رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى النصر.. من يعيد شعار "صنع فى مصر".. سر "البيجاما الكاستور" الذى ذل الأسرى الصهاينة

جريدة الدستور

هو شعار طالما تحدث عنه المصريون وافتقدوه منذ بداية عهد الخصخصة وبيع شركات القطاع العام، إنه شعار" صنع فى مصر" فمع الذكرى 42 لحرب أكتوبر 1973، تداول عدد من النشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك " صورا للأسرى الإسرائيليين الذين سلمتهم مصر، "بالبيجامات الكاستور ".

ذلك الشعار الذى حملته الملابس بل والسيارات والعديد من الصناعات المصرية حتى منتصف السبعينات وقرارات الانفتاح الاقتصادى الذى اعتبره المحللون بداية الخصخصة وبيع القطاع العام وبداية غياب شعار " صنع فى مصر" .

ويرى الخبير الاقتصادى الدكتور ، صلاح جودة ، أن مصر كانت تشتهر بعدد من السلع والخدمات الصناعية والزراعية والتى تميزت بها مصر فى فترة الستينات ، ففى مجال الصناعة اشتهر الأثاث الدمياطى وحرير سوهاج، وكذلك ملابس الإحرام المحلاوى والحرير المصري، وعلى مستوى المحاصيل الزراعية فقد صدرت مصر قديما القطن طويل التيلة والقطن الأشمونى قصير التيلة.

وأضاف جودة أنه بعد حوالى 35 عاما أى منذ بداية الثمانينات من القرن الماضى ، وجدنا أنه قد تم الإجهاز على السلع التى تميز مصر ليحل محل تلك المنتجات، المنتجات المستوردة لصالح بعض أصحاب التوكيلات الأجنبية.
وتم مؤخرا الاستغناء عن القطن طويل التيلة وفائق الطول واستبداله بقطن قصير التيلة مستورد من الهند وسوريا وباكستان وتركيا، كما تم تقليص مساحة زراعة القطن طويل التيلة من 2.5 مليون فدان لتصبح فى حدود 250 ألف فدان فقط، وبالمقابل تم الاستغناء بالكامل عن القطن الأشمونى قصير التيلة ليوكل إلى كل من الهند وأندونيسيا وباكستان زراعته، ثم تصديره لمصر مرة أخرى.

وبالمقابل أصبحت بوركينا فاسو بدلا من مصر الدولة الأولى فى أفريقيا والشرق الأوسط فى زراعة القطن طويل التيلة، وفى مجال صناعة الأثاث تم إحلال المنتج الصينى بديلا عن الأثاث الدمياطي، وتوقفت أغلب ورش ومصانع دمياط عن التصنيع لصالح بيع المنتج الصينى البديل الأرخص سعرا، مما تسبب فى ركود حاد فى مدينة دمياط والتى كانت تعد هونج كونج مصر.

وتابع جودة أنه تم الاستغناء عن السلع والمنتجات الزراعية مثل الشمام الاسماعيلاوى وجوافة حلوان والبطيخ النمسى، والفراولة البلدى والورد المصرى البلدى والذى كان يتم تصديره إلى جميع مصانع العطور والبارفانات الفرنسية، تم استبدال جميع هذه السلع التى كانت قد شقت طريقها للعالمية بزراعة الكنتالوب والفراولة المستوردة ذات الطعم المر والحجم الكبير.

كما تم الاستغناء عن ملابس المحلة القطنية لصالح الاستيراد من الصين وإندونسيا والهند، وحتى منتجات خان الخليلى تم القضاء بالكامل على هذه الصناعة لصالح المستوردين من الصين، ونجد أن "الملوخية" النبات المصرى منذ أيام الفراعنة أخذته اليابان وصنعته فى شكل مكعبات وأقراص غذائية وتم تسجيلها فى العالم باسم اليابان وليس مصر صاحبة هذا النبات.