رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد الحب «1-2»


يوم الحب أو عيد الحب مناسبة يحتفل بها كثير من الناس فى بعض أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام، وبالأخص فى البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، وأصبح هذا اليوم تحتفل به بعض دول العالم ولو بصورة رمزية وغير رسمية...

... يعتبر هذا هو اليوم التقليدى الذى يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب، أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم.

وبينما يحتفل العالم بعيد الحب، تحمل إلينا وسائل الإعلام صباح كل يوم أخباراً مؤسفة عن تفجيرات هنا وهناك، وعن قتلى وجرحى سواء من رجال الشرطة الأوفياء أو من المواطنين الأبرياء، يبدو أنه كلما خاصم الإنسان ذاته وعاش فى صراع مع نفسه، كره الآخرون بل وربما كره المحبة أيضاً، والعنفاء والإرهابيون يحتاجون لأن يتصالحوا مع أنفسهم ومع الله سبحانه وتعالى حتى يمكنهم أن يتصالحوا مع اخوتهم فى الإنسانية، فالله من أسمائه الحسنى وفقاً للمفهوم الإسلامى «الودود» ووفقاً للمفهوم المسيحى «الله محبة» ومن المنطقى أن من يقترب ويتعبد لله الودود المحب لا يمكن أن ينضح قلبه إلا بالمحبة للبشر بل ولسائر الكائنات التى خلقها الله.

فالله الودود المحب يُطلع شمسه على الأشرار والأخيار، ويُنزل المطر على الأبرار والفجار، وهو لا يميز بين خليقته لأن محبته متساوية لجميع البشر، إن الحب هو بلسم كل الجراح ودواء كل الخطوب، والحياة بدون حب لا تساوى شيئاً، وبغير الحب تصبح الحياة صحراء قاحلة وغابة موحشة، تصبح الحياة جحيماً لايطاق، بدون الحب تصبح الحياة ميدان قتال وساحة حرب لا صوتيعلو فيها على صوت أزيز الطائرات، ورعد الصواريخ، ودوى المدافع، وانفجار القنابل، فعندما تختفى المحبة من قاموس حياتنا، وعندما تصبح نبتة الحب غريبة على عالمنا، تنضب العواطف، وتتحجر الأفئدة، وتتصلب المشاعر، وتتجمد الأحاسيس، وكنتيجة حتمية للتعصب قد يحب المرء فقط من يتفق معه فى الدين، فقد لا يحب المسيحى إلا المسيحي، وقد لا يحب المسلم إلا المسلم، بل وكلما ازداد الإنسان تعصباً وكلما انغلق وانكفأ على ذاته قد لا يحب إلا من يتفق معه فقط فى نفس طائفته، فقد لا يحب المسلم السنى المسلم الشيعى أو العكس، وقد لا يحب المسيحى الأرثوذكسى المسيحى الإنجيلى أو العكس، الإنسان المتعصب هو الذى يحب قريبه الذى يدين بنفس معتقداته، ويبغض أى مخالف بل ويعتبره عدواً له، أما الشخص الناضج القريب من الله الودود فهو الذى يحب ليس فقط المغايرين لمعتقداته، بل ويحب أعداءه أيضاً، ويصلى ويتضرع إلى الله طالبا البركة لمن يضطهدونه ويسيئون إليه، كم نحتاج لأن نحب بعضنا بعضاً، لأن المحبة من الله، من لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة، إذا كان الله قد أحب خليقته كل هذا الحب فعلى من يعبدون الودود أن يحبوا بعضهم بعضاً.