رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد صفر المرحلة الأولى.. "النور" يخرج من مولد الانتخابات البرلمانية بلا حمص.. وتوقعات يتزايد الاستقالات الفترة القادمة والعودة للعمل الدعوي

جريدة الدستور

"سقوط مدوي ومفاجئ"، هذا هو حال حزب النور عقب انتهاء الجولة الأولى والثانية من انتخابات مجلس النواب 2015، ويعيش الحزب صدمة من هول النتائج التي حققها، التي جائت أقل بكثير من كل التوقعات.

وواصل حزب النور السقوط في المرحلة الثانية، التي خاضها الحزب بـ118 مرشحًا على نظام الفردي والقائمة.

وأظهرت المؤشرات الأولية وفقًا للجنة المركزية للحزب، عدم فوز أي مرشح له في النظام الفردي، كذلك خسارة قائمة الحزب أمام قائمة "في حب مصر"، ويخوض 8 من مرشحيه جولة الإعادة.

وأعلنت اللجان الإلكترونية للحزب، أن الحزب لم يحصل على مقاعد في محافظات الغربية، والدقهلية، والقاهرة وشمال سيناء والسويس والإسماعيلية وبورسعيد، والقليوبية، والشرقية، هذا بالإضافة إلى صفر المرحلة الأولى.

وتذيَّل "النور" قائمة الأحزاب في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، إثر فوزه بعشرة مقاعد فقط، ليحل رابعًا بعد حزب "المصريين الأحرار"، الذي فاز بـ42 مقعدًا، يليه حزب "مستقبل وطن" بـ30 مقعدًا، وحزب الوفد بـ22 مقعدًا، وخامسًا حزب المؤتمر بـ5 مقاعد.

وراح أعضاء الحزب السلفي، يبررون ما آل إليه حال الحزب، وذيله نتائج القوائم الانتخابية، بالإضافة إلى النتائج على مستوى مقاعد الفردي.

"حملة تشويه" هكذا علق محمد إبراهيم منصور، نائب رئيس حزب النور، على النتائج التي حققها الحزب، قائلًا: "الحزب تعرض لحملة تشويه لم يسبق لها نظير في الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق".

وفي بيان رسمي لحزب النور، أضاف منصور، أن الحزب جنب البلاد الانزلاق في فوضى الصراع الأهلي، والحفاظ على مؤسسات الدولة، كى لا يصيبها ما أصاب الكثير من مؤسسات الدول المجاورة.

ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وجه رسالة إلى قواعد حزب النور بعد خسارة الحزب السلفي المرحلة الثانية من الانتخابات، قائلًا: "أقول لشبابنا ورجالنا ونسائنا في كل مكان، بذلتم كل ما في وسعكم، أدعو الله أن يجعله خالصًا لوجهه، خذلكم مَن خذلكم، وخالفكم مَن خالفكم، وشمت بكم مَن شمت، وكل ذلك لا يضركم".

وأضاف برهامي، في صفحته الرسمية على "فيسبوك": "لا تيأسوا مِن روح الله إنه لا ييأس مِن روح الله إلا القوم الكافرون".

سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، قال إن حزب النور سقط سقوطًا مدويًا في الانتخابات البرلمانية، وتراجعت نتائجه عن المرحلة الأولى، مفسرًا ذلك بالهجوم الإعلامي ضد الحزب وكوادره، فضلًا عن تداول فيديو الفضيحة الجنسية لأحد أعضائه في محافظة الإسماعيلية، بالتالي تراجعه أيضًا له علاقة بالبعد الأخلاقي.

ولفت إلى، أن حزب النور لم يستطع الخروج من مأزق الفيديو الجنسي لأحد مرشحيه، ذلك قبل التصويت بيومين، فأثر على فرص اختياره بالانتخابات، مضيفًا أن هزيمة الحزب بهذه الدرجة فاق كل التوقعات.

ورجح ابتعاد كوادر الحزب عن العمل السياسي والعودة إلى العمل الدعوي، متوقعًا أن تشهد الفترة القادمة تقديم عدد كبير من أعضاء الحزب استقالتهم، مع تزايد دعوات الابتعاد عن العمل السياسي، مشيرًا إلى أن فرصة استمرار الحزب في الساحة السياسية ضئيلة للغاية.

وأكد أن الحزب مني بهزيمة ساحقة، فبعدما كان يناقش على ثلاثمائة مقعد بالبرلمان، لم تزيد فرصة في أحسن الأحوال عن 15 مقعد، فكانت النتيجة مروعة، وتكلف النائب الواحد عدد كبير من الملايين.

ورأى أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أنه لا يمكن فصل النتائج التي حققها حزب النور في الانتخابات عن حالة الشيطنة والتعبئة الإعلامية المضادة، التي اجتمعت مع دعوات جماعة الإخوان ضد الحزب السلفي.

ولفت إلى، أن هذه العوامل اجتمعت وأثرت على تراجع حظوظ "النور" في الفوز بمقاعد البرلمان، متوقعًا أن طموح حزب النور ينحسر منذ البداية في الاحتماء بجسد سياسي، بصرف النظر عن حظوظه داخل البرلمان.

وأضاف، أن الحزب سوف يسعي إلى إعادة ترميم وجوده في الشارع، ومحاولة اكتساب قواعد سلفية جديدة، مستبعدًا أن يترك حزب النور العمل السياسي من أجل الدعوة، قائلًا: "أحد مشكلات حزب النور، أنه لا يستطيع الفصل بين ما هو دعوى وما هو سياسي".