رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نهاية العلاقة بين أنقرة والقاهرة".. "أردوغان" يشترط الإفراج عن مرسي ورفاقه من أجل لقاء "السيسي".. وخبراء: "الرئيس التركي يحتقر العرب ويعلن وفاة الوساطة السعودية"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يستمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سياسته العدائية إزاء النظام المصري، بمساندة ودعم جماعة الإخوان، ما أثر على طبيعة العلاقات بين القاهرة وأنقرة والتي يسودها توترا ملحوظا منذ الإطاحة بالمعزول محمد مرسي.

ورغم محاولات عدة أطراف تقريب وجهات النظر وإنهاء الخلافات بين البلدين، قبيل استضافة تركيا مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في أبريل المقبل، جاءت تصريحات "أردوغان" لتطيح بهذه المحاولات.

وربط الرئيس التركي إنهاء الخلافات مع مصر ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإفراج عن قيادات جماعة الإخوان، قائلا: "موقفي واضح، لن ألتقي السيسي حتى يتم إلغاء أحكام الإعدام بحق محمد مرسي ورفاقه، لكنّي لم أكن قط ضد استمرار العلاقات مع الشعب المصري، ويستطيعون لقاء وزرائنا، ولكن حتى أن يلتقيه رئيس وزرائنا فإنّي لا أراه أمراً صحيحاً".

أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن "أردوغان" لقائه لا يشرف مصر، ولا قيمة لهذه الشخصية المستفزة الفاشية المتعاطفة مع الإرهاب وجماعاته.

وأضاف أنه سيكون من التنازل الجسيم أن يذهب الرئيس السيسي إلى تركيا، لحضور مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي أبريل المقبل، مشيرا إلى أن الشعب المصري قال كلمته بأن نظام تركيا الحاكم هو نظام جماعة الإخوان، ولا يجب أن يتم تقديم اى تنازل في مواجهته.

وأشار إلى أن أردوغان رسم علاقة بلاده مع مصر بالعداء؛ بهدف هدم استقرار مصر، وإعادة السلطة الي الإخوان، وهذا لن يكون أبدا، مطالبا النظام المصري بالبحث عن طريقة حقيقية للتعامل مع تركيا، بما يحافظ على كرامة المصريين، ولا يسمح بمزيد من التدخل ويضع استفزازات أردوغان وحزبه عند حده.

ولفت إلى أن تصريحات أردوغان اكبر دليل على احتقاره للعرب، والاستهانة بالوساطة السعودية وضربها عرض الحائط، والتعامل بعنجهية مع الذين يريدون حل مشكلتهم مع مصر، فمثل أردوغان مثل الإخوان لا يصح التعامل معه إلا بالحسم والحزم.

وقال السفير رخا احمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن تصريحات أردوغان تؤكد أنه لن يغير من سياسته، ما يضع مستقبل تسليم قيادة مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في مأزق.

وأوضح أنه لابد من التفكير في تمثيل مصر في المؤتمر وإن كان غالبا سيكون على مستوى الوزراء، مستبعدا أن يذهب الرئيس السيسي إلى أنقرة، خاصة بعد تصريحات "أردوغان" والتي تعكس رفضه التام لأي تراجع عن سياسته بالتدخل في الشئون المصرية.

وأضاف أن "أردوغان" يطالب بأمر ليس من حقه بالإفراج عن مرسي وقيادات جماعة الإخوان، مؤكدا أن الأمر في يد القضاء، ولا احد يستطيع أن يفرض شروطه على مصر.

وأكد أن الوساطة السعودية لم تحقق نتائج حتى الآن، لكن السياسة فمن الممكن، وغير مستبعد أن يحدث أي تغييرات.

وقال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي الدراسات السياسية، إن "أردوغان" يصر على موقفه منذ الإطاحة بنظام الإخوان من سدة الحكم، وهذه التصريحات تقضى على أي آمال في الوساطة وإصلاح العلاقات مع مصر.

وأشار إلى أن هناك وساطة خليجية لتوفيق وجهات النظر بين القاهرة وأنقرة، وربما تكثف السعودية من جهودها الفترة القادمة، لكن من الصعب حدوث انفراجة بين الطرفين، حيث تمثل تصريحات الرئيس التركي بوادر لاستمرار التوتر.

وأوضح أنه ليس من مصلحة تركيا توسيع الفجوة مع مصر، فهناك قضايا إقليمية أهم من الخلاف بينها وبين القاهرة، ومن الممكن أن تتغير الظروف مع دخول أطراف إقليمية في الأزمة.