رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخابرات العسكرية الأمريكية "تحذر" مصر: "داعش قد يضرب عمق البلاد".. مصر وخبراء: "بالونة اختبار لإلقاء الرعب في قلوب المصريين"

جريدة الدستور

«تنظيم داعش سيزيد وتيرة هجماته العابرة للحدود لتأجيج صراع دولي».. تصريحات خرجت من جهاز المخابرات الأمريكية تحمل في طياتها لهجة تحذيرية للشعوب العربية التي تكتوي من نيران إرهاب التنظيم.

مدير وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية، الجنرال فنسنت ستيوارت، قال، إنه لن يفاجأ إذا وسع تنظيم «داعش» عملياته من شبه جزيرة سيناء إلى مناطق أعمق داخل مصر، خلال الأشهر المقبلة.

وربط «ستيوارت» في خطاب أمام مؤتمر أمني، تحذيره بتأسيس التنظيم المتشدد «فروعا ناشئة» في مالي وتونس والصومال وبنجلادش وإندونيسيا، بينما ظل التنظيم متحصنًا، العام الماضي في العراق وسوريا وتمددت على المستوى العالمي إلى ليبيا وسيناء وأفغانستان ونيجيريا والجزائر والسعودية واليمن والقوقاز.

واتفق مع هذا التحذير، الدكتور محمد جمعة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية، متوقعًا زيادة هجمات داعش العابرة للحدود بشكل عام، وكذلك تنفيذ هجمات ضد أهداف مصرية، نتيجة الضغوط التي يواجهها التنظيم بشكل متزايد، بالتالي لا يوجد أمامها سوى خيارات محدودة.

وأشار إلى أن مفردات خطاب زعيم التنظيم «أبوبكر البغدادي» نهاية ديسمبر الماضي، توحي أن الرجل يخطب خطبة الوداع، بالتالي ليس أمامه سوى التكيف في ظل الضغط الذي يواجهه، لاعتبارات البروباجندا وإثبات نفسه في أسواق الإرهاب.

وأضاف أن التنظيم، مضطر إلى اعتماد إستراتيجية النصف الثاني من عام 2015، بمهاجمة أكبر قدر ممكن من الأهداف خارج العراق وسوريا، متوقعًا أن تكون الأهداف المختارة لداعش في أوروبا وروسيا كأولوية أولى، فكل خطوط الطيران الروسية مستهدفة، وليس بعيدًا تنفيذ هجمات داخل روسيا.

كما توقع تنفيذ التنظيم هجمات ضد الأردن، والتخطيط لعملية على الحدود الشمالية الشرقية للأردن كنوع من العقاب لها، وكذلك في الداخل اللبناني وتركيا، ومصر في سيناء أو داخل العمق المصري من خلال الخلايا النائمة، مؤكدًا أن زيادة الضغوط على التنظيم محفزًا لزيادة الهجمات الإرهابية.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية وإن كانت احتمالات ضعيفة أيضا من الممكن أن تكون من ضمن أهداف داعش، لكن بعد المسافة الجغرافية وتعقيدات تركيبات الأمن وصعوبة الحصول على تأشيرة دخول تقلل من احتمالات أن تتعرض لهجمات، لكن ربما يستجيب أحد الذئاب المنفردة لدعوات داعش وينفذ هجوم ما في الولايات المتحدة، مستبعدًا أن يكون على غرار أحداث 11 سبتمبر.

وأوضح أن تصريحات مدير المخابرات الأمريكية من قبيل تقديرات المواقف، فهناك عدة مراكز أمريكية على صلة بصناع القرار، عملت تقديرات مواقف لخطر الإرهاب في 2016، بالتالي لا يجب التعامل معها من قبيل التحذير لكن ربما نوع من إبراء الذمة وتقدير الموقف.

وعن كيفية مواجهة التمدد الداعشي، لفت إلى أن الديناميكيات الأمنية مترابطة، لكن لا يمكن حماية الأمن الوطني بدون تنسيق على المستوى الإقليمي، فهناك تنظيمات عابرة للحدود، والقضاء على هذا الخطر غير مرتبط بكفاءة الأجهزة الوطنية لكن بمستوى التنسيق على المستوى الإقليمي، لكن تناقض الأجندات وتضارب المصالح في طار التصارع الإقليمي يحول دون التنسيق الكامل.

وقال سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، إن داعش صناعة أمريكية تستخدمها لإرهاب الدول العربية كما حدث في العراق وسوريا، وتريد أن تلعب نفس الدور في مصر، فتهدد بأن يتم توسيع العمل الإرهابي لداعش في العمق المصري.

وأكد أن أمريكا تهدف إلى ترويع الشعوب العربية من خلال «داعش» ويمكن أن تكون هذه التحذيرات بالونة اختبار لإلقاء الرعب في قلوب المصريين، والذين تأكد أنهم لا يهابوا الإرهاب، بل تحاربه الدولة المصرية بمفردها وفي نفس الوقت تجري إصلاحات وتقيم مشروعات واستكملت التحول ديمقراطي.

ولفت إلى أن هذه الانجازات تزعج أمريكا، التي تريد أن تثني مصر عن المضي قدما في طريق التنمية.
من جانبه، قال اللواء نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجي، إن تنظيم «داعش» الإرهابي غير موجود في سيناء حتى الآن، وما حدث أن تنظيم أجناد بيت المقدس أعلن ولائه لـ"داعش"، وهذا الإعلان ليضمنوا مظلة لهم كونهم جزء من التنظيم، ومن ثم دعمهم بالمعونات المادية والسلاح.

وأشار إلى أن تصريحات المخابرات الأمريكية، مجرد تشتيت للقوات المصرية، فخلال عملية «حق الشهيد» في سيناء لم يتم القبض على أي عناصر من الخارج، كما أن القوات المسلحة مسيطرة بشكل كامل على سيناء والشريط الحدودي حتى المنطقة ج بعمق 30 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية.

وأضاف أن العمليات الإرهابية التي تشهدها مصر أمر طبيعي، في ظل حرب العصابات.