رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر تراجع وزير الصحة عن استبعاد وكيل الوزارة بالغربية.. مصادر تكشف لـ"الدستور" حكاية الفاكس الغامض وكواليس ساعات الحيرة بمكتب الوزير.. وتؤكد: تغيير القرار جاء بأوامر من جهات عليا

جريدة الدستور

ما بين عشية وضحاها تبدل شعور آلاف المواطنين بمحافظة الغربية، من مرحب بقرار استبعاد الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، الذي ظل في المنصب أكثر من 5 سنوات متتالية إلى غضب شديد وسخط بعدما أعاده الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة إلى منصبه، في ظروف غامضة ولأسباب غير مفهومة.

الوزير يلتقي الوكيل الجديد 
البداية، كانت الخميس الماضي، حين استدعى الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة والسكان، الدكتور مجدي العشري وكيل التأمين الصحي بمحافظة الغربية، لإبلاغه بتوليه منصب وكيل وزارة الصحة بجانب مهام عمله الأخرى، علاوة على إشرافه على المستشفى الفرنساوي العالمي الجديد، بعد موافقة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، على إسناد المستشفى لوزارة الصحة.
وبحسب  تصريحات مصادر مطلعة بـ"الصحة"، فإنه تم الاتفاق خلال الاجتماع الذي تم في مكتب الوزير، على الخطوط العريضة لمهام عمل "العشري" في الفترة المقبلة، وذلك بحضور مستشار الوزير الدكتور محيي عبيد نقيب الصيادلة، ثم أبلغ الوزير مكتبه بطباعة القرار وإرساله إلى محافظة الغربية.
وأكد مصدر داخل وزارة الصحة، أن المقابلة تضمنت عرض عدة تقارير أكدت تدني الخدمة الصحية بجميع مستشفيات المحافظة وعدم وجود كوادر داخل المستشفيات، كما تضمنت التقصير الواضح في كارثة إصابة 13 مواطنا بالعتامة علاوة على تصريحات "شرشر" في إحدى القنوات الفضائية التي قال فيها إن "الإعلام ضخم هذه الحادثة"، ما أثار موجة سخط شعبية ضد الوزارة بين المواطنين.

الفاكس الغامض يعيد "شرشر"
وفجر الجمعة، تلقى مكتب وزير الصحة "فاكس غامض"، من مكتب المحافظة، يبلغه برفض قرار تكليف الدكتور مجدي العشري ومطالبته بإعادة الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة إلى منصبة مرة أخرى، رغم كارثة العمى الشهيرة التي وقعت مؤخرا مستشفى الرمد التابعة لمديرية الصحة بالغربية، بعد حقن  13 مريضا بمادة "الأفاستين" التي سببت لهم مرض "العتامة"، أو فقدان البصر، في واقعة أحالت جميع المسئولين للتحقيق.

استدعاء "شرشر" لمكتب الوزير
"الفاكس الغامض"، الذي لا يعلم أحد حتى الآن ماذا فيه، نتج عنه تحول غريب في موقف وزير الصحة، الذي استدعى  الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة، باتصال من مكتبه، يطلب إليه الحضور للقاء الوزير عصر الجمعة، وفي الميعاد المتفق عليه وصل إلى مكتب الوزير وبعد جلسة استمرت نصف ساعة خرج "شرشر" معلنًا عودته إلى منصبه مرة أخرى.
وفي هذا الشأن قالت مصادر مطلعة لـ"الدستور"، إن ضغوطًا كبيرة مورست على وزير الصحة من جهة عليا لإعادة شرشر، مؤكدة أنه لا يمكن أن يتراجع وزير عن قرار اتخذه في غضون ساعات إلا إذا تلقى أوامر عليا أو وقعت عليه ضغوط من جهة سيادية للتراجع.

"شرشر" في جهة أمنية
وأكد مصدر داخل مديرية الصحة بالغربية، أن الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية بعد تلقي خبر تكليف الدكتور مجدي العشري بتوليه منصب وكيل وزارة الصحة، بجانب عمله توجه إلى مكتب المحافظ مباشرة، ثم ذهب إلى جهة أمنية وبعدها توجه إلى مكتب الوزير مباشرة، إلى أن تم العدول عن إقالته.

يذكر أن الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة، أثناء قيامة بزيارة محافظة الغربية ظهر عليه الغضب والسخط أثناء عرض الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة، لخطة المديرية داخل الديوان العام للمحافظة، بحضور اللواء أحمد ضيف صقر، والدكتور عبد الحكيم عبد الخالق رئيس جامعة طنطا، والدكتور مجدي الحفناوي نقيب الأطباء، الذي هاجم مستشفى المنشاوي التابعة لمديرية الصحة بالغربية هجوما شديدًا.