رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى وزير الثقافة


نعقد آمالاً كثيرة على السيد حلمى النمنم - وزير الثقافة - فى النهوض بالثقافة نهضة حقيقية، فهو صاحب الرؤية الصائبة والفكر المستنير والشجاعة فى قول الحق والبُعد عن المصالح الشخصية والتواضع الجم والأدب الشديد. ومن هنا فإننا نتوقع مستقبلاً مُشرّفاً للثقافة فى مصر.

عزيزى وزير الثقافة.. الإسكندرية – كانت المدينة المتعددة الثقافات – أصبحت خاوية من الثقافة الحقيقية باستثناء ما تقوم به مكتبة الإسكندرية من أنشطة ثقافية متعددة ومتنوعة، كما أن هناك بعض الأنشطة الثقافية الفردية، ولكن هذا لا يكفى لنشر الثقافة الجادة. أعود وأقول أن أحد مصادر الثقافة الجادة وأيضاً السياحة المنتعشة هو وجود المتحف اليونانى الرومانى – قبلة السُياح من مختلف أقطار المسكونة وأحد مصادر الثقافة الغنية – هذا المتحف بفعل فاعل ولأغراض لا تخفى عن أحد تم إغلاقه بالضبة والمُفتاح منذ عام 2008 – أى منذ سبع سنوات عجاف. السيد المحافظ لا يعطى اهتماماً بهذا الأمر كأنه لا يعنيه وربما لا يعرف أن الإسكندرية بها متحف يونانى رومانى يضم مجموعة من الآثار النادرة غير موجودة فى أنحاء العالم وهى تحكى جزءًا من تاريخ مصر.

سيادة الوزير.. افعل كما سبق ما فعل السيد ويصا واصف «1873 – 1931» الذى كان رئيساً لمجلس النواب فى عهد وزارة مصطفى النحاس الثانية وحدث خلاف دستورى وهنا أمر الملك فؤاد بمنع مناقشة الخلاف فى البرلمان، وعندما توجه ويصا واصف للبرلمان وجده مُحاطاً بالحرس، وهنا أمر ويصا واصف ضباطه بتحطيم السلاسل الحديدية وفتح الأبواب وقاد النواب – بشجاعة معهودة – للبرلمان، وانعقدت الجلسة وتمت المناقشة بحرية كاملة. فعلى السيد وزير الثقافة الشجاع أن يتحلى بروح آبائه – وهو يملك هذه الروح – ويخترق الأبواب المُغلقة حتى لو تمت مناقشة الأمر فى مجلس الوزراء لأن السيد وزير الآثار لا يفعل شيئاً !! وكان من الافتراض أنه كان يقوم بهذه المهمة – إن كان يعرف حقيقة وتاريخ المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية. أنا أعتبر نفسى وُلدت بالمتحف اليونانى – حينما كان والدى طيب الذكر الأستاذ بديع عبدالملك «1908 – 1979» أحد المتخصصين فى الخط والرسم الفرعونى بالمتحف منذ أوائل الأربعينات وكان يصطحبنى منذ طفولتى معه ويتركنى أتجول بين صالات العرض المختلفة وأيضاً حديقة المتحف الجميلة التى تضم أيضاً عدداً من القطع الأثرية النادرة وبمرور الوقت ومع تقدمى فى العمر أصبحت لى صداقات مع زملاء والدى وأيضاً مع مديرى المتحف المختلفين، ومن هنا فرائحة المتحف الجميلة مازالت فى أنفى، وأعتز بكل طوبة فى أرض المتحف. هذا المتحف يجب أن يعود لمجده القديم دون تعديل فيه، يمكن الإضافة الأفقية ليتم عرض أكبر عدد من القطع الأثرية لكن حذارى من التوسع الرأسى المُدمر والفاشل.

هذه نقطة. النقطة الأخرى، حتمية النهضة الثقافية فى الجامعات، فأرى أن يتم مناقشة موضوع الثقافة فى المجلس الأعلى للجامعات فى حضور سيادتكم – أحد رموز الثقافة فى مصر – لأنه حتى رؤساء الجامعات الثقافة عندهم ضحلة، ويكفى أن القرار الأخير للدكتور رئيس جامعة القاهرة – فى منع التدريس بالنقاب – وهو رأى شجاع ومطلوب، قابله رؤساء الجامعات بالرفض!! إما عن جهل أو عن خوف، وكلا الأمرين أسوأ من بعض. نتمنى لكم كل التوفيق والحُب.