رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العاهل الأردني: القتل في سوريا يجب أن يتوقف للمضي قدما نحو الحل السياسي

العاهل الأردني الملك
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني

دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الجمعة، إلى ضرورة توقف القتل في سوريا من أجل المضي قدما نحو حل سياسي للأزمة هناك، يحمي استقلال ووحدة سوريا ويمكن الشعب السوري من العيش بكرامة والتمتع بالحقوق التي يستحقها.

وقال الملك عبد الله الثاني - في خطابه أمام مؤتمر ميونخ الثاني والخمسين للأمن والذي وزعه الديوان الملكي الهاشمي على وسائل الإعلام بعمان مساء اليوم - إن التوصل لهذا الحل السياسي هو المفتاح لكسب هذه الحرب، وسيمكننا من تركيز جهودنا على التهديد العالمي للإرهاب .. مطالبا بضرورة اتباع نهج شمولي للقضاء على تنظيم (داعش) في سوريا والعراق وعلى المجموعات الإرهابية التابعة لها والتي تعزز وجودها في إفريقيا وآسيا.

ونبه إلى أن أزمة اللاجئين السوريين تعد قضية ملحة تستحق الاهتمام لأنها من أكبر المآسي الإنسانية في العصر الحالي، قائلا لقد رأينا آثارها على شواطئنا وحدودنا، والأردن هو الأكثر تأثرا بهذه الأزمة، إذ يقابل كل خمسة من أبناء وطني سوري يستضيفه بلدنا الآن .

وأضاف قائلاً لقد حان الوقت فعلا لنرتقي إلى مستوى جديد من العمل الدولي الذي يتطلب منا جميعا توجيه مواردنا وتنسيق الأدوار والمسئوليات فيما بيننا وتوحيد جهودنا العسكرية والأمنية والدبلوماسية والعمل بشكل جماعي وكتحالف دولي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..وتابع إننا بدأنا فعلا خوض الحرب القادمة وهي صراع جديد ومعقد من أجل المستقبل، كما أن النصر أو الهزيمة فيها سيشكل منظومة القيم العالمية، ويحدد طبيعة أمننا وأسلوب حياتنا لفترة طويلة قادمة وعلى امتداد القرن الحادي والعشرين .

وأوضح العاهل الأردني قائلا إن المصلحة الاستراتيجية الأساسية للجميع تتمثل في ضرورة انتصار التحالف الدولي في سوريا والعراق؛ فالقضاء على عصابة داعش الإرهابية في هذين البلدين يتطلب تكاملا في الجهود ..مضيفا الانتصار في هذه الحرب من أجل المستقبل يتطلب بذل المزيد، والاعتراف بأن هذه العصابة ليست سوى جزء من تهديد عالمي أكبر .

ونبه إلى أن الدول الفاشلة والفوضى في مناطق النزاعات والانقسامات الطائفية تشكل أرضية خصبة لانتشار وباء الإرهاب والتطرف الذي يحرض على العنف والوحشية التي لا تقف عند حدود الدول، فهو يستقطب عناصره المغرر بهم من جميع أنحاء العالم.

وقال ملك الأردن إننا كعرب ومسلمين تقع علينا مسئولية وواجب تصدر جهود محاربة الخوارج فهذه حرب لحماية ديننا الحنيف وقيمنا ومستقبل شعوبنا في النهاية ..مؤكدا في الوقت ذاته على أن هذا الجهد يتطلب شراكات دولية واسعة لأن جميع الشعوب مهددة من فكر هؤلاء الخوارج القائم على العنف وازدراء قيمة الحياة البشرية.

ودعا في هذا الإطار إلى ضرورة دعم الحكومة العراقية في جهودها لتحرير المدن والقرى من سيطرة عصابة داعش الإرهابية وهو أمر يتطلب دعم خطوات جادة نحو تحقيق المصالحة الوطنية في العراق .. قائلا لا ينبغي أن نسمح باستغلال الاختلافات الطائفية والدينية لتنفيذ أجندات سياسية أو كسب النفوذ والسلطة .

وأكد على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي الحديث عن الحقوق والعدالة العالمية فيما يستمر حرمان الفلسطينيين من حقهم في إنشاء دولتهم .. لافتا إلى أن داعش وأمثالها من العصابات الإرهابية تستغل هذا الفشل الذي ولد بدوره حالة من الظلم والقهر.

وقال إن ترك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون حل سيحوله إلى صراع ديني على نطاق عالمي وهي مسألة وقت فقط قبل أن نواجه احتمال اندلاع حرب جديدة في غزة أو في جنوب لبنان ..مشددا على أن حل الدولتين يبقى هو الأولوية للأردن وللجميع.

وأضاف إن لأوروبا بالتأكيد مصلحة في دعمنا كجيران لها على الجانب الآخر من البحر المتوسط، ومن الضروري أن لا نتجاهل أيضا التحديات التي تواجهنا في منطقة البلقان والتي تستحق دولها، ذات الأغلبية المسلمة، دعمنا لاستباق خطر التطرف.

وطالب العاهل الأردني بضرورة الانفتاح على دول البوسنة والهرسك وألبانيا وكوسوفو، قائلا يجب أن تكون هذه الدول إضافة لدول أخرى في منطقة البلقان جزءا رئيسيا من تكوين أوروبا وأحد دعائم أمنها وازدهارها ونماذج للتعايش والاعتدال والتسامح، ولتكون بذلك الجبهة المدافعة عن استقرارها .