رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نفسنة".. أول القصيدة "بورنو": 3 فنانات يدعين الشباب "لتصبير" أنفسهم بمشاهدة الأفلام الإباحية

جريدة الدستور

استمرارًا لحالات الجدل الإعلامي على الفضائيات المصرية، طالبت الفنانة انتصار مقدمة برنامج "نفسنة" المذاع على قناة القاهرة والناس بمنح حرية الاختيار في مشاهدة الأفلام الإباحية والإطلاع على المواقع الجنسية، مؤكدة أن "هناك بعض القنوات التي تعرض تلك الأفلام بشكل درامي وأنها تتابع تلك القنوات"، مضيفة: "من أستطاع منكم الباءة فليتزوج.. والشاب اللي ظروفه ما تسمحلوش يشوف الفيلم يصبر نفسه".

وطالبت هايدي كرم التي تقدم البرنامج بجوار الفنانة انتصار بإرساء مبدأ الحرية في اختيار المشاهدة أو الامتناع بما يرسخ لمفهوم الثواب والعقاب النابع من قناعات الشخص ذاته، قائلة إن أكبر نسب شذوذ تظهر في الدول التي تنتهج سياسات المنع والفمع للرأي والحرية.
فيما أبدت الفنانة شيماء سيف رفضها التام لاستمرار عمل المواقع الإباحية والسماح بالدخول إليها، متسائلة عما تنتظره الدولة حتى تغلق هذه المواقع، مؤكدة أن مشاهدة تلك الأفلام لا تتماشى مع تعاليم الدين أو الثقافة بمصر بينما الغرب لديه حرية حتى في ممارسة تلك الأفعال فيما لا يمكن أن يحدث ذلك بمصر، معتبرة هذه المطالبات تحريض على الفساد والانحراف ومشاهدة هذه الأفلام الإباحية.

وأضافت انتصار أن "هذه الأفلام والكتب ساعدت كثيرًا من الرجال ممكن لم يكونوا يعلموا شيئًا عن ثقافة ليلة الدخلة، متسائلة كيف للرجل أن يتعامل مع امرأة لا يعرفها وهو مقبل على موقف جديد وكيف له أن يكفيها ويرزق منها بأبناء، وبعد تطبيق ما قرأوه بالكتب على الصورة التي رأوها نجحوا في بدء حياتهم الجنسية بشكل صحيح.
وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إنه لا يمكن قياس أثر مثل هذه الظواهر على المجتمع المصري مجتمع، نظرًا لتعدديته واحتوائه على فئات مجتمعية مختلفة كالمجتمع البدوي، والريفي، والعشوائيات، والكمبوندات، وغيرهم كثير وداخل كل مجتمع من هؤلاء ستكون الآراء مختلفة.
وأضاف أن بعض وسائل الإعلام المصرية تعاني من الفكر الداعشي، ومثلا ثار بعض الإعلاميين ضد محافظ بورسعيد لتكريمه أحد الفنانات التي ارتدت تنورة قصيرة، وكذا انتقادهم لظهور إحدى الوزيرات أثناء حلف اليمين بنصف ذراع عار وهو ما يعكس حجم المراهقة التي يعاني منها الإعلام المصري، متابعًا أن الأعلام يجب أن يكون ذو اتجاه مستنير ومهني لكن هنا نجد أن هؤلاء لا ينظرون للمرأة إلا في الجنس، وعموما فالشرقيون دائما يقولون ما لايفعلون تجاه مسألة الجنس.
ولفت إلى أن مصر من أكثر الدولة زيارة لمواقع البورنو وثاني دولة في وقائع التحرش بجانب كثير من القضايا الجنسية التي وقعت كتبادل الزوجات وغيره، مضيفاً أن ما قالته مقدمة البرنامج كان سيتقبله المجتمع لو أنه خرج من لسان دكتور نفس، مضيفاً أن مشكلة الثقافة الشرقية قائمة على إذا ابتليتم فاستتروا وما أكثر ما ابتليتم به.

وأكد أن المجتمع عاجز عن تزويج الشباب ويعاني من أزمات في السكن والدخول والأخلاق وبذلك تكون البدائل إما التحرش أو الاغتصاب أو مشاهدة أفلام البورنو، مضيفاً أن الشعوب المتقدمة تكشف مشاكلها للوصول إلى حل بينما تنكر الشعوب المتخلفة وجود المشاكل من الأساس، لافتاً إلى أن التطرف دخل إلى مصر ومعه توطن كره المرأة المصرية.
وأردف أن حل تلك القضايا يحتاج لوسائل مختلفة منها العلاج بالصدمة وبالطبع بحاجة لمناقشة تلك القضايا بحضور مختصين، مشيراً إلى أن الإعلام المصري يعيش أسوء أيامه وتخفى حرية السباب والإسفاف في عباءة حرية الرأي والتعبير ولا يتعامل بصورة علمية مع هذه القضايا الهامة.
وتابع: الشرقيون يركزون على الجنس أكثر من أمور أخرى أهم ويعاني المجتمع من هسيتريا وعنف جنسي، وفي الإعلام يوجد نظرية تسمى الإشباعات والاستخدامات ومن خلالها يتم استخدام الإعلام في تعويض النقص، والإعلام في مصر يعكس الجوع والحرمان الجنسي الدائم، وما وصلنا إليه ونعاني منه الآن مأساة حقيقية.
من جهته، أكد الدكتور حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر، أن تدخل الدولة في مثل هذه الأمور لتنظيمها ضرورة، ذلك أن الحرية ودعوة تصرف الإنسان كما يحلو له نظريات مردود عليها، مضيفاً: "لو قولنا بحرية الشخص أن يفعل ما يشاء كان معنى ذلك أن الإنسان يجوز له أن يسير عارياً على الرغم من أن لك لا يجوز بأي شريعة".
وتابع أن لذلك نظمت الدولة مثل هذه الأمور ويأتي ذلك أيضاً فيما يتعلق بشبكة الإنترنت، مضيفاً أن الشبكة تحتوي على مواقع لتعليم الشباب صناعة القنابل وكان على الدولة أن تتصدى لمثل هذه الأمور لمنع وصول هذه المعلومات إلى البيوت والشباب الذي يزور هذه المواقع لإشباع حب الاستطلاع لديه فيجد نفسه مغرماً بهذه الأفعال الممنوعة، ومن الأولى أن تتدخل الدولة لحماية المجتمع من هذه الأفعال فالوقاية خير من العلاج.
وأضاف أن كثير من الشباب يقضي وقته على المواقع الإباحية بما يؤثر على سلوكه ودراسته وصحته، والمسئول عن ذلك هو ولي الأمر فلا يعقل أن يتيح له الفرصة ثم يتركه ليختار، وعلى الأقل يجب أن يكون للدولة دور في جعل الوصول لهذه المواقع صعب، وفصلاً عن ذلك فمثل هذه المسألة تسبب إحراج للأسر ما بين اقتناء وسائل التواصل الحديثة والمحافظة على حياء الأبناء.
وطالب أبوطالب الحكومة بالتدخل لتنقية الإنترنت من مثل هذه المشكلات على غرار ما حدث بعدد من دول العالم، وشبه المواقع الإلكترونية بالسكين التي يمكن أن تستخدم بشكل ضار أو سليم ولا يمكن أن يتم إلغاؤها كلها أو السماح بها كلها ولكن يجب أن يكون كل شيء بقدر.