رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حجاب" أنجيلا ميركل يثير جدلاً في ألمانيا.. مخاوف من "أسلمة" البلاد.. والمستشارة ترفض التعليق

جريدة الدستور

أن تظهر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهي ترتدي الحجاب، هو أمر مستحيل في الواقع، إلا أن مشاهدي البرنامج الألماني الشهير "مجلة التلفزيون" الذي يبث من برلين، شاهدوا ذلك، إذ عرضت القناة التلفزيونية الأولى "إيه آر دي" صورة مركبة لميركل، وهي ترتدي عباءة سوداء اللون، ومن ورائها مبنى الرايخستاغ (حيث يعقد البرلمان الألماني "بوندستاغ" جلساته) وعليه مآذن ورمز الهلال.

القناة التلفزيونية، واجهت العديد من الانتقادات، وجانب من الانتقادات التي طالت مذيع البرنامج رينالد بيكر تعلقت بالدعاية المعادية للإسلام التي بدت أثناء حديثه، بحسب المنتقدين، بقوله: إن القيم الألمانية تتعرض للتهديد مع قدوم مئات آلاف اللاجئين وخاصة السوريين إلى ألمانيا.

وأمام هذه الصورة المثيرة للجدل يسأل مقدم البرنامج راينالد بيكر المشاهدين: "هل حقا نحن قادرون على النجاح في ذلك، أم أن الإنهاك قد أصابنا؟".
موضوع الحلقة كان عن اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وأفغانستان والبلاد الإسلامية الأخرى، والعدد الذي تستطيع ألمانيا أن تستقبله منهم؟ الكثيرون من المنتقدين لسياسة ميركل يتحدثون عن ضرورة الحد من تدفق اللاجئين، ويدللون على أقوالهم إن الحد الأقصى الذي تستطيع ألمانيا تحمله قد بلغ مداه، وبأنه من غير المعقول أن تستمر ألمانيا قي استقبالها لأعداد لا متناهية من اللاجئين، إلا أن ميركل في المقابل تدافع بإصرار عن الحق الأساسي في اللجوء مستشهدة بالقانون الألماني الأساسي.

الصورة المركبة لميركل والتي ظهرت على شاشة التلفزيون الألماني، يمكن أن يعتبرها المرء بأنها انتقاد لسياستها، والتي يراها البعض بأنها تسهم في "أسلمه" ألمانيا واغترابها الثقافي، وهو النقد الذي غالبا ما يأتي من قبل المتطرفين اليمينيين. أي أنه نوع من التعليق الانفعالي بخصوص سياستها، إلا أن القناة التلفزيونية قدمت تفسيرا مغايرا وهو أن "لدى الشعب الألماني في هذه المرحلة مخاوف يجب التعامل معها"، أحد هذه المخاوف طرحها مقدم البرنامج وهي " كيف سيكون رد فعلنا، إذا ظهرت مشكلات بين اللاجئين تتعلق بمفهوم المساواة بين الرجال والنساء، أو بحرية الصحافة، أو بحرية التعبير؟".
ردود فعل مختلفة حول الصورة
على شبكة الإنترنت، وعلى مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية، كان هناك الكثير من ردود الفعل المختلفة للصورة المركبة للمستشارة الألمانية، حيث رأى البعض أن عرض هذه الصورة هو أمر ليس جيدا، ولا يدخل ضمن نطاق الصحافة البناءة. إذ أنها تسهم في نشر المشاعر السلبية في المجتمع، وهو ما سيصعب من عملية دمج اللاجئين، إلا أن البعض الآخر كال المديح للبرنامج، كونه كسر المحرمات، وتحدث بصراحة عن مخاوف الشعب الألماني. فاستخدام الاستفزاز ضد المستشارة الألمانية يعد شيئا مقبولا في هذه الحالة.
ولم تعلق أنجيلا ميركل على صورتها المركبة، ومن المتوقع أن تواصل في سياستها التي ألزمتها بإتاحة ملجأ آمن للاجئين القادمين إلى ألمانيا.
واتهم حلفاء ميركل من بافاريا المستشارة الألمانية بتشجيع مزيد من اللاجئين دون قصد على أن يأتوا إلى ألمانيا من خلال قولها علنا إنه لا يوجد حد أقصى للعدد الذي سيقبل.
وحث السياسيون المحافظون ميركل على وضع حد أقصى لأعداد اللاجئين، وإضافة إلى ذلك قال وزير المالية فولفجانج شيوبله: إن أوروبا تحتاج إلى تقليل عدد الأشخاص القادمين إلى القارة.
لكن ميركل رفضت حتى الآن الاستسلام، قائلة في مقابلة إذاعية: إنه يجب أن تتعامل ألمانيا مع الأزمة بشكل مباشر بدلا من محاولة التخلص من المشكلة.
وذكرت صحيفة "بيلد" اليومية، أنه في الوقت نفسه تتوقع السلطات الألمانية أن يأتي ما يصل إلى 1.5 مليون لاجئ إلى البلاد هذا العام ارتفاعا من تقدير سابق بأن يأتي ما بين 800 ألف إلى مليون شخص.

ولم يؤكد أو ينفِ متحدث باسم وزارة الداخلية هذا التقرير. غير أنه قال: إن عدد الذين وصلوا في الأسابيع الماضية لا يمكن تحديده للحصول على العدد الإجمالي السنوي، وهو ما ألقى ببعض الشكوك على العدد الذي أشارت إليه صحيفة "بيلد".
وتتوقع ألمانيا وصول عدد قياسي يزيد على 800 ألف من طالبي اللجوء هذا العام وهو أكبر كثيرًا من أي بلد آخر في أزمة اللاجئين التي تشهدها أوروبا. وأذكى هذا التوترات الاجتماعية في بعض أجزاء البلاد.