رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يتهرب «الكبار» من الضرائب «2- ٣»


الأسباب الإدارية والفنية: تعتبر الإدارة الضريبية الأداة التنفيذية المطبقة فكلما كانت الإدارة ضعيفة الكفاءة والنزاهة سهلت التهرب الضريبى.. الأسباب الاجتماعية والأخلاقية: إن نظرة المجتمع فى بعض المجتمعات العربية إلى المتهرب نظرة إعجاب وتقدير على اعتبار أن سرقة الخزانة العامة للدولة عن طريق التهرب الضريبى لا تعد سرقة على عكس الحال فى المجتمعات الأوروبية التى تسعى للوفاء بالتزاماتها الضريبية احتراماً منها للالتزام الأخلاقى بضرورة المساهمة فى تحمل الأعباء المالية.. الأسباب السياسية: إن عدم الاستقرار والاستقلال السياسى للبلاد وسياسة الإنفاق العام فى الدولة تلعب دوراً أسياسياً فى التهرب الضريبى فكلما أحسنت الدولة استخدام الأموال العامة قل ميل المكلفين نحو التهرب من الضريبة.

- أشكال التهرب الضريبي: قد يلجأ المكلفون فى سبيل ذلك إلى إحدى الأشكال التالية للتهرب من الضريبة «أبو عباس، 1995»: التجنب الضريبى «التهرب المشروع»: حيث يتجنب المكلف تحمل الضريبة أو الالتزام بها دون مخالفة أحكام التشريعات الضريبية، ويتمثل بتنظيم مصادر دخله باستغلال الثغرات الموجودة فى القانون بطريقة غير مخالفة لأحكامه «عبد الغفور،2005».. التهرب غير المشروع: ويأتى التهرب غير المشروع عندما يقدم المكلف على مخالفة الأحكام القانونية، غشاً وتحايلاً على التشريعات الضريبية ومخالفة الأحكام القانونية والتعليمات التى تصدرها إدارة الضريبة مرتكباً بذلك جرائم مالية يعاقب عليها القانون.

أما عن آثار التهرب الضريبى فبعد التهرب الضريبى من الجرائم الاقتصادية التى تنعكس بآثار سلبية على الاقتصاد الوطنى وتؤدى إلى الإخلال بالعدالة والمساواة بين المكلفين «كتانه، 1998»، حيث يدفع الأمناء من المواطنين الضريبة المطلوبة منهم فى حين تلجأ الفئات الأخرى إلى التهرب من دفع الضريبة مما يخفض الإيرادات الضريبية للدولة، وينعكس بالتالى على وفرة الحصيلة وهى أحد الأهداف الرئيسية للنظام الضريبى، ويؤدى انخفاض تحصيل الضريبية إلى تدنى مستوى الخدمات التى تقدمها الدولة، وإلى إخفاق الدولة فى تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التى تنشدها من وراء فرض الضريبة، كما يؤدى إلى قيام الدولة بزيادة معدلات الضريبة لتحقيق الإيرادات المطلوبة مما يجعل الملتزمين بدفع الضريبة عبئاً إضافياً، وأن التهرب الضريبى المشروع وغير المشروع يترتب عليه آثار سلبية فى النواحى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتنموية.

أما عن أنواع التهرب الضريبى.. فهناك التهرب المشروع: وهو تخلص المكلف من أداء الضريبة نتيجة استفادته من بعض الثغرات الموجودة فى التشريع الضريبى الذى ينتج عنها التخلص من دفع الضريبة دون أن تكون هناك مخالفة للنصوص القانونية «قد يكون مقصوداً من طرف المشرع لتحقيق بعض الغايات الاقتصادية والاجتماعية كأن تفرض ضريبة دخل على جميع الأرباح الصناعية والتجارية ثم تستثنى منها أرباح بعض المؤسسات الصناعية ضمن شروط معينة تشجيعاً لإنشاء هذه المؤسسات» والمنصوص عنها فى القانون تجنباً لأداء ضريبة الإنتاج أو التهرب من ضريبة الشركات.