رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أردوغان" يراهن "بوتين" على "كرسي الرئاسة": سأترك منصبي لو ثبتت مزاعمك تجاه تركيا.. ولكن هل ستغادر الكرملين إذا ثبت كذب ادعاءاتك

جريدة الدستور

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حكومته ستتصرف "بصبر لا بعاطفة"، قبل اتخاذ أي إجراءات ردًا على قرار روسيا فرض عقوبات على تركيا، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.

وقالت روسيا في وقت سابق اليوم، إنها ستحظر بشكل أساسي واردات المنتجات الزراعية من تركيا، بعدما أسقط الجيش التركي طائرة حربية روسية، الأسبوع الماضي، قالت أنقرة إنها انتهكت المجال الجوي التركي، أثناء قيامهما بمهام في سوريا.

وأضاف "أردوغان"، حين سئل إن كانت تركيا سترد بعقوبات من جانبها: "دعونا نتصرف بصبر لا بعاطفة، دعونا نتركهم يستخدمون ما لديهم من أوراق إن شاءوا وبعدها، إذا كانت لدينا أوراق فسنستخدمها أيضًا".

وكان أردوغان يتحدث في تعليقات بثتها قناة (سي.إن.إن تورك) التلفزيونية، على هامش قمة المناخ في باريس، حيث فشلت محاولات لجمعه مع بوتين.

وقال أردوغان، إن تركيا تعمل لضمان ألا تتمزق العلاقات بالكامل مع روسيا، المورد الرئيسي للطاقة إلى بلاده، ووصف موسكو بأنها "شريك استراتيجي".

وقال حين سئل إن كان سيلح أكثر لعقد اجتماع: "حتى إذا كان المتبقي جزء من خيط واحد.. نحن لا نريد قطع العلاقات.. لا أعرف كيف ستتصرف روسيا".

روسيا ستوسع عقوباتها الاقتصادية ضد تركيا

في هذه الأثناء تسرع موسكو وتيرة عقوباتها ضد أنقرة وقد فصلت الاثنين العقوبات الاقتصادية، التي وإن بدت محدودة النطاق فإن تأثيرها حقيقي.

والحظر الذي تنوي روسيا فرضه على تركيا سيشمل الخضر والفواكه لكن يمكن أن يتوسع لاحقًا، فهذه الإجراءات المعلنة ليست سوى "خطوة أولى" بحسب مسؤولين حكوميين روسيين.

ويقول خبراء إن تركيا ستعاني خصوصًا من قيود على القطاع السياحي، حيث تنص الإجراءات الحكومية الروسية عل حظر الرحلات التشارتر (الرحلات منخفضة التكلفة) بين البلدين.

كما سيتم تطبيق نظام التأشيرة ومنع أرباب العمل الروس من توظيف عمال أتراك، بداية من الأول من يناير 2016.

الرئيس التركي يرد على اتهامات بوتين

ورفض أردوغان، مزاعم بأن تركيا تشتري النفط من تنظيم "الدولة الإسلامية"، ووصفها بأنها "غير مقبولة ولا أخلاقية" وطالب الجانب الروسي بعرض وثائق تثبت هذا الاتهام.

واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تركيا بالتغطية على تهريب النفط، الذي يقوم به تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، بعد أن رفض في باريس لقاء رجب طيب أردوغان، على رغم إلحاح الرئيس التركي.

وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي، على هامش قمة الأمم المتحدة حول المناخ، التي تنعقد قرب باريس: "لدينا كل الأسباب التي تدفعنا إلى الاعتقاد بأن قرار إسقاط طائرتنا اتخذ لحماية الطرق، التي ينقل عبرها النفط إلى الأراضي التركية".

وأضاف: "تلقينا معلومات إضافية تؤكد للأسف، أن هذا النفط الذي ينتج في المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومنظمات إرهابية أخرى، ينقل بكميات كبيرة إلى تركيا".

وبحسب الرئيس الروسي، فإن معظم محاوريه على هامش مؤتمر باريس اتفقوا على "إنه لم يكن من الضروري" أن تقوم السلطات التركية بإسقاط المقاتلة الروسية، "التي لم تكن تهدد تركيا".

وذكر بوتين، بأن الطيارين الروس كانوا يكتبون على القنابل عبارتي "من أجل شعبنا"، و"من أجل باريس"، في إشارة إلى إسقاط الطائرة المدنية الروسية في 31 أكتوبر في سيناء، واعتداءات 13 نوفمبر في العاصمة الفرنسية.

وتساءل: "هذه المقاتلة (التي كانت تحمل العبارتين) أسقطتها طائرة تركية، عن أي تحالف نتحدث في هذه الشروط؟".

الرئيس التركي يرد على الاتهامات
غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الحاضر أيضًا في باريس، الذي سعى بلا جدوى الإثنين، للقاء بوتين، رفض هذه الاتهامات.

وقال: "لو ثبتت (اتهامات بوتين)، فإن كرامة أمتنا كانت تفرض أن أغادر مهامي"، مضيفًا، أن تركيا تستورد حاجاتها من النفط "بطرق قانونية".

وقال: "لسنا عديمي الأمانة إلى حد ممارسة هذا النوع من التجارة مع مجموعات إرهابية، على الجميع أن يعرف ذلك".

وأضاف: "في حال إثبات حدوث أمر كهذا لن أبقى في منصبي، وأقول لبوتين هل ستبقى في منصبك (في حال ثبوت كذب مزاعمه)، لقد ناقشت هذا الموضوع اليوم مع عدد من الزعماء".