رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يفعلها الأدباء العرب؟


هل يفعلها الأدباء العرب؟؟ ويتكاتفوا معاً، الأدباء والمفكرون والمثقفون، ويصدروا معاً، بياناً موحداً، للعالم أجمع، يناشدون فيه المفكرين والأدباء والحكام، فى الغرب وأمريكا، يشرحون فيه، ما حاق بهم من جراء الربيع العربى، أو الفوضى الخلاقة التى اختلقها برنار لويس، وتبنتها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس جورج دبليو بوش. صاحب مشروع الشرق الأوسط، والذى برز فى ذهنه وحاول تحقيقه، وعندما جاءت أحداث سبتمبر 2001، جعلته يتخلى عن مشروعه، ويقوم بتوجيه ضربة لأفغانستان. أو تنظيم القاعدة. أحداث سبتمبر، أعادت إلى الأذهان ما تعرضت له إسرائيل عام 1973، وعلى الفور اتجهت أنظار المفكرين والمثقفين الأمريكيين، إلى العرب والمسلمين، وجمع أكثر من ستين مثقفاً أمريكياً «بينهم فرانسيس فوكوياما وصاموئيل هنتغتون وجيرار برادلى وصاموئيل فريدمان ونيل جيلبرت وتوماس كوهلر وهارفى مانسفيلد وروبرت بوتمان وبول فيتز». وجهوا رسالة إلى العالم الإسلامى، معتبرين أن الحرب على الإرهاب هى حرب إنسانية، لا تستهدف شعباً أو ثقافة أو ديناً بذاته.

وقالوا فى رسالتهم: إننا نشدد على خمس حقائق أساسية تتصل بكل الناس من غير تفرقة: ١ ــ إن البشر يولدون متساوين فى الكرامة كما الحقوق.. ٢ ــ الشخصية الإنسانية هى العنصر الأساسى فى المجتمع، وتكمن شرعية دور الحكم فى حماية هذه الشخصية والمساعدة على تأمين فرص التفتح الإنسانى.. ٣ ــ يرغب البشر بطبيعتهم فى البحث عن غاية الحياة ومقاصدها.. ٤ ــ حرية الضمير والحرية الدينية من الحقوق التى لا يمكن انتهاكها فى الشخصية الإنسانية.. ٥ ــ القتل باسم الله هو مخالف للإيمان بالله وهو يعد خيانة عظمى لكونية الإيمان الدينى.

بناء عليه، فنحن نحارب للذود عن أنفسنا، ودفاعاً عن هذه المبادئ الكونية. ما هى القيم الأمريكية؟ منذ 11 سبتمبر، يسأل ملايين الأمريكيين أنفسهم، ويسأل منه الواحد الآخر: لماذا؟ لماذا نحن عرضة لاعتداءات مبغضة؟ ولماذا يحتاج هؤلاء الذين قتلونا إلى قتلنا؟...ونحن أيضاً نريد أن نقول للمثقفين الأمريكيين والغربيين: إننا سئمنا من القتل والخراب لشعوبنا وأوطاننا. ألا تكفى خمس سنوات من العذاب، للشعوب العربية فى مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن، فى ظل ما يعرف بالربيع العربى؟ لا يسمع العالم فى منطقتنا، سوى أصوات القنابل والرصاص والانفجارات، والصراخ والعويل، ونعرات التهديد والوعيد، وصيحات الله أكبر فى ميادين القتال فقط.

لقد اصبح العالم لا يسمع أصوات صلواتنا، التى خفتت وضاعت تحت وطاة الانفجارات وفرقعة الطلقات. ولا يسمعون صوت كتابنا وشعرائنا وأدبائنا. ولا الأصوات الخافتة التى تدعو للسلام.. إننا نريد أن نقول أيضاً: إننا أصحاب حضارة، لها قيم نبيلة، تدعو للمحبة والتسامح، وتدعو لصون إنسانية الإنسان وكرامته وحريته، قيمنا هى التى حفظتنا من الاندثار. تعاونوا معنا وحثوا قادتكم على الكف عن التدخل فى شئوننا. واتركونا نقرر مصائرنا بأنفسنا، ولا تخربوا بلادنا من أجل حفنة من الإرهابيين الذين لا يعرفون قيمنا الحقيقية، هؤلاء الإرهابيون الذين قدموا إلينا من كل حدب وصوب ليزعزعوا استقرارنا وهدوءنا، ويشوهوا أطفالنا وبلادنا وحضارتنا. تضامنوا معنا من أجل مستقبل واعد مشرق للإنسانية فى ظل السلام. هل يمكن أن يفعلها المثقفون والأدباء العرب ويخاطبوا أقرانهم من المثقفين والأدباء الغربيين، ليتضامنوا معنا فى حملتنا ضد الإبادة والقتل والخراب والتدمير؟؟ أتمنى