«القيادة».. قشة الإخوان التي يتعلقون بها لحل أزمتهم الداخلية: تعددت المبادرات والفشل واحد.. وخبراء: «الجماعة تحتضر.. والأزمة باتت مع الشعب»
«القيادة».. أزمة جديدة تواجه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في الوقت الحالي، في الوقت الذي أُغلقت فيه كل الأبواب أمام الجماعة، باتت تبحث عما يساعدها للخروج من مأزقها الذي وقعت فيه بسبب التشتت والصراع بين القيادات القديمة والشبابية، حتى بات البحث عن قيادة وإدارة جديدة للتنظيم هو المنفذ الوحيد لها.
وبعد أن طالب الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بضرورة إجراء انتخابات شاملة لمؤسساتها في الداخل والخارج، بأسرع وقت ممكن؛ للخروج من أزمتها الراهنة، عاد اليوم ليكرر البحث عن نفس المخرج، وهو ضرورة تغيير قيادات الجماعة، بقيادة تستطيع قيادة زمام التنظيم الدولي.
القرضاوي، طالب اليوم، جماعة الإخوان باختيار قيادة جديدة تكون قادرة على القيادة والإدارة، بعدما فشلت مبادرته لإجراء الانتخابات بين مؤيد ومعارض، مؤكدًا خلال مقطع فيديو له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن القيادة يجب أن تجمع ولا تفرق، وتنادي على الناس أن تجتمع، معترفًا بأن الجماعة تفتقد القيادة.
وأصبح السؤال حول إذا كانت أزمة الجماعة الحالية، تتمثل في تغيير القيادة؟، الأمر الذي اعتبره خبراء الشأن الإسلامي أنه مجرد «قشة» تحاول الجماعة أن تتمسك بها لتخرج من مأزقها، مؤكدين أن تغيير القيادات لن يجدي شيئًا؛ لأن الأزمة باتت مع الشعب وليس القيادة.
إسلام الكتاتني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أوضح أنه في ظل حالة الإحباط والتخبط التي تعيشها الجماعة، والصراع بين القيادات التاريخية والشبابية، وتوجيه ضربات أمنية لبؤر الجماعة، والقبض على كثير من أعضائها، باتت الجماعة في حالة عدم اتزان في الصف الإخواني، معتقدة أن الحل في تغيير القيادات فقط.
ولفت إلى أن الأزمة بالجماعة أكبر من القيادة، لأنه تيار مفصول جبريًا عن العمل الدعوي والسياسي الذي تشتت بينهم، فالإشكالية داخلية مع الشعب المصري الذي رفضها، مشيرًا إلى أنه إذا تم تنظيم القيادة الداخلية أو تغييرها لن يجدي شيئًا، والتغيير سيكمن فقط في آليات التعامل والسياسة، وليس العودة للمشهد من جديد.
وأوضح أن الجماعة تحتاج إلى مراجعات فكرية عديدة، بسبب القصور الذي تعاني منه، والقيادة الجديدة لن تفعل ذلك؛ لأن الجماعة دخلت في طريق اللاعودة، فالنزاع بين الطرفين قائم ولا يوجد طرف يحل، فمن يرجح العنف ومعاداة الدولة متمسك بمنهجه.
وأشار هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الجماعة تعتقد أن تغيير قيادتها هو طوق النجاة الوحيد من أزمتها الحالية؛ لأنها أزمة مستعصية وأعمق من مجرد قيادة، موضحًا أن بقاء الجماعة وجمودها على الوضع الحالي بفشل مستمر في تحقيق أهداف القوى الإقليمية، يجعلها عبئًا على مموليها من هذه القوى.
وأضاف أن تغيير القيادة لن يحل أزمة الجماعة؛ لأن الأزمة موجودة في آليات العمل والفكر والمرجعية التي تستند إليها، وفي اختلاف الرؤى وآليات العمل، فضلًا عن تشتت الجماعة بين العمل الدعوي والسياسي، وتمسك الكثير منهم بالمسار المعادي للدولة والذي من شأنه أن يؤدي لفشل أي مبادرة لهم.
من جانبه، أشار سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الفشل الداخلي الذي انتاب التنظيم الدولي للجماعة هو ما يدفعها للتراجع والبحث عن قيادة جديدة، في محاولة للخروج من الأزمة الحالية، والتي تستهدف منها مجرد الحفاظ على واجهة كيان الجماعة، وضمان وجودها في المشهد الإعلامي.
وأضاف، أن البحث عن قيادة جديدة لن ينفع الجماعة في شيء، إنما هو دليل على التخبط الذي انتابها، مشيرًا إلى أنه إذا قامت الجماعة بالفعل بتعيين قيادات جديدة تقود الأزمة، فسوف يستمر في مساره المعادي للدولة، والضغط على النظام الحالي؛ لأن كل قيادات الجماعة يسيرون على نفس الدرب بمراجعات فكرية واحدة.