رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القمع منهج عام».. ممارسات الشرطة في دول العالم «هي هي»: القتل والاضطهاد والعنصرية مصير من يقف في وجه «البدلة الميري»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يبدو أن الفرق بين «الشرطي» في مختلف دول العالم، هو لون وشكل الزي الذي يرتديه فقط. هذه حقيقة أثبتتها الممارسات القمعية التي ترتكبها الشرطة بحق المواطنين، من دون سبب، حتى في دول العالم التي كثيرًا ما تطالعنا وسائل إعلامها بحرصها الشديد على احترام الحقوق والحريات، فلا يتوانى «أصحاب الزي مموج» عن التعامل بكل عنف وقسوة تجاه من سواهم، وكأنه منهج عام نشأوا عليه، حتى يمكن القول إن رجال الشرطة في العالم أبناء "«نظام واحد».
ـ القتل العنصري في أمريكا
بالرغم من كثرة حديث الإدارات الأمريكية المتتالية عن الحريات وحقوق الإنسان، إلا أن عددًا من الحوادث المتتابعة على مدار السنوات الأخيرة، فضحت هذه الأكاذيب، والدليل الأول كان الأمريكي «رودني كينج»، الذي كان رمزًا لأعمال الشغب التي شهدتها مدينة لوس أنجلوس عام 1992، بعد نشر شريط يُظهر تعرضه لضرب مبرح من الشرطة، لأنه أسود؛ وبعدها تبرئة الضباط الأربعة من تهمة تعذيبه، اشتعلت الاحتجاجات المنددة بذلك مخلفة 50 قتيلاً ومئات الجرحى.
وفي عام 2010 قتل الشاب الأسود «أوسكار غرانت» على يد رجال الشرطة، ليتم الحكم على الضابط بالسجن لمدة عامين فقط، الأمر الذي أثار غضب المتظاهرين السلميين أمام الشرطة التي قابلتهم بكل عنف بإطلاق النار عليهم والغاز المسيل للدموع.
ورغم أن أمريكا في 2009، انتخبت أول رئيس أمريكي، من أصول أفريقية وصاحب بشرة سماء، إلا أن أعمال العنف بحق أصحاب البشرة السمراء لم تتوقف، ففي 2012 قتلت دورية حراسة من الشرطة شابًا أسود يُدعى «ترايفون مارتن» بولاية فلوريدا لمجرد الاشتباه به.
ومع منتصف 2014، قتل 4 أمريكيين من أصول أفريقية برصاص الشرطة، ثم جاءت حادثة مقتل الشاب الأفريقي الأعزل «مايكل بروان» في أغسطس الماضي، في ولاية مسيسبى بمثابة سكب الزيت على ذاكرة العالم بتاريخ أمريكا العنصري حيث اشتعلت احتجاجات واسعة لم تهدأ منذ مقتله، كما اندلعت الاحتجاجات في 17 ولاية أمريكية بعد قرار الادعاء بعدم محاكمة الشرطي الأبيض الذي قتل بروان.
وفى أبريل 2015، ألقت إدارة الشرطة في مدينة «بالتيمور» القبض على «فريدي جراي» 25 عامًا بعد اتهامه بحيازة سلاح والتعدي على شرطي، لينتقل إلى المستشفى بعد إصابته بكسر في الرقبة وكسور بالعمود الفقري أدى إلى وفاته، ما جعل الكثيرون يعتقدون تعرضه للتعذيب على يد أفراد الشرطة.
تجاوزات الشرطة التركية
لم تختلف الشرطة التركية كثيرًا، حيث دأبت على ارتكاب تلك الممارسات القمعية ففي ديسمبر 2014، قتلت امرأة بدعوى أنها عضو في حزب العمال الكردستاني المحظور وقيل إن العملية تمت في تبادل لإطلاق النار في إسطنبول، وهو ما كذبته روايات المعارضة التركية بعدها.
واستهل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، حملته الانتخابية لرئاسة تركيا باستخدام الشرطة للذخيرة الحية في قمع الاحتجاجات المناهضة لحكومته، حيث بدأت الشرطة التركية بقمع مناهضي أردوغان بالرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين أثناء احتجاجات اندلعت في إسطنبول ضد حكومة أردوغان .
كما استخدمت الشرطة الذخيرة الحية في منطقة أوكميدان في إسطنبول لتفريق عشرات المتظاهرين الذين تجمعوا احتجاجا على مقتل عمال منجم سوما ووفاة مراهق في، مارس الماضي، نتيجة عنف الشرطة المفرط أثناء حركة الاحتجاجات في ميدان تقسيم.
وتعيد مشاهد العنف الأخيرة في تركيا إلى الأذهان أعمال العنف والاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة التركية، العام الماضي، أثناء موجة الاحتجاجات ضد الحكومة في ميدان تقسيم وسط إسطنبول بسبب قرار السلطات تغيير معالم حديقة «غيزي بارك»، وقد قتل، حينها، 8 أشخاص وأصيب أكثر من 8 آلاف شخص.
قمع المواطنين في روسيا
تعرض المواطن «راشد مجوميدوف»، وهو مواطن روسي مسلم للاعتقال عدة مرات وقضى شهرين في السجن بتهم تم إسقاطها عنه فيما بعد، وشكا من أن الشرطة قامت مرارا بدس أسلحة في منزله كذريعة للقبض عليه.
وإبان خروج الآلاف من المحتجين الروس في مظاهرات حاشدة، نظمتها المعارضة في موسكو؛ احتجاجًا على نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت مؤخرًا وفاز بها حزب فلاديمير بوتين، صرح رئيس الوزراء فلاديمير بوتين أنه سيعمل على قمع أي تجاوزات بكل الوسائل المشروعة، وظهر تعامل الشرطة الروسية مع المواطنين المحتجين بكل عنف وقسوة.
مداهمات المنازل في البحرين
كشفت منظّمة العدالة لحقوق الإنسان الكندية بأنها وثّقت 160 مداهمة غير قانونية لمنازل المواطنين في البحرين خلال شهر نوفمبر الماضي، كما تم اعتقال أكثر من 150 مواطنًا بشكل عشوائي ووحشي، أكثر من 5 % منهم أطفال.
كما شهدت البحرين خلال الشهر الماضي أكثر من 470 احتجاجا سلميًا، تعرّض أغلبها لقمع عناصر الشرطة، فيما تعرّض أكثر من 5 مواطنين لإصابات برصاص الشوزن المحرّم دوليًّا، بالإضافة لحالات عديدة من الاختناق نتيجة القنابل السامة والغازية والمسيلة للدموع التي تستخدمها الشرطة بكثافة خلال التظاهرات السلمية.
وشهدت البحرين خلال شهر نوفمبر الماضي، 23 حالة اعتقال عشوائي ووحشي ، بالإضافة إلى 6 مداهمات غير قانونيّة على المنازل في 5 مناطق.
الصحافة البريطانية تفضح الشرطة
احتلت قضية العنصرية تجاه الملونين في بريطانيا صدر الصفحات الأولى للصحف الإنجليزية، بعد أن نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرا تفيد بان بريطانيا تحتاج إلى إجراءات أكثر تشددًا لمنع الضباط من التمييز بين المواطنين على أساس اللون، ووقف اضطهادهم للسود، محذرة من أن فشل تطبيق تلك الإجراءات سوف يؤدي إلى "فضيحة" تهدد المجتمع.
وقال التقرير إن الشرطة توقف مواطنين أبرياء من أصول كاريبية وأفريقية باعتبارهم "مجرمين"، بسبب التمييز ضدهم على أساس اللون فقط.
يأتي ذلك بعد أن كادت اتهامات العنصرية في الأسابيع الماضية تطيح بقيادات "سكوتلاند يارد"، حيث انتشرت تسجيلات لضابط وهو يسيء معاملة شخص بعنصرية شرق لندن.

وقالت شرطة "متروبوليتان"، الاسم الذي يطلق على "سكوتلاند يارد" أحيانا، إن 20 ضابطًا وأحد القيادات يخضعون للتحقيق بتهم العنصرية أو انتهاكات واعتداءات وتحرش مرتبط بها، وتم منع 8 ضباط ومدني واحد عن العمل.