رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحدث فى زمن سقوط الأقنعة


ملعونة كل الصناديق السوداء، وتسريبات الخيبة التى يقع فحوى بعضها علينا وقع الصدمات المخيبة للآمال والمسقطة لبعض الأقنعة لرموز كنا مع حكمتهم وصدقهم نعيش دوماً فى حالة انبهار وتقدير.. قال الدكتور مصطفى الفقى فى أواخر العام الماضى، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى سابقًا، ...

... إن الكثيرين استبشروا خيرًا فى الإخوان عندما وصلوا إلى الحكم، واعتقدوا أن الجماعة عادت إلى رشدها وانصرفت عن الاغتيالات والعمل السرى، الذى كانت تمارسه فى سابق عهدها. وأضاف خلال لقائه ببرنامج «البيت بيتك» تقديم الإعلامى عمرو عبدالحميد على قناة «ten» أنه لم يجامل عصام العريان عبر مكالمته مع القيادى الإخوانى البارز فور صعود جماعته إلى سدة الحكم، التى تم تسريبها عبر الصندوق الأسود، وأن المسيحيين أول من دعموا حزب الإخوان، مشيرًا إلى أن الدكتور شريف دوس كان يقود الحملة الرئاسية للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.

وتابع أن الكثير من الأقباط قالوا أثناء بزوغ نجم الإخوان، إنه لا مانع من دعم الجماعة طالما ظهر إسلام معتدل، ولا مانع من أن نحتوى التيارات الإسلامية ونمضى فى طريق واحد، موضحًا أن الإخوان لم يكن لديهم رجال دولة أو دراية بالحياة السياسية، أو فهم بالسلطة، ولهذه الأسباب سقطوا. ويبقى السؤال، ماهو رد فعل من يعرف للرجل تاريخه الفكرى والسياسى الممتد عبر عقود طويلة، وبشكل خاص أثناء الحكم المباركى، وكيف كان دارساً ومتخصصاً «إضافة لكونه ديبلوماسياً كبيراً وسكرتيراً للرئيس للمعلومات» فى مجال الحالة الدينية بشكل عام وقضايا النزاعات الطائفية وأحوال الأقباط فى مصر بشكل خاص، واستطاع أن يكون الضيف المقرر والضرورى فى كل حوارات الأزمات الطائفية عبر وسائل الإعلام، وصاحب الكرسى الأهم على منصات الندوات والمؤتمرات المعنية بقضايا التمييز وبناء دور العبادة، وغيرها فى إطارات عناوين البحث عن سبل إقامة الحياة المدنية، ورفع الألغام المزروعة لإفساد حالة السلام الاجتماعى.

وللدكتور مصطفى الفقى العديد من المؤلفات ذات الطابع العلمى المرجعى حول تاريخ ومراجعة أحداث معاناة المواطن القبطى، وشعوره المتزايد بممارسة بعض أجهزة الدولة وبعض مؤسسات القطاع الخاص للتمييز والنيل من بعض حقوقه فى الحصول على وظائف معينه والترقى لنيل المناصب العليا وغيرها.. بالإضافة لإشرافه أيضاً على رسائل علمية معنيه بالشأن المسيحى.. وعلى مدى زمن حبرية قداسة البابا شنودة الثالث، كانت وحتى الآن علاقة الفقى بالكنيسة ورموزها متميزة، ومشاركاً فى كل فعالياتها الثقافية والفكرية.. وعلى حين غرة، يخرج علينا معاليه بتلك التصاريح ولا ينكر أو يستنكر ماقال.

وهى تصريحات لاتختلف كثيراً عن تصريحات قيادات الإخوان واتهاماتهم العبيطة الساذجة للمسيحيين طوال الفترة الأخيرة، وأنهم وراء كل الأحداث الكبيرة، وكأن عمنا «الفقى» لم يكن معنا عندما تم إقصاء قرى بأكملها فى عمليات التصويت، ولاسمع بحوادث التهجير القسرى للأقباط ونهب ممتلكاتهم، ولا سمع فتاوى عدم تحريم العدوان عليهم وأنه لا معايدة من قبل المسلم لأخيه المسيحى، ولا شاف «العوا» و«عمارة وهويدى» و«البشرى» لما أثاروا الشارع المصرى بمقالات وتصريحات لإذكاء نار الفتنة بين الناس وإقحام المؤسسات الدينية فى نزاعات رذيلة!! من أين جاء المفكر الكبير بحدوتة أن الأقباط كانوا سعداء بتصعيد الإخوان لسدة الحكم؟!! يبدو أننا بصدد سقوط المزيد من الأقنعة، من على وجوه من كانوا يحسبون أن الزمن سيتكفل بمحو خطاياهم نحو الوطن والمواطن!!!