رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لوموند: "طوفان النار" القادم من حلب يهدد تركيا

جريدة الدستور

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، حوارًا مع رئيس بعثة أطباء بلا حدود في سوريا، موسكيلدا زنكادا، بعد هجوم الجيش السوري على مدينة حلب، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع في شمال سوريا، وأسفر عن نزوح الآلاف من السوريين على حدود تركيا والتي بدورها أغلقت الحدود أمام وجههم.
وأعلن "زنكادا" أن تركيا التي يقطنها 2مليون ونصف المليون لاجئ سوري، تواجه أكبر موجه من اللاجئين السريين، والذي وصف المدنيين في حلب بـ"طوفان النار" الذي يهدد تركيا بسبب الحرب التي نزلت على العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا.
وكان أكثر من 300 ألف لاجئ، ظروفه محفوفة بالمخاطر للغاية-على حد وصف الصحيفة- على في الجانب السوري، مشيرة إلى أن منظمة أطباء بلا حدود وزعت أكثر من 200 خيمة على الحدود السورية-التركية بعد رفض أنقرة استقبالهم.
وأكد "زنكادا"، أن تركيا تسمح للاجئين الأكثر ضعفا "صحيا وماديا" للمرور داخل البلاد، موضحا أن تركيا وصلت إلى حدود قدرتها على استيعاب اللاجئين كونها أكثر الدول التي يوجد بها سوريين في العالم، منذ بدء الصراع في مارس 2011.
وأشار نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، إلى أن في نهاية المطاف، سيكون لهؤلاء اللاجئين مكان أخر يذهبون إليه، إما أنهم سوف يموتون تحت الصواريخ والقذائف، ووقتها سنفتح حدودنا أو سنبقى نشاهد الجرائم التي يتركبها الأسد مثل بقية دول العالم".
في وقت سابق، وخلال مؤتمر صحفي حيال هذا الأمر، أعرب رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، أنه مهتم بعودة السوريين إلى بلادهم، ولكنه –بحسب الصحيفة- كان حريصا على تحديد ميعاد عن متى يمكن للسوريين دخول تركيا".
هذا الوضع أيضًا يضع أنقرة في ورطة، لأنها سجلت 2.5 مليون لاجئ، منذ بدء الصراع، والآن 300 ألف آخرين في مخيمات فقط، منهم أطفال ونساء، يريدون العمل، يردون الذهاب للمدارس، وهذا كله يقع على عاتق تركيا.
تركيا ليست في عجلة من أمرها لفتح الباب أمامهم، ووفقًا للصحيفة الفرنسية، فإن أردوغان أعرب عن استعداده لتحمل الوضع مع سوريين الشمال بـ"حلب"، ببناء مدن لهم في منطقة أمنة من أموال الدول المانحة، ولكن الوضع الآن في شمال سوريا خطر بسبب الأجواء الخطرة وعدم فرض حظر الطيران في هذه المنطقة بسبب روسيا وقوات النظام السوري، معربًا عن أسفه بسبب عدم اتخاذ الموضوع بجدية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الأمر.

"أوروبا" هل هي على استعداد لمساعدة أنقرة لاستضافة اللاجئين السوريين، هذا ما سألته الصحيفة "لرئيس بعثة أطباء بلا حدود، بسوريا"، ورد قائلا: "دعا رئيس الدبلوماسية الأوروبية، فيدريكا موجريني، الأتراك لأداء واجبهم لإنساني حيال الأمر، وعدم فرض الإعادة القسرية بحق السوريين".

وأضاف أن هذا النداء يتناقض مع دعوات متكررة من القادة الأوروبيين لمنع تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا من خلال تركيا، حيث وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى أنقرة، اليوم "8 فبراير 2016" لضمان تنفيذ خطة العمل الموقعة في "29نوفمبر 2015" بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، لوقف تدفق اللاجئين مع صرف 3 مليارات يورو، لدعم تركيا في تحمل تكاليف اللاجئين الذين يقطنون بها.

وأفادت ميركل من جانبها، أنها "ذعرت" تمامًا، بالمعاناة الإنسانية التي لحقت بالسوريين الذين تقطعت بهم كل السبل على الحدود السورية-التركية، منددة أيضًا بالقصف الروسي على حلب والذي يلحق بأضرار بالغة بالمدنيين.
وأكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أنه اتفق بالتعاون بشكل أفضل مع "ميركل" لصد قنوات التهريب للاجئين وتسهيل عمل وكالة الحدود الأوروبية "فورنتكس" حيال موضوع اللاجئين.
ووقعت أنقرة وبروكسل أواخر نوفمبر 2015، خطة عمل والتي توفر مساعدات أوروبية لتركيا بـ3مليار يورو، للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا،الأمر الذي رفضته إيطاليا لعدم وضع الخطة لإمكانية السيطرة على التهريب الذي يأتي من ليبيا إلى روما عبر البحر المتوسط.

ومن جانبه أعرب يوهانس هان، مفوض أوروبا لسياسة الحوار، عن أسفه لإخفاق كل الخطط التي تريد أن تقلل من تدفق المهاجرين السوريين في أوروبا.
وأوضح مصدر فرنسي للصحيفة أن يوم الأحد سيجلس الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "وجهًا لوجه" لبحث تداعيات الأزمة في ستراسبورج، خاصة بعد عمليات الاعتداءات الجنسية التي فعلها اللاجئين بحق الألمانيات مطلع العام الحالي، والتي على أثرها أحتج الآلاف في ألمانيا وفرنسا لطرد السوريين من أوروبا.