رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العربي: الدول العربية تواجه تحديا في القضاء على الأمية الأبجدية والوظيفية

نبيل العربي
نبيل العربي

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الدول العربية تواجه تحدياً كبيراً في القضاء على الأمية ولا يمثل هذا التحدي العمل على محو الأمية الأبجدية والإلمام بمبادئ القراءة والكتابة فقط، وإنما يتجاوزها لمحو الأمية الوظيفية وإتقان المهارات الأساسية اللازمة للعيش، والعمل في العالم المعاصر.

وأوضح العربي ـ في كلمته بالجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة عشرة للمجلس المركزي لاتحاد المعلمين العرب التي انطلقت اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة للجامعة تحت شعار"من أجل حماية وحدة الاتحاد وتعزيز دوره وتحقيق أهدافه" ـ أن القمة العربية اعتمدت المبادرة التي أطلقتها جمهورية مصر العربية خلال الدورة 25 للقمة العربية التي انعقدت في الكويت العام 2014 بإعلان العقد الحالي عقداً للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي.

وأضاف" وذلك من خلال اعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال السنوات العشر القادمة، مشيرا إلى أنه لتنفيذ أهداف العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار (2015-2024) عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الاجتماع الأول للجنة التنسيق العليا للعقد خلال شهر يناير 2015، وجاري حالياً الإعداد والتحضير لعقد الاجتماع الثاني خلال شهر مارس العام 2016 للعمل على وضع أهداف العقد العربي لمحو الأمية موضع التنفيذ.

وقال العربي" إن الجامعة العربية وإيماناً منها بأن تطوير التعليم العربي، قضية أساسية في عملية التنمية من الضروري أن تتمتع بأولوية خاصة، واقتناعا بدور التعليم في إحداث التقدم، تبذل جهوداً متواصلة لإصلاح وتطوير وتحديث برامج التعليم على المستوى العربي، وكان من أهمها، اعتماد "خطة تطوير التعليم في العالم العربي"، التي أقرتها قمة دمشق في (مارس 2008).

وأضاف إنه إدراكاً لأهمية دور المعلم في تحقيق التطوير التربوي والتعليمي، تسعى جامعة الدول العربية لاعتماد "الإطار الاسترشادي لمعايير أداء المعلم العربي: سياسات وبرامج"، والذي يهدف إلى وضع السياسات، والبرامج التي من شأنها تطوير أداء المعلم العربي للتأكيد على الدور المركزي للمعلم المنوط به تربية الأجيال وكونه الرائد الذي يمنح عقول التلاميذ الفرص الحقيقية لتشكيل وتطوير مهاراتهم على التفكير العلمي.

ونبه العربي إلى أن الاهتمام بتطوير المنظومة التعليمية لا يمكن أن يتحقق بدون الاهتمام بالمعلم، فالمعلم له رسالة تربوية هدفها تهذيب عقول أبنائنا الطلاب واكتشاف وصقل مواهبهم، كما أن له رسالة وطنية أيضاً تهدف إلى تعزيز التجانس بين أفراد المجتمع وتحمي أبناءنا من كل مظاهر التطرف والطائفية وغيرها من المظاهر السلبية.

وقال" إن المعلم هو البنية الأساسية ليس في المنظومة التعليمية فحسب بل في تطور وأمن واستقرار المجتمع برمته وينبغي على المؤسسات التربوية والتعليمية أن توفر المناخ الجيد للمعلم حتى يستطيع العمل على تطوير مهارات الطالب التقنية والعلمية والعمل على تخريج طلاب قادرين على الوفاء بمتطلبات المجتمع وسوق العمل، وأن يكون للمعلم العربي دوراً في مكافحة الإرهاب والإسهام في إنجاح المشروع النهضوي العربي بما يحقق الوحدة العربية المنشودة".

وأكد أن التعليم يعد المنارة التي يهتدي بها الناس إلى الطريق القويم الذي يسلكونه في الحياة، والإسلام يولي أهمية بالغة للتعليم حتى إن أول ما أنزل من القرآن الكريم كان "اقرأ"، فالتعليم والمعرفة ضرورة لرخاء ونهضة الشعوب، فهو يسهم بشكل أساسي في تعزيز الرخاء، والتقدم للشعوب.

وقال" إن الدولة التي تعمل على تطوير نظامها التعليمي هي الدولة التي تتفوق في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة سواء الاجتماعية أوالثقافية أو الاقتصادية أو السياسية، ولذلك يجب العمل على تغيير المناهج وإصلاح العملية التربوية والتعليمية، وتنقيتها من كل عوامل هدم القيم، والتفرقة طائفياً أو مذهبياً أو عرقياً، وفي هذا الإطار أدعو إلى توحيد مناهج التعليم دعماً للعمل العربي المشترك".

وأعرب العربي ـ في ختام كلمته ـ عن أمله في أن تكلل أعمال هذا الاجتماع بالنجاح وأن تتمخض عنه رؤية عربية تعمل على تعزيز وتطوير التعاون المشترك في مجال التعليم.

وتستمر أعمال هذه الدورة على مدى ثلاثة أيام، وتهدف إلى تفعيل أهداف اتحاد المعلمين العرب التي تؤكد على ضرورة تطوير منظومة التربية والتعليم والبحث العلمي، وحماية العمل التربوي باعتباره عملاً إنتاجياً، وتشجيع المبادرات بين صفوف المعلمين العرب، وتمكين المعلم في الوطن العربي من المشاركة عبر نقابته في إعداد المناهج والخطط التربوية، والتمسك باللغة العربية والاعتزاز بها، والعمل على نشرها وإيفائها بحاجات التربية والتعليم، وتعميق الثقافة العربية.