رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقوق للمرأة والطفل فى برلمان مصر « ٢ »


أستكمل مقالى الذى بدأته حول ملاحظاتى على تقدم نساء مصر للمشهد السياسى فى انتخابات المرحلة الثانية من انتخابات برلمان ٢٠١٥، وأعتقد أن لجنتى الانتخابية بمدرسة المنيل الإعدادية بنات بمنطقة مصر القديمة، والتى أدليت فيها بصوتى من أجل تأسيس برلمان جديد لمصر كانت مؤشرا واضحا على نبض المرأة المصرية، وحرصها على استكمال أركان الدولة المصرية، فكلالناخبات كان يظهر عليهن الحماس الواضح وكن يدخلن فى هدوء ونظام لوضع الصوت بداخل الصندوق الزجاجى، ومن على الباب الخارجى ومن اللحظة الأولى وجدت خير أجناد الأرض من رجال القوات المسلحة يقفون فى شموخ لحماية اللجان ولحراسة الناخبين، أيضا رجال الشرطة كانوا يقفون فى نظام وهدوء ويقظة لحماية الناخبات فى دائرتى بشكل سلس، ويرحبون بالناخبات بأسلوب ودى بسيط ويتقدمون لمساعدة المسنات منهن، كما تسنى لى الحديث مع بعض الشابات، فوجدت لديهن وعيا عاليا وحماساً واضحاً لاستكمال بناء الدولة المصرية بدون ظلاميين، وهذا مرجعه فى اعتقادى لأنهن استشعرن بالخطر من التطرف والعنف والعودة للوراء، رأيت شابات مصريات جميلات الطلة يرتدين الجينز والبنطلون والملابس المودرن، وأخريات يرتدين الحجاب العصرى الحديث، وكان من بين من التقيت بهن شابة مصرية وسيمة الملامح ومتعلمة، قالت لى إنها خريجة جامعة القاهره وإنها حرصت على الإدلاء بصوتها ولما اقتربت منى أخذت تتحدث معى عن اسماء المرشحين واتجاهاتهم لأنها لا تعرفهم لكنها كما قالت تريد أن تختار ٢ من المرشحين بشرط ألا يكونا من الإخوان، أو مرشحاً يسانده أو ينفق عليه الإخوان، أو ذا ميول إخوانية أو متطرفة ضد المرأة، وأبدت لى قلقها وأنها تريد أن تتأكد لأنها تريد حسن اختيار مرشحين وطنيين يريدون مصلحة مصر وليسوا متطرفين، وتخشى ان تعطى صوتها فى اتجاه خطأ، فاخترت لها ٣ أصوات لتختار اثنين منهم، فاستراحت وهدأت وقالت لى «أنا قدمت خصيصا لأنى أحب بلدى وأخاف عليها، وأريد أن أحسن اختيار ناخب محترم ووطن»، أن هذه الشابة المصرية التى تحب وطنها ولديها ولاء له هى نموذج من آلاف الشابات اللاتى حرصن على المشاركة فى الانتخابات لبرلمان ٢٠١٥. إن الشابة المصريه قد أصبحت تشارك فى صياغة مستقبل بلدها، وهى الآن تريد المشاركة فى سياسة بلدها رغم أن الإشكالية فى هذه الانتخابات كانت كثرة الأسماء المرشحة والتى لا يعرفها الناخبون، فهناك وجوه كثيره غير معروفة وكانت هى الغالبية فى الانتخابات الأخيرة، وهى شخصيات جاءت من كل المحافظات ورشحت نفسها لدخول البرلمان، بغية المشاركه السياسية فى صياغة مستقبل البلد، وهذه ليست ظاهرة سلبية، بل هى تقدم إيجابى، لكن المطلوب هو أن يكون من سيمثل دائرته قادراً وراغباً فعلا فى رعاية مصالح المواطنين وراغبا فى صياغة تشريعات تخدم فى تأسيس مصر المستنيرة الحديثة التى نتمناهالأن تغيير الوجوه مطلوب، ومطلوب دخول دماء جديدة وطنية وشابة تشارك بإيجابية وفاعلية فى البرلمان وفى كل موقع، لكن الملاحظة التى لمسناها هى أن هناك وجوهاً كثيرة لا يعرفها الشعب وأرجو أن تكون عند حسن ظن الناخبين بها، وأن تعمل بأقصى جهد لتقدم الوطن ولسن تشريعات تحرك الوطن للأصلح، وتعمل على رفعته وتحسين أحواله وتمارس السياسة بوعى ومن خلال رعاية مصالح المواطنين وخدمة الناخبين الذين أعطوهم ثقتهم إن النواب الفائزين أيضا مطالبين بأن يرعوا مصالح وحقوق نساء مصر وأطفالها، لأن نسبة كبيرة من نجاحهم تعود الى أصوات نساء مصر وأدائهم لواجبهم الوطنى. فيا أيها النائب ويا أيتها النائبة فى برلمان ٢٠١٥ بدورك عليك أن تشارك فى تشريعات فى صالح حقوق المرأة والطفل، وسنطالب بها البرلمان لأننا نتوقعها من برلمان جاء بعد ثورة الشعب فى ٣٠ يونيو، والتى كانت فيها المرأة المصرية فى مقدمة المشهد السياسى أيضا، والمطالبة برحيل الظلاميين، ثم فى الثورة على الإرهاب وضرورة محاربته للقضاء عليه، ثم لا ننسى أيضا أنها كانت فى مقدمة الصفوف وبأعداد حاشدة فى انتخابات الرئيس السيسى وايضا تقدمت الصفوف فى الاستفتاء على الدستور . ولاشك أننا ننتظر أيضا تعيين نسبة مناسبة من النساء فى تعيينات المجلس الجديد، وبما يتناسب مع دور وطنى قامت به النساء من أجل رفعة الوطن وتكوين برلمانه.