رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملحدون فى الجنة !! «1-2»


العنوان المثير لهذا المقال ليس من عندى ولا من بنات أفكارى، ولكنه عنوان كتاب للباحث المجتهد الأستاذ سامح عيد، الذى كان عضواً فى تنظيم الإخوان المسلمين لأكثر من 12 عاماً، فمنذ نعومة أظفاره التحق الأستاذ سامح عيد بجماعة الإخوان، وخاض معهم كثيراً من أيام الضراء، وأدى فى صرامة شديدة كل ما طُلب منه أيامها، كعضو مخلص عليه أن «يسمع ويطيع»، لكن مع تقدم العمر وتعزز الوعى بدأ يمتلك عقلاً نقدياً، مكنه من أن يرى حقائق غفل عنها فى غمرة الحماس، وبراءة الطفولة والصبا، بعضها كتمه فى نفسه، وبعضها باح به للمحيطين به، وأخرى تحايل وأخرجها فى كتاب «الإخوان المسلمون الحاضر والمستقبل: أوراق فى النقد الذاتى»، الذى مال فيه إلى التنظير والتلميح والمداراة، وحاول به أن يُسمع من بهم صمم، لكن صوته ضاع فى خلاء الجماعة المغرورة، إلا أن سامح يعود ويقول كل شىء فى وضوح وبلا مواربة فى ثنايا كتابه الهام «تجربتى فى سراديب الإخوان». 

أما كتابه «ملحدون فى الجنة»، فهو عبارة عن مجموعة مقالات منها: وهم الخلافة، التحريض على إبراهيم عيسى، الأزهر بين الراديكالية والتنوير، نظرة الإخوان للدستور، تفكيك التنظيم حلم ولا علم، مأزق الحبيب الجفرى وأسامة الأزهرى ، الاستبداد والعلم، لقد انتهيت، وغيرها من المقالات المهمة والمثيرة للجدل.

والكتاب صادر عن مركز المحروسة للنشر 2015م، ويقع فى 180 ورقة من القطع المتوسط.

ويحاول الكاتب من خلال مقالات هذا الكتاب أن يستقرئ الماضى، ويتساءل: هل كان الماضى كله محاسن، وهل كان يوتوبيا حقيقية؟ وهل كان مجتمعاً مثالياً؟ وهل النظام السياسى البشرى المسمى بالخلافة هو الأفضل فى الماضى والمستقبل؟

يقول مؤلف الكتاب فى مقدمته: «إن مقالات الكتاب التى جاءت بعد 30 يونيه تحاول تسليط الضوء على مواقف بشرية فى عصور مختلفة من تاريخ المسلمين، تظهر البشرية بكل ما فيها من صراع بين الخير والشر، والرغبة والإرادة، هى الإنسانية بكل معالمها، إنها مجموعة مقالات كما يقول الكاتب ربما تضىء بعض المساحات المظلمة فى هذا التاريخ.

يرى الأستاذ سامح عيد أن المتشددين والراديكاليين هم أحد أسباب تحول الإلحاد فى مصر إلى ظاهرة، وأن رحمة الله ومغفرته وعدله ثابتة وراسخة، خاصة إذا كان الشخص له عذره فى وصول صور سلبية لمن يتحدثون باسم الدين، بل وتصميمهم على أمور لا تقبلها الفطرة السليمة مثل: قتال الناس بلاسبب إلا لأنهم لايرون مايعتقده المغايرون صحيحاً ومطلقاً، ويدعون أن تلك أوامر إلهية لقتال الناس لاختلاف معتقداتهم عن معتقدات هؤلاء القتلة. وللحديث بقية.