رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب بريطاني: ترامب لن يكون لقمة سائغة لـ"هيلاري"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رأى الكاتب البريطاني سيمون هيفر أنه "كلما زاد هجوم نخبة السياسة والإعلام في أمريكا ضد المتسابق الرئاسي دونالد ترامب، زادت معه أسهُمه الانتخابية."
واستهل مقالا نشرته التلغراف بالتنويه عن أنه "ظلّ طوال الأسبوع المنصرم يبحث عمّن يكرهون ترامب أكثر من غيرهم: هل هم الديمقراطيون أم الجمهوريون؟ فوجد أن الجمهوريين، زملاء ترامب في الحزب ذاته، مرعوبون من ازدياد احتمالية أن يفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية."
ولفت هيفر إلى أن "جماعة من هؤلاء الجمهوريين الكارهين لترامب -والذين يتحدث عنهم المرشح الرئاسي السابق الخاسر، ميت رومني- إنما يحاولون حشْد الدعم وتجميع الأموال لـفرْملة ترامب .. والمشكلة أنهم لا يسيرون في ذلك وفقا لخطة، كما يخفقون في رؤية ما بات عليه حال حزبهم، ولا رؤية مقدار السخط والانزعاج والغضب الذي بات عليه الأمريكيون الشاعرين بأن ساستهم لا يستجيبون لمخاوفهم."
ورصد هيفر "تقدُّم ترامب في كافة الانتخابات التمهيدية التي جرت بما في ذلك انتخابات ولاية فلوريدا التي تقدم فيها بنحو 20 نقطة على ماركو روبيو في قلب معقله، ولن يأتي يوم 15 من الشهر الجاري حتى تنمحي تماما أية شكوك في فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري."
وقال هيفر "على الرغم من وعود مرشحي الحزب الجمهوري بدعم ترامب حال فوزه بترشيح الحزب، إلا أن ثمة حديثًا عن اعتزام شريحة من قادة المعتدلين الجمهوريين، الوقوف في وجه ترامب .. وإذا ما كان الحزب الجمهوري مُقْدِمًا على انتحار، فلن يجد طريقة أفضل من تلك."
وأكد صاحب المقال "لقد طرأتْ تغيّرات على الحزب الجمهوري لكن لم يفطن قادته إلى حدوث تلك التغيرات، ولا هم يدركون أن محاولة قمْع الديمقراطية داخل الحزب كفيلة بتفجير كارثة سياسية ربما كانت أسوأ أثرًا مما قد يُنْزله ترامب بالحزب."
وأضاف هيفر "عبر الولايات المتحدة، خرج ملايين الناخبين ممن لم يُدلوا أبدا بأصواتهم - خرجوا لانتخاب ترامب؛ لقد غيّر ترامب وجْه الحزب الجمهوري .. ويأتي هذا الزخم المصاحب لترامب من أن الأجور الفعلية لعموم الأمريكيين لم ترتفع منذ منتصف السبعينيات رغم وعود رئيس تلو الآخر بتغيير هذه الحال، لكن دونما وفاء بتلك الوعود .. إن أغلبية جمهور ناخبي ترامب هم من أبناء الطبقة العاملة البيضاء والطبقة المتوسطة الدنيا ممّن طفح بهم الكيل ويتطلعون إلى قيادة مختلفة."
ورصد هيفر تلّقي ترامب لهجمات عالمية وحملات سخرية عبر الشاشات وعلى صفحات الجرائد؛ إذ يُصّنف باعتباره "متطرفا" و"منفلت العيار"، وها هو المستر رومني -الذي استجدى دعمه في 2012- يدعوه اليوم "متصنعا" و"محتالا".. لكن "أسهُم ترامب الانتخابية ترتفع بارتفاع الهجمات عليه سواء أكانت تلك صادقة أم مجحفة."
ونبّه صاحب المقال إلى أن "ترامب في حقيقة الأمر كان ينتمي للحزب الديمقراطي، ولذلك يصطف المحافظون الجمهوريون ضده واصمين إياه بأنه نصّاب محتال قفز على حزبهم."
غير أن الديمقراطيين أيضا يصطفون في مواجهة ترّشح ترامب، ساخرين منه متيّقنين أنه لا يقوى على إنزال الهزيمة بـهيلاري كلينتون.
ورصد هيفر تركيز مقالات الصحف الأمريكية الآن على سؤالين: "ماذا يحدث عندما لا تستطيع الأحزاب التصدّي لمرشحين مراوغين؟"، وعلى "كيف ستتمكن هيلاري من إنزال الهزيمة بـ ترامب؟"
وخلص هيفر إلى أن "الثورة على النُخبة السياسية في أمريكا ربما قد بدأت للتو، وقبل وقت ليس بالبعيد لم يكن أحد بيننا يعتقد أن المستر ترامب سيفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ربما كنا مخطئين في تقديرنا، والآن يعتقد الجميع أن السيدة كلينتون ستسحق ترامب، وربما نكون مخطئين مرة أخرى.. إن الصراع يتم تصويره كما لو كان محتدما بين "مؤسسة" مقابل "لا-مؤسسة"، غير أنه كذلك صراع بين "العقل" و"العاطفة"، ومن غير الواضح أن السيادة ستكون للعقل في هذا الصراع."