلامى وعدم تشويه شكله ومضمونه أمام المتلقى وحتى يكون حراً فى ممارسة المهنة بما يتفق وقيم المجتمع وكذلك حقه فى التعبير والإبداع، إننا بذلك نحاول أن نمحو الأمية الإعلامية المتفشية فى المجتمع ونهيئ الأجواء التى تمكن الإعلامى من تطوير أدائه بشكل مستمر وينطبق ما ذكرناه على الإعلامى الذى يعمل فى إعلام الدولة أو فى قناة فضائية خاصة لأننا نهدف إلى تحقيق شكل من أشكال التكامل بين الإعلام العام والخاص حتى وإن ظل التنافس المهنى قائماً بينهما وتصبح غايتنا فى النهاية الارتقاء بالذوق العام وتحرير الطاقات الإيجابية البانية للوطن وليس السب والقذف وتصفية الحسابات!!.