رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لحماية الأمن القومي المصري...

محمد وأبانوب جنبا إلى جنب في "الكتيبة 101" بالعريش

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعكس الكتيبة 101 بالعريش بشمال سيناء أحد أهم مظاهر الوحدة الوطنية المصرية بين المسلمين والمسيحيين، ولا أدل على ذلك من حديث المقاتل محمد "المسلم" والمقاتل أبانوب "المسيحي" عن مدى حبهما لبعضهما واستعدادهما للتضحية والفداء من أجل مصر خاصة بعد أن قدم زميلهما في الكتيبة البطل الشحات شتا روحه فداء لهما ولزملائهما خلال الهجوم الذي تعرضت له الكتيبة من قبل العناصر التكفيرية في يناير الماضي.
فقد أكد محمد وأبانوب للوفد الصحفي والإعلامي المصري الذي قام بزيارة تفقدية للأوضاع في وسط وشمال سيناء بمبادرة من الشئون المعنوية للقوات المسلحة أنهما أصبحا الآن يرتبطان بصداقة وحب لا حدود لهما منذ أن تزاملا في الكتيبة في سريرين متجاورين.
وأكد أبانوب أن صداقته لمحمد ازدادت قوة بعد أن قدم صديقهم الثالث روحه فداء للوطن ولهما وهو الشهيد الشحات شتا الذي كان قد احتضن أحد الإرهابيين الذي استهدفوا الكتيبة 101 في يناير الماضي بسيارة صهريج مفخخة بها 200 كيلو جرام من مادة "تي أن تي" شديدة التفجير وهو الهجوم الذي كان قد أسفر عن مقتل ما يزيد على 20 تكفيريا.
ويتذكر أبانوب والدموع في عينيه كيف أن البطل الشحات شتا انقض على الإرهابي الذي ترجل من السيارة المفخخة وهو مسلح بحزام ناسف ليدفعه جرا خارج المعسكر حتى لا يترك له فرصة قتل أكبر عدد من رجال المعسكر إلى أن نجح في إخراجه منه ليفجر الإرهابي الحزام الناسف لينال الشهيد الشحات الشهادة فداء لزملائه فيما لقي التكفيري مصرعه على الفور.
ويضيف الجندي أبانوب لقد شاهدت بعيني البطل الشهيد الشحات وهو يدفع الإرهابي خارج المعسكر وقلت لنفسي لو لم يكن الشحات قد ضحى بنفسه لكنت أنا من أول الضحايا فقد كنت قريبا منه كما أن الحزام الناسف الذي كان يرتديه الإرهابي كان يحتوي على كمية كبيرة من المواد الناسفة والمواد الصلبة لإحداث أكبر عدد ممكن من الشهداء في صفوف أفراد الكتيبة.
ويضم هذا المعسكر عددا كبيرا من الضباط والجنود الذي أعربوا عن استعدادهم للتضحية فداء لمصر فهم ليسوا أقل من الشهيد البطل الشحات شتا وغيره من الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن.
وعلى رأس هؤلاء الأبطال مقاتل - قتل الإرهابيون شقيقه في تفجير حافلة بشرم الشيخ في أغسطس 2014- يقول إنه عندما طلب منه العمل في العريش رحب بشدة فقد كان يريد الانتقام لشقيقه الذي لقي حتفه في الهجوم الإرهابي.
وأضاف أنه لا يخشى الموت عندما يكون فداء للوطن وأنه كان يريد الانتقام من التكفيريين الذي قتلوا أحد أحب أفراد أسرته إلى قلبه.
وأضاف أنه رغم مصابه الأليم فإنه يحرص دائما على التفريق بين الإرهابيين والمدنيين الأبرياء من أبناء سيناء، مؤكدا أن روح الانتقام لدماء شقيقه لا تجعله يصل إلى حد التضحية بالمدنيين الأبرياء عندما يلجأ الإرهابيون لمنازلهم لاتخاذهم كدروع بشرية للاحتماء بهم.
ويقول مقاتل آخر أنه وزملاؤه كثيرا ما يتلقون الأوامر لاستهداف تكفيريين وإرهابيين في مناطق نائية وجبلية ومن سيناء وعندما ينجح الإرهابيون في التسلل إلى منازل المدنيين للاحتماء بهم فإنهم يتراجعون على الفور عن تنفيذ العملية حتى لا تزهق أرواح أبرياء لا ذنب لهم.
ويؤكد الجميع في الكتيبة 101 أن أبناء سيناء يتمتعون بالروح الوطنية وأنهم أصبحوا اليوم أحد أهم مصادر المعلومات عن الإرهابيين مثلما كانوا أحد أهم مصادر المعلومات للقوات المسلحة المصرية خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء من 1967 إلى 1973 . كما ثمن رجال الكتيبة غاليا الإسهامات الجليلة التي قدمها البدو من أبناء سيناء للقوات المسلحة المصرية خلال انتصارات حرب أكتوبر بوصفهم الأكثر معرفة للطبيعة الجبلية لسيناء.
ويقول مقاتل آخر "لا يمكن لأحد أن يشكك في وطنية السيناوية فهم مصريون شرفاء مسلحون بالوطنية وانتصارات أكتوبر 1973 ومساهمتهم للقوات المسلحة المصرية في حرب الاستنزاف (1967 -1973) خير شاهد على ذلك".
ويؤكد ضابط من أفراد الكتيبة أن أبناء سيناء يمثلون الآن سندا قويا للجيش المصري في مواجهة الإرهابيين والتكفيريين، وأنهم يدركون جيدا أن الأمن والاستقرار سيصبان في مصلحة سيناء بما تحويه من كنوز فضلا عن قربها من محور قناة السويس المنوط به تحويل مصر لاسيما المناطق المحيطة بالقناة لمناطق تنمية متطورة.
واتهم ضابط آخر وسائل إعلام مأجورة ومغرضة بالترويج لقيام الجيش المصري باستهداف المدنيين خلال مداهمة أوكار الإرهابيين، مؤكدا أن هذا الإعلام المأجور المغرض يندرج في إطار الحرب التي تستهدف مصر لكي لا تواصل مسيرتها نحو تنمية سيناء لأن تنمية سيناء تعني زيادة الكثافة السكانية في شبه الجزيرة مما يعني إحباط أي مخطط لإقامة وطن بديل للفلسطينيين في سيناء.
وأضاف أن تعمير سيناء وزيادة كثافتها السكانية تعني أيضا منع إسرائيل من مجرد التفكير في احتلال سيناء من جديد في حال اندلاع صراع عربي إسرائيلي جديد في المنطقة.
ويتحدث مقاتل آخر أنه لا يخاف إلا الله وأنه ورجال القوات المسلحة لن يتوقفوا عن أداء واجبهم الوطني حتى يتم تطهير سيناء بالكامل من العناصر الإرهابية والتكفيرية.
يذكر أن الكتيبة 101 تعتبر مقرا لقيادة القوات المنتشرة في العريش ورفح والشيخ زويد وتتمركز بها القوات الخاصة التي تقوم بجانب كبير من مهمة تصفية البؤر الإرهابية في شمال سيناء، وتقع الكتيبة في ضاحية السلام بجوار المتحف القومي لشمال سيناء وتطل على مديرية أمن شمال سيناء.