رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‫رسالة من أحد المصريين فى أمريكا


بعد أحداث التفجيرات المريعة فى باريس، بدأ الخوف يتسرب بشأن الجاليات المصرية والعربية والإسلامية فى الغرب الأوروبى وأمريكا، لأن ردود الأفعال قد تطول تلك الجاليات من منع الصلاة وإغلاق المساجد وترحيل المشتبه بهم دون محاكمات، ولكن وصلتنى رسالة من ابن عمى مصطفى أبو الخير الذى يقيم مع أسرته فى أمريكا منذ سنوات، وكان أيضاً رئيس حملة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة، وشارك فى ثورة 30 يونيه فى أمريكا، ولم تنقطع صلته بمصر أبدا، فقد سألته للاطمئنان على أحواله، فأجابنى برسالة رأيت أن أشرك القرّاء الأعزاء بها، لأن تضىء أشياء قد تكون غائبة عن كثيرين خاصة الإعلاميين، تقول الرسالة ببعض التصرف «الأمور بخير لا يوجد قلق والحياة طبيعية، لكن يوجد خوف داخلى وترقب فى داخل كل إنسان،وأصبح النظر للمحجبات نظرات بها لوم وعتاب، لكن الجميع يخاف من تطبيق القانون، لأن نظام أمريكا يختلف عّما هو فى أوروبا، فثقافة الأمريكيين تختلف عن ثقافة الأوروبيين، هنا بحكم أن الأغلبية العظمى جاءت عن طريق الهجرة الشرعية، وأغلبهم مطيعون للقانون، ولا أحد يخرق القانون إلا بعض الأمريكيين من ذوى الأصول الأفريقية فيما يخص مطالبهم الكثيرة التى لا تنتهى، لكن الذين جاءوا عن طريق الهجرة الشرعية من الدول العربية فنادراً ما يسببون مشاكل، وإن وجدت تكون ناتجة عن حادث سير أو سرقة صغيرة أو خناقة ببن طرفين، فقط بعض التصرفات الفردية التى قد تحدث وبعض النظرات المرتابة، وفيما يخص العرب، لا توجد مضايقات خصوصاً فى القطاع الشمالى الذى به نيويورك ونيوجيرسى، فأغلبية السكان خليط من الأوروبيين والمهاجرين المتنوعين ومنهم العرب، وللعرب مدينتهم الخاصة فى كل ولاية.

لكن أخطر قضية العنصرية، والقضاء فوق كل شىء، لا يفرق إطلاقاً بين أحد لأى سبب، فالأحكام قاسية جداً جداً اذا تعلقت بالعنصرية، فلو قلت يا مصرى أو يا أبيض أو يا أسود تكون مصيبة سوداء، لذلك الجميع حريص على تلك القضية، بخلاف الكذب وهى تهمة تعنى كارثة لو اتهم شخص بالكذب، وفى أمريكا الاحترام للمجتهد الساعى للعمل والمكسب، والسواد الأعظم مشغول بعمله إلا ما ندر، ولكن العرب لهم مكانتهم فى التعليم، وخصوصا المصريين، فهم شىء مشرف جدا، بحكم أنهم جاءوا من أجل تعليم أولادهم، كذلك المصريون متفوقون فى الشركات والمشاريع الصغيرة، طبعاً توجد صعوبات، لكنها لا تقاس بالغربة فى أوروبا.

مشكلة العرب، أنه لا يوجد أى تجمع فاعل يضم كل العرب، كل جالية تعيش بمفردها، والشىء الملاحظ أن الإعلام فى مصر لا يعرف الكثير عن أمريكا إلا القشور...» انتهت الرسالة، ولكن تظل مشكلة النظرة اللائمة للمسلمين بسبب الإرهابيين تعبر المحيط لتلقى بظلاله عليهم، كما تبرز عدم التواصل العربى فى أمريكا، وكذلك غياب الإعلام العربى عن الداخل الأمريكى ومشكلات المصريين فيها مبعثا للمطالبة الدائمة بأن يعتمد إعلام المصريين فى أمريكا وأوروبا عليهم أولا، بدلا من الحديث عنهم كأننا نعرف كل شىء عنهم، حمى الله مصر وحفظ الجيش.