رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا سلفى ولا سيلفى.. يا إعلام الخيبة !!


حكاية تنافس غريبة وسلبية تشهدها الساحة الإعلامية فى الفترة الأخيرة، وأرانى مؤيداً للرئيس السيسى وهو يتحدث عن قصور إعلامى مصرى من الولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء مقابلاته المتتابعة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكأنه يشكو إعلام بلاده للدنيا .. إنه إعلام البحث عن تفاهات وخيابات ... برامج بالساعات لتنجيم ورنيشى لأنصاف المواهب والاعتراف بأهل المتاجرة بأعمال الدجل والشعوذة وقراءة الأحلام والطالع والعلاج بالأعشاب وصناعة نجوم السياسة والثقافة والفن والرياضة، أما اختيار القضايا ومواضيع الحوار فحدث عزيزى القارئ ولا تندهش.

على مدى أكثر من ساعة تحدث وأفاض وكرر بأداء رذيل وفارغ إعلامى انتقل من قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى لإحدى قنوات الخليج الموجهة لمصر، التعرض لحدوتة الوزيرة التى ارتكبت ــ من وجهة نظره ــجريمة تصوير نفسها « سيلفى « وانبرى فى البداية ساخراً ممن انتقدوها متعاطفاً معها ومدافعاً عن حريتها ولكن بطريقة ساخرة لا تليق «أنا معنديش مشكلة تصور نفسها بوز بطة ولا بوز وزة» ... طيب معاليك إيه اللى مزعلك قوى كده لدرجة القهر يا مسكين، قال «إنها كذبت لما سألها صحفى وقالت حكاية غريبة إنها كانت بتصور الرئيس من فرحتها بالمناسبة وحبت توثقها» وظل المذيع يحلل المشهد والحديث عن اتجاه الكاميرا لإثبات كذب الوزيرة، وفضلاً عن غباوات تحليلاته المعملية وأن معظمها مردود عليها ببساطة، فإن تضييع وقت المشاهد فى حدوتة خايبة وتصعيد الأمر بتشبيهها بكذبة بيل كلينتون التى لم يغفرها له الأمريكان رغم عدم مبالاتهم بفضيحة تحرشه كرئيس بموظفة، ولكن الحساب كان على إنكاره للواقعة وكيف قبول استمرار رئيس كذاب، وعليه فحكاية «بوز البطة» مش مهم لكن وزيرة كذابة لن نقبل .. نموذج لإعلام التفاهة وتعامله مع وزيرة هى الأنشط والأكثر إبداعاً وإخلاصاً فى عملها على هذا النحو .. الغريب أنه نفس الإعلامى الذى استضاف على طاولته فى زمن الإخوان الرجل المتورط فى جريمة قتل الرئيس السادات وغيره من رموز التشدد السلفى، وورط للأسف مجموعة من أهل الفكر والرأى للتحاور مع ذلك الإرهابى!!

يا ريت يا رموز إعلام مصر الاهتمام بمتابعة رد فعل شبابنا على صفحاتهم الفسبوكية على ما تقدمون .. على سبيل المثال كتبت المهندسة الشابة جيهان شكرى .. أنقلها حرفياً « شاهدت مداخلة من أحد القضاة مع لميس الحديدى يقول فيها إن استقلال القضاء يعنى - من ضمن معانيه - عدم التعرض لا من قريب ولا من بعيد لرواتب القضاة .. ودعمت رأيه السيدة لميس الحديدى بقولها: «لازم القاضى يكون مختلف عن الموظفين العاديين فى الدولة لازم يروح شغله وهو مبسوط ومرتاح ويكون مزاجه رايق عشان يعرف يشتغل ولازم يكون مرتبه غير أى فئة من موظفى الدولة عشان يكرس وقته للشغل وبس» .... منتهى التماهى والمداهنة، وكأن باقى فئات المجتمع ليس مهماً أن يذهبوا لأعمالهم مبسوطين وليس مهماً أن يكرسوا وقتهم لعملهم وليس مهما أن يكونوا « رايقين» يعنى بالمفتشر كدا إن شاء الله يغوروا فى داهية... وكلنا نعلم تصريحات السيد أحمد الزند حينما كان يشغل منصب رئيس نادى القضاة وهى المستفزة فى حينها لمشاعر المواطنين، فهو صاحب المعادلة المشهورة لخريجى الحقوق : مقبول+بيئة قضائية = جيد، وهى معادلة أقل ما توصف به أنها عنصرية لو اتبعتها كل الفئات، فالأطباء سيقولون: مقبول + بيئة طبية = جيد وهكذا.. على بعض الإعلاميين أن يشاهدوا حلقاتهم ويحكموا عليها بمنظور عادل بعيداً عن المصالح الشخصية...» .. انتهى كلام جيهان، ما رأيكم دام فضلكم؟! أما المذيع اللى عاجباه حكاية استضافة رجال الدين للبوح بفتاوى وآراء دينية مثيرة، فقد استضاف مؤخراً الأسقف الشهير وسأله عن الصيام فى المسيحية، وعن العلاقة الحميمة بين الزوج وزوجته فى أيام الصيام، فقال إن لا علاقات حميمة فى كل أيام الصيام إلا وفق ظروف ما ولابد من استئذان الكنيسة، لتضج صفحات الفيس بوك بصيحات الغضب ولا مانع من التنكيت، إذ كيف الصيام عن تلك العلاقة أكثر من 200 يوم فى السنة، و كانت نكات من عينة «افرض مافيش كنيسة قريبة» و «هو ده اتفاق غير معلن مع جهاز تنظيم الأسرة» ... إلى متى يساهم إعلامنا فى ضياع وقت الناس والتنكيد عليهم أحياناً؟!