رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القيادة».. قشة الإخوان التي يتعلقون بها لحل أزمتهم الداخلية: تعددت المبادرات والفشل واحد.. وخبراء: «الجماعة تحتضر.. والأزمة باتت مع الشعب»

جريدة الدستور

«القيادة».. أزمة جديدة تواجه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في الوقت الحالي، في الوقت الذي أُغلقت فيه ‏كل الأبواب أمام الجماعة، باتت تبحث عما يساعدها للخروج من مأزقها الذي وقعت فيه بسبب التشتت ‏والصراع بين القيادات القديمة والشبابية، حتى بات البحث عن قيادة وإدارة جديدة للتنظيم هو المنفذ الوحيد ‏لها.‏

وبعد أن طالب الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بضرورة إجراء ‏انتخابات شاملة لمؤسساتها في الداخل والخارج، بأسرع وقت ممكن؛ للخروج من أزمتها الراهنة، عاد ‏اليوم ليكرر البحث عن نفس المخرج، وهو ضرورة تغيير قيادات الجماعة، بقيادة تستطيع قيادة زمام ‏التنظيم الدولي.‏

القرضاوي، طالب اليوم، جماعة الإخوان باختيار قيادة جديدة تكون قادرة على القيادة والإدارة، بعدما ‏فشلت مبادرته لإجراء الانتخابات بين مؤيد ومعارض، مؤكدًا خلال مقطع فيديو له عبر صفحته على ‏موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن القيادة يجب أن تجمع ولا تفرق، وتنادي على الناس أن تجتمع، ‏معترفًا بأن الجماعة تفتقد القيادة‎.‎

وأصبح السؤال حول إذا كانت أزمة الجماعة الحالية، تتمثل في تغيير القيادة؟، الأمر الذي ‏اعتبره خبراء الشأن الإسلامي أنه مجرد «قشة» تحاول الجماعة أن تتمسك بها لتخرج من مأزقها، ‏مؤكدين أن تغيير القيادات لن يجدي شيئًا؛ لأن الأزمة باتت مع الشعب وليس القيادة.‏

إسلام الكتاتني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أوضح أنه في ظل حالة الإحباط والتخبط التي تعيشها ‏الجماعة، والصراع بين القيادات التاريخية والشبابية، وتوجيه ضربات أمنية لبؤر الجماعة، والقبض على ‏كثير من أعضائها، باتت الجماعة في حالة عدم اتزان في الصف الإخواني، معتقدة أن الحل في تغيير ‏القيادات فقط.‏
ولفت إلى أن الأزمة بالجماعة أكبر من القيادة، لأنه تيار مفصول جبريًا عن العمل الدعوي والسياسي الذي ‏تشتت بينهم، فالإشكالية داخلية مع الشعب المصري الذي رفضها، مشيرًا إلى أنه إذا تم تنظيم القيادة ‏الداخلية أو تغييرها لن يجدي شيئًا، والتغيير سيكمن فقط في آليات التعامل والسياسة، وليس العودة للمشهد ‏من جديد.‏

وأوضح أن الجماعة تحتاج إلى مراجعات فكرية عديدة، بسبب القصور الذي تعاني منه، والقيادة الجديدة ‏لن تفعل ذلك؛ لأن الجماعة دخلت في طريق اللاعودة، فالنزاع بين الطرفين قائم ولا يوجد طرف يحل، ‏فمن يرجح العنف ومعاداة الدولة متمسك بمنهجه.

وأشار هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الجماعة تعتقد أن تغيير قيادتها هو طوق ‏النجاة الوحيد من أزمتها الحالية؛ لأنها أزمة مستعصية وأعمق من مجرد قيادة، موضحًا أن بقاء الجماعة ‏وجمودها على الوضع الحالي بفشل مستمر في تحقيق أهداف القوى الإقليمية، يجعلها عبئًا على مموليها ‏من هذه القوى‎.‎

وأضاف أن تغيير القيادة لن يحل أزمة الجماعة؛ لأن الأزمة موجودة في آليات العمل والفكر والمرجعية ‏التي تستند إليها، وفي اختلاف الرؤى وآليات العمل، فضلًا عن تشتت الجماعة بين العمل الدعوي ‏والسياسي، وتمسك الكثير منهم بالمسار المعادي للدولة والذي من شأنه أن يؤدي لفشل أي مبادرة لهم‎.‎

من جانبه، أشار سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الفشل الداخلي الذي انتاب التنظيم ‏الدولي للجماعة هو ما يدفعها للتراجع والبحث عن قيادة جديدة، في محاولة للخروج من الأزمة الحالية، ‏والتي تستهدف منها مجرد الحفاظ على واجهة كيان الجماعة، وضمان وجودها في المشهد الإعلامي.‏
وأضاف، أن البحث عن قيادة جديدة لن ينفع الجماعة في شيء، إنما هو دليل على التخبط الذي انتابها، ‏مشيرًا إلى أنه إذا قامت الجماعة بالفعل بتعيين قيادات جديدة تقود الأزمة، فسوف يستمر في مساره ‏المعادي للدولة، والضغط على النظام الحالي؛ لأن كل قيادات الجماعة يسيرون على نفس الدرب بمراجعات ‏فكرية واحدة.‏