رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الجاليات المصرية يكشف في "ندوة الدستور" أسرار "العقول المهاجرة".. الحكومة تعتبرهم موظفين "درجة تانية".. و"قفا" الإعلاميين بـ800 دولار.. وسر بلاغه للنائب العام ضد "إلهام شاهين"

صلاح يوسف - المنسق
صلاح يوسف - المنسق العام للجاليات المصرية في الخارج والمتحدث

صلاح يوسف:
• نظام "الكفيل" يصب في مصلحة العامل
• مؤتمر عالمي في مارس المقبل لتوضيح سماحة الإسلام
• الدولة لم تتخاذل في حماية 21 مصريا ذبحهم "داعش" في ليبيا
• 130ألف من صفوة المجتمع بالخارج..وتحويلاتهم ارتفعت لـ22 مليار دولار في عهد السيسي

"العقول المصرية المهاجرة" ثروة لم يفكر أحد في استغلالها لإفادة "أم الدنيا" بخبرات أبنائها اللذين أفادوا العالم باختراعاتهم وأفكارهم البناءة من أجل غدٍ أفضل.
"الدستور" حاورت المنسق العام للجاليات المصرية في الخارج والمتحدث الرسمي، صلاح يوسف، والذي كشف عن العديد من أسرار الجاليات المصرية، ووجود "الإخوان" بها، والعديد من الأمور الهامة.
وإلى نص الحوار..

- كم عدد المصريين في الخارج؟

* هناك جاليات فاعلة وعددها قليلة ولكنها مهمة، على سبيل المثال، في كندا يوجد 130 ألف شخص جميعهم في مجال العلوم ورؤساء جامعات ومراكز بحثية، وهم من صفوة المجتمع.

ورئيس أكاديمية البحث العلمي في كندا حاليًا هي الدكتورة المصرية، إيمان الطويل، وقبلها كان الدكتور المصري، شريف بركات، لدورتين متتاليين".
والدكتور سمير بانوب في الطب وهو عمدة الطب في العالم وهو مصري وهو من أنتج، مشروع أوباما كير في أمريكا للتأمين الصحي، وفي الطاقة هاني النقراشي والدكتور إبراهيم سمك والمهندس نشأت الفار، وفي النقل والمواصلات المهندس هاني عازر أشهر شخصية على مستوى العالم، والمحليات مساعدين وزراء في بريطانيا، الدكتور احمد زكي عبد الوهاب، مساعد وزير الحكم المحلي في لندن، لم تستفد الدولة منهم، ولابد من الدولة أن يكون هناك تعاون بينها وبين اتحاد العاملين في الأخر.

والمصريون في الخارج ليس لهم مطالب تجاه الدولة المصرية، فولائهم للدولة فقط، لأنهم يقفون خلف الجيش والشرطة، وهم كتلة تصويتية قوية، والحكومة استجابت الآن بتعيين وزيرة للهجرة، ونأمل أن تؤدي دورها كما يجب.

وانتقد دور تعامل الدولة مع المستثمرين المصريين في الخارج لعدم قبول استثمارات هؤلاء في الداخل، لعدم وجود الحلقة المفقودة بين الدولة ورجال الأعمال بالخارج، وعدم استفادة الدولة من العلماء سواء في الطب والنقل والمواصلات والصحة والطاقة.
- ما رأيك في المرحلة الانتقالية التي مرت بها مصر، وهل أثرت على المستثمرين ؟
* مرت مصر بعد خلع الأسبق، محمد حسني مبارك، بفترة انتقالية عصيبة، حيث أثرت الأحداث التي شاهدتها البلاد كثيرًا على المستثمرين، وكذلك حركة الاستثمار داخل البلاد، إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو، وتولى الرئيس، عبدالفتاح السيسي، مقاليد الحكم، ففترة حكمه تعد "عصر ذهبي" للمصرين في الخارج، بعد أن كانوا مهمشين خلال فترة حكم الإخوان.
وشهدت مصر، في فترة ما بعد 30 يونيو، زيادة في حركة تحويلات الأموال - تحويلات المصريين المتواجدين في الخارج - فبعد أن كانت 9 مليارات دولار في عهد المخلوع وصلت إلى 22 مليار دولار في عهد السيسي.
والمصريون العائدون من الخارج يتعرضون لعدة ضغوط ومضايقات عند محاولاتهم الاستثمار داخل البلاد بسبب بعض الإجراءات الروتينية، التي تجعلهم يعيدون التفكير في أمر استثمار أموالهم داخل مصر.

-هل تؤثر سياسات الدول على الجاليات المصرية؟

* في أغلب الأحيان لا، لأن معظم رؤساء الجاليات يحملون جنسيات أجنبية ولديهم علاقات متشعبة يستطيعون من خلالها خدمة كافة أفراد الجالية والحفاظ على أمنهم وسلامتهم في مختلف بلدان العالم.

- ما هي أكثر الدول التي تعد "خطرًا" على المصريين؟

* "سوريا، لبنان،اليمن وليبيا" هم الدول الأخطر على المصريين بسبب النزاعات والحروب بين الجماعات الإرهابية وجيوش تلك البلدان.
وأنصح المصريين بعدم السفر إلى تلك الدول حتى لا يقعوا أسرى في أيدي المتطرفين.

- ما أكثر الدول استقرارًا بالنسبة للمصريين؟

* كندا تعتبر الأكثر أمانًا واستقرارًا بالنسبة للمصريين، ويبلغ عدد أفراد الجالية المصرية هناك نحو 130 ألف شخص، معظمهم أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات، تليها الولايات المتحدة ثم استراليا وهولندا.

- ما هو رد فعل الجاليات المصرية على الحوادث الإرهابية في مصر؟

* أعربت الجاليات المصرية في أكثر من مناسبة عن تضامنها مع الشعب المصري ضد الإرهاب، ووقوفها بجانب الجيش وأجهزة الشرطة لمحاربة الجماعات الإرهابية والقضاء عليها.

- وكيف تحاول تحسين صورة الإسلام ؟

* الجاليات المصرية تحاول إيضاح الصورة الحقيقة للإسلام، ودعت إلى عقد مؤتمر عالمي في عدد من الدول التي طالتها يد الإرهاب، على أن يُعقد خلال شهر مارس المقبل، لتوضيح صورة الإسلام والتأكيد على أن الدين برئ من تلك الجماعات الإرهابية التي تروع الأمنيين.

- هل يؤثر نظام الكفيل على العمالة المصرية؟

* بالطبع لا.. لأنه يصب في مصلحة العامل ويحافظ على حقوقه، وما يقال عن استيلاء الكفيل على أموال العمال في بعض الدول لا أساس له من الصحة، لأن كل دولة يوجد بها قانون يتم تطبيقه على الجميع ويجب احترامه من الطرفين.

- ماذا عن رواتب العمالة المصرية في الخارج وهل تؤثر في اتجاه المصريين لدول بعينها؟

* العامل المصري عند السفر يفكر في عدة أمور، أهمها الراتب الذي سيتقاضاه، ما يدفع أغلب المصريين إلي التوجه لدول الخليج نظرًا لارتفاع أجور العمالة هناك.

- هل هناك نزاعات بين أفراد الجاليات المصرية، وما نوعها؟

* لا توجد بين أفراد الجالية المصرية أي نزاعات، ولكن هناك اختلافات طفيفة بين القيادات بسبب سعي بعضهم إلى الشهرة عن طريق الظهور الإعلامي.

- كيف ترى دور الأزهر وخطابه الديني في مواجهة الإرهاب؟

* الأزهر منارة العلم منذ ألاف السنين، وله دور رائد في مواجهة الإرهاب منذ التسعينات، ولم يتكاسل - كما أدعى البعض - ولكن هناك بعض الإعلاميين الذين يحاولون تشويه صورته و إظهاره في صورة المؤيد أو الداعم للفكر المتطرف.

وفي الفترة الأخيرة عمل الأزهر جاهدًا على تجديد الخطاب الديني لمواجهة تلك الأفكار المتطرفة.

- كيف تتعامل الجاليات المصرية مع المهاجرين غير الشرعيين؟

* يتم التعامل معهم بشكل طبيعي، حيث يتمتع بكافة الحقوق مثل أفراد الجالية الأصليين، وبعد فترة يستطيع الحصول على الإقامة أو الجنسية ويتم إدراجه ضمن قوائم الجالية المصرية.

- تقييمك لدور الخارجية المصرية خلال الفترة الماضية، خاصةً بعد مقتل 21 مصريا في ليبيا؟

* لا يوجد لوم على الحكومة في هذه الأزمة، لأنها لم تتخاذل أو تتكاسل في إنقاذ حياتهم، وأرى أن وراء هذه الحادثة أجهزة استخبارات لدول لا تريد عودة مصر لدورها الريادي في المنطقة والشرق الأوسط، ومن وجهة نظري يعتبر وزير الخارجية الحالي، سامح شكري، هو أكفأ من تولى هذا المنصب بعد عمرو موسى.

-هل هناك تواجد لـ"الإخوان" في الجاليات المصري، خاصة في "لندن"؟

* لا اختفوا..

- إذا ما تفسيرك للحوادث التي وقعت ضد الوفود الإعلامية التي كان يصطحبها الرئيس السيسي معه مثل أحمد موسى ويوسف الحسيني؟

* هناك مأجورين يتم استخدامهم من قبل الإخوان لتشويه صورة مصر – خلال زيارات السيسي في الخارج – ويكون الأجر متراوح بين 400 دولار و 800 دولار.

- الجالية المصرية في إثيوبيا هل لها أي موقف من سد النهضة؟

* لا.. هم لا يتجاوزون الـ60 فردًا وجميعهم عاملين، وكجالية متعارف عليها ليست لها أية مواقف سياسية.

- ما سبب ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية في الخارج؟

* ضعف الإقبال جاء بسبب عدم درايتهم الكاملة بشخصيات المرشحين، بالإضافة إلى التقصير الإعلامي، لعدم تقديمها المعلومات الكاملة عن المرشحين للمصريين في الخارج.

وبُعد المسافات أيضًا بين المراكز الانتخابية في السفارات والقنصليات كان ضمن أسباب عزوف الجاليات المصرية عن المشاركة في الانتخابات، على سبيل المثال السعودية بها 2 مليون مصري، هناك مركزين انتخابيين فقط داخل مدينتي جدة والرياض، والمسافة بينهما مثل المسافة بين القاهرة وجدة – 2000 كيلوا مترًا - تقطع ساعتين بالطائرة، فبالتالي لم يفكر أحد في دفع نحو 1000 ريال لانتخاب شخصية لا يعرفها.

-ما هي مطالب الجاليات المصرية في الخارج من البرلمان؟

* ليست لنا أي مطالب سوى الاهتمام بالمستثمرين المصريين المتواجدين في الخارج، لأنهم كنز لم يتم استثماره حتى الآن.

وأحد هذه المطالب تتمثل في إنشاء بنوك مصرية في البلاد التي يتواجد بها مصريين، لكي يتمكن المصري المغترب من وضع نقوده في بنك بلده للاستفادة القومية منه، وتوفير أسهم في الشركات المصرية والمشروعات القومية للمصريين المتواجدين في الخارج لكي يتمكنوا من إفادة مصر بشكل صحيح.

ويجب على الدولة أن تعامل المستثمرين المصريين القادمون من الخارج مثلما تعامل المستثمر الأجنبي، وعدم وضع العراقيل التي تدفعهم إلى الابتعاد عن الاستثمار داخل بلادهم.

- ما هي مشاكل التعليم التي يواجهها المغتربين المصريين؟

* نطالب وزيرة الهجرة الحالية بحل مشاكل الطلبة المغتربين، نظرًا لأن هناك طلبة يحصلون على نسبة تصل لـ98% و99% ولا يدخلوا كليات القمة المصرية، رغم أن التعليم في الخليج والدول العربية أفضل بكثير من مصر.

- هل تهتم الجاليات المصرية بالصحافة والإعلام في مصر؟

* بالطبع نعم، ويتابعون أيضًا بعض الشخصيات المعروفة في المتجمع المصري، مثل عصام شلتوت ويوسف الحسيني والسيد علي وإلهام شاهين، والذين شنوا هجومًا "عن جهل" ضد المصريين بالخارج، ويجب أن يعرف هؤلاء أن المصريين في الخارج أكثر وطنية وولاء وإخلاص منهم.

وتساءل: "ماذا قدم هؤلاء لمصر لكي يشنوا هجوما على المصريين في الخارج؟!".

على سبيل المثال إلهام شاهين قالت – في لقاء لها مع يوسف الحسيني - المصريين لما عرفوا أننا جينا مع السيسي نزلوا أتصوروا معانا، "واضح أنها ذكية جدا ولم أتخيل أنها جهبذة بهذا الشكل، فهل المصريين المتواجدين في النمسا والولايات المتحدة وعرفوا إن إلهام واقفة في الشارع فنزلوا أتصوروا معاها.. مين هي وتعني إيه للمصريين في الخارج لكي يهتموا بالتقاط الصور معها؟!".

فمعظم المصريين المتواجدين في الخارج أساتذة جامعات وعلماء لا يهتموا بمثل هذه الشخصيات.

والجالية المصرية في أمريكا كانت ستقدم بلاغ للنائب العام، ولكن أنقذها أشرف ذكي وأشرف عبدالغفور، الذين تدخلوا لإنهاء هذه الأزمة.

- هل الجاليات المصرية تشاهد الأعمال الفنية داخل البلاد؟

* بالطبع لا.. الأعمال الفنية التي تعرض حاليًا غير مشرفة للاهتمام بها، أشبه بـ"المهزلة".

- زويل قال :"في الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح.. وفي مصر يحاربوا الناجح حتى يفشل".. من
وجهة نظرك من يحارب الناجح؟


* أصحاب المصالح هم من يحاربون الناجحين.

- ومن هم أصحاب المصالح؟

* تقصدون "من يعطي أصحاب المصالح دور من الأساس".. الإعلام هو المسئول عن ذلك.