رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة انقطاع مياه الشرب في "صفط اللبن والعشرين" عرض مستمر.. الأهالي تلجأ للمناطق القريبة لتخزين المياه.. وأحد المسؤولين «أنا مش خط ساخن»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بالرغم من وصول صرخات الأهالي لعنان السماء، إلا أنها لم تمر على مسامع المسؤولين، الذين انشغلوا في تحصيل فواتير المياه بمنطقة صفط اللبن، والعشرين، في محافظة الجيزة.

انقطاع المياه شبح يطارد الأهالي حتى في الأعياد، فما قبل وأثناء، وبعد عيد الأضحى، وجد أهالى تلك المناطق أنفسهم مضطرين للذهاب إلى المناطق المجاورة لملئ المياه والعودة بعدها إلى منازلهم فى رحلات شاقة، أصبحت تؤرق على الأهالى معيشتهم.

عم حسن يوسف، أحد سكان منطقة صفط اللبن، يروي لـ"الدستور" جزءًا من معاناة الأهالى، ويقول: "لم يشفع العيد ولم تشفع توسلات الأهالى، ولم يشفع ما لحق بنا من ضرر نتيجة انقطاع المياه، عن بعض المناطق لمدة أسبوع أو أكثر، لدى المسؤولين، ليجيبنا أحدهم متى تنتهى الأزمة ومعاناة الأهالى، فالمسؤولون يتمتعون فى بيوتهم بالمياه دون النظر لمعاناة الآخرين".

وتساءل ماذا ينتظر المسؤولون ليؤدون دورهم في حل مشكلات المواطنين، وماذا ينتظرون من الأهالي اتجاه تجاهلهم، وهل سسيستطعون مواجهة الغضب الكامن فى الصدور؟.

وأكد أن الأهالي إلى الآن لم يعرفوا الأسباب وراء انقطاع المياه، فراحت الإشاعات تتطاير فيما بينهم؛ نتيجة لقلة ضغط المياه عبر المباني، وأخرى لتغيير مسارات المياه، والإشاعة التى ظلت مستمرة؛ هي وجود كسر فى إحدى المواسير الرئيسة للمياه.

وروى محمد خالد، صاحب كشك، إن المعاناة لم تعد تحتمل فأصبحت المياه غير متوفرة طوال ساعات اليوم؛ مما اضطر المواطنين اللجوء إلى جراكين المياه وشراء المياه المعدنية.

وأضاف: إن المياه ملوثة غير نقية من الشوائب ذات لون أصفر يتغلغل الكلور ذراتها؛ مما أدى إلى معاناة الكثيرين من مشكلات في الكلية والمغص الدائم حتى وصل الأمر إلى حالات التسمم والوفيات، والمسؤولون في قوقعة التجاهل مع العلم المسبق، ولكن دون أي خطوة تذكر.

وتابع: إن المياه تأتي لمدة ساعة ونصف الساعة فقط، بدءًا من السادسة صباحًا وحتى السابعة والنصف، وفي بعض الأيام لا تأتي؛ وهو ما دفعه إلا عدم الصلاة لمدة ثلاث أيام؛ لعدم توافر مياه للوضوء.

ولتفادي انقطاع المياه لجأ المواطنون إلى شراء المياه المعدنية التي بدورها لا تكفي شخص فقط لتروي ظمأه، فكيف لربة المنزل التى تحتاجها للتنظيف والطهي الطعام بها، وكيف لرب الأسرة التي تتكون من ستة أفراد أن يتحصل على قدر كافٍ من المياه المعدنية لتلبي حاجت أسرته بأقل الأسعار، وفي ظل مرتبه الذي يعاني انكماشًا ملحوظًا في ظل خصم الضرائب وارتفاع الأسعار.

الأزمة الحقيقية تظهر فى بداية كل شهر، حين تعلو الصرخات بين محصلي فواتير المياه والأهالي الذين يتفاجأوا بأسعار خيالية في ظل عدم استخدامهم المياه، وفي هذا السياق.. قال حسن محسن: إن المسؤولين يهددون الأهالي إن لم يدفعوا هيقطعوا المياه عندهم، وهو ما يذكره بمشهد مسرحية شاهد مشفش حاجة، وتراوحت المبالغ لتصل إلى ربعمائة جنيه، وهو أمر لا يصدق، كما لجأ البعض إلى إنشاء "الطرومبة" على حسابهم الشخصي الذي كلفهم الآلاف من الجنيهات؛ لتفادي الأزمة، خاصة مع دخول موسم المدارس.

وتابع: إن مياه "الطرومبة" هي الأخرى لم تعد صالحة للاستخدام الآدمي للونها غير النقي وامتلائها بالشوائب وطعمها غير الجيد، إلا أنه لتفادي عدم توافر المياه في الأيام لجأ المواطنون إلى هذه الحيلة.

وقال الطفل يوسف علي، طالب بالصف الثالث الابتدائي، إنه لم يعد يستطيع اللعب بالشارع، وظل جليس البيت نتيجة لعدم توافر المياه، ولا يستطيع أن يحافظ على نظافته التي تعلمها بين سطور كتابه بالمدرسة والمياه منقطعة بصفة دائمة.

وأضاف: إن المدرسة التي يدرس بها هي الأخرى لا يصل لها الماء؛ مما زاد الأمر سوءًا، ولا يعلم كيف يقضي وقته في المدرسة في ظل شعوره بعدم الارتياح والتوتر، وأصبح حلمه أن تتتوافر المياه ساعة واحدة في اليوم.

"الدستور" حاولت التواصل مع أحد المسؤولين عن الأزمة؛ للتعرف عن أسبابها وسبل مواجهتها، إلا أن رد العميد محي الصرفي، المتحدث باسم الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي: "أنا مش خط ساخن".