رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نفط داعش


تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام المعروف إعلامياً بـ«تنظيم داعش»، أصبح من أقوى التنظيمات الإرهابية فى التاريخ، وعندما نتحدث عنه، فإننا نتحدث أيضاً عن ميزانية ضخمة، أموال وبترول حصل عليها، من السطو المسلح، تماماً، كما كانت تفعل القبائل العربية قديماً، كانت ميزانية كل قبيلة، تقوم على ما مقدار ما تسلبه من القبائل الأخرى، ولا غرابة فى أن يقتدى تنظيم داعش بالسلفية، ليقرر إقامة أضخم ميزانية إرهابية، من حصيلة السطو على أموال وبترول العراق وسوريا تحديداً.

فقد قام التنظيم بالسطو المسلح،على بنك الموصل فى مطلع عام 2014، وتمت سرقة ملايين الدولارات، حسب تقرير لمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، وقالت المجلة إن التنظيم تلقى فى سنواته الأولى، مثل تنظيم طالبان، والقاعدة، وغيرهما التنظيمات السنية المسلحة، معظم تمويله من العرب الأثرياء فى الكويت والسعودية وقطر ودول الخليج الأخرى.

ومن خلال تلك الأموال، تمكن «داعش» من تمويل الجزء الأكبر من عمليات التجنيد، وتكوين جيش قوى من المقاتلين الأشداء، من مختلف دول العالم، وشملت عمليات التجنيد، تجنيد كوادر إعلامية من الشيشان وكرواتيا والجمهوريات الإسلامية، والدول التى استقلت عن الاتحاد السوفييتى، وبعض أبناء بريطانيا وفرنسا وتركيا وبعض دول أوروبا، ممن اعتنقوا هذا الفكر الدينى المتشدد.

كما تمكن التنظيم أيضاً، من الحصول سراً أسلحة متقدمة ، وهى التى ساعدته فى شن هجمات ناجحة ومؤثرة، اكتسب بها أراضى جديدة، كما مكنته تلك الأسلحة، إضافة إلى الأسلحة التى استولى عليها من الجيشين العراقى والسورى، من صد الهجمات التى يشنها عليه الجيشان العراقى والسورى، لزحزحته عن تلك الأراضى التى اكتسبها، دون مساعدات خارجية.

ثانى تلك المصدر هو البترول . فقد سيطر التنظيم على سبعة حقول للنفط ومصفيتين من بترول العراق ، وستة حقول نفط من أصل عشرة من حقول بترول سوريا، خصوصا فى محافظة دير الزور، وهو ما يمثل 95 فى المئة من حقول وآبار النفط السورى، قبلها كانت تلك الحقول بيد القوى العشائرية والجيش الحر وقوى أخرى معارضة. المراكز المالية الدولية المتخصصة، قدرت الإنتاج النفطى لتنظيم داعش، بأنه يبلغ حوالى 800 مليون دولار سنوياً، أى ما يوازى مليونى دولار فى اليوم، وذلك قبل بدء الضربات الجوية للتحالف الغربى، والتى لم يعرف بالضبط، حجم تأثيرها على ذلك هذا الإنتاج اليومى المستمر من النفط، مما يوحى بأن تلك الضربات، لم توقف كامل الإنتاج النفطى للتنظيم، وأنها ما زالت، تنتج كميات من النفط لسد احتياجاتها العسكرية من الوقود اللازم لمعداتها، إضافة إلى بيع بعضه من خلال سلسلة من المهربين من الدول والأشخاص المستعدين للمجازفة مقابل الحصول على نفط بسعر رخيص.

صحيفة الإندبندنت البريطانية تحدثت فى تقرير لها، عن وسطاء فى تركيا يساعدون التنظيم فى بيع إنتاجه من النفط . مؤخرا أصدر الاتحاد الأوروبى، قائمة عقوبات تشمل 13 شخصاً ومنظمة، لتنضم هذه الأسماء إلى قائمة سابقة، تشمل أكثر من 200 شخص و60 كياناً. وكل من تضمنت القائمة أسماءهم، تم تجميد أموالهم فى الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى، كما يحظر دخولهم إلىالدول الأعضاء بالاتحاد، وشملت قوائم العقوبات الأوروبية أيضاً شخصيات عسكرية سورية سابقة.