رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد سحب سفير اليمن:

الاتفاق النووي يزيد من عداء "إيران" مع الدول العربية.. بدأ بالسعودية وانتهى باليمن.."طهران" تحاول إثبات قوتها على حساب جيرانها

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كان الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الست الكبرى، نقطة فارقة في تاريخ طهران، زاد من قوتها الإقليمية والنووية وثقلها في منطقة الشرق الأوسط، وعلى إثره سعت إيران إلى زيادة حجم العداء مع الدول العربية.

بدأت إيران إثارة الخلافات مع السعودية في حرب غير مباشرة، كشفت عنها حادثة تدافع "منى" الذي راح ضحيته قرابة 800 حاج، بينهم 180 إيراني، ولوحت طهران باستخدام الخيار العسكري ضد السعودية، للرد على الحادثة التي اتخذت منها ذريعة سياسية، للهجوم على السعودية.

وكانت محطة العداء الثانية، مملكة البحرين، التي سحبت سفيرها لدى إيران، السفير راشد سعد الدوسري، ومنحت القائم بأعمال السفير الإيراني لديها، محمد رضا بابائي، مهلة 72 ساعة لمغادرة المملكة.

وجاء هذا بعد ساعات من إعلان السلطات البحرينية اكتشاف مخزون من الأسلحة، واعتقال أشخاص عدة للاشتباه في صلتهم بإيران والعراق، واتهمت الخارجية البحرينية إيران بإثارة الفتنة والتحريض على العنف في البحرين.

ولحقت بهم اليمن، حيث أعلنت حكومة الرئيس هادي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، كما اتخذت الرئاسة اليمنية قرارًا بطرد السفير الإيراني لدى صنعاء وإغلاق البعثة الدبلوماسية بطهران.

وفسر خبراء الشأن السياسي، سعي إيران الدائم لكسب مزيد من العداء مع الدول العربية، بمحاولتها لإثبات قوتها في المنطقة، بعد أن أصبحت قوة إقليمية بعد سنوات من العزلة والحصار، فضلًا عن الصراع الديني بينها وبين السعودية.

سعيد اللاوندي، الخبير في الشؤون الدولية، أكد أن إيران بعد توقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، بدأت تستخدم سياسة الترهيب والترغيب، لاسيما مع المملكة العربية السعودية؛ لأن العلاقات الإيرانية السعودية تعد بمثابة "ترمومتر" أو مقياس للعلاقات الخليجية الإيرانية، وبناءًا عليه فإن لجوء الدول العربية لسحب سفرائها لدى إيران دليل على تأزم العلاقات الخليجية الإيرانية.

وأشار إلى وجود عدة أسباب لتوتر العلاقات الخليجية الإيرانية في هذا التوقيت، أولها إدراك إيران أن السعودية تريد بناء تحالف ضدها، من خلال القضايا العربية مثل القضية السورية، كما أن إيران تستقوي بأمريكا ولا تخشى التداعيات الخليجية عليها.

مروان يونس، مستشار التخطيط الدولي والسياسي، أكد أن إيران بتلك العداءات العديدة تسعى لتغيير مكانتها السياسية في المنطقة، وإثبات قوتها بشتى الطرق والوسائل؛ لأنها كانت تعيش عزلة، وحصار اقتصادي لعدة سنوات، ونبذ كبير من دول العالم لها، قبيل الاتفاق النووي مع الدول الستة الكبار، الذي أعطاها قوة زائدة.

وأضاف أن إيران تحاول استغلال نفوذها وتأثيرها على الدول العربية والتي تعيش لحظات من التفكك والصراع لاسيما اليمن، عقب ثورات الربيع العربي، الذي أدى إلى ضعف الدول العربية، فأرادت إيران دخول معركة النفوذ في المنطقة والتأثير على الجميع، لفرض ظهور إقليمي جديد وقوي خاص بها؛ الأمر الذي سيؤثر على علاقتها بالكثير من تلك الدول وقطع علاقتها بهم.

وأوضح أن إيران بعد احتمائها بالعباءة الأمريكية تريد ممارسة القوة والضغط الاستخباراتي على الدول العربية، والحصول على شرعية التعامل، فأرادت التعبير عن نفسها بأن لديها قوة عسكرية كبيرة، ولا يهمها أحد عن طريق العداء مع الدول.

وأتفق معه جمال أسعد، المحلل السياسي، ورأى أن البحرين واليمن قررت سحب سفيرها في طهران بناء على اتفاق مع السعودية مؤكدًا أن إيران قوة إقليمية كبيرة في المنطقة، ولكنها تسير تبعًا للمصالح في علاقتها الدولية، فهناك صراع بين السعودية وإيران على النفوذ الديني في المنطقة، باعتبار السعودية موطن المسلمين، وإيران قائدة الشيعة في العالم.

وأوضح أن إيران تشن تلك العداءات مع الدول العربية كي تزيد نفوذها في المنطقة، وتثبت أنها أصبحت قوة عالمية، بعد حصارها الاقتصادي التي ظل سنوات، فبدأت تعزز موقعها الإقليمي، عن طريق العداء مع سوريا والعراق والبحرين واليمن.

،