رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العيد والمدارس والأسعار


انتهى عيد الأضحى المبارك الذى تواكبت أيامه مع بدء دخول المدارس، ورغم ميل الشعب المصرى للاحتفال بالأعياد كطبيعة تميزهم عن غيرهم من الشعوب،، إلا أنه هذا العام شهد عيد الأضحى المبارك ارتفاعاً فى الأسعار فأصبحت الحسبة صعبة على معظم الأسر المصرية، ذات الدخل المحدود، والتى تمثل غالبية الأسر المصرية، وأصبحت الرغبة فى الاحتفال ممتزجة بالإحساس بضيق ذات اليد والمعاناة المستمرة أمام الغلاء فى كل المجالات،فقد تضاعفت الأسعار خلال فترة عيد الأضحى المبارك فى ظل عدم وجود رقابة على الأسعار بنسبة ٣٠ فى المائة فى الخضر والأغذية والأطعمة الأساسية، وفى الفاكهة كان الارتفاع أكثر من هَذَا مع الأخذ فى الاعتبار الارتفاع المستمر فى أسعار اللحوم بأنواعها و الدواجن والأسماك ، نتيجة الارتفاع الكبير فى اللحوم ، أما ما ضاعف من المشكلة فهو أن هذا الارتفاع فى الأسعار تواكب مع ضرورة شراء احتياجات المدارس، فلنا أن نتخيل المعاناة التى تمر بها معظم الأسر المصرية الآن. لقد كتبت مقالاً قبل ذلك فى نفس هذا المكان حول الارتفاع فى الأسعار والغلاء الذى نعانى منه فى مصر فى كل المجالات وبين كل الفئات والمعاناة التى تواجهها الأسر المصرية بشكل عام ولا أقصد بذلك الأسر الفقيرة فقط أو الأكثر احتياجاً، وإنما أقصد أيضاً الأسر التى تنتمى إلى الطبقة المتوسطة والتى أصبحت غير قادرة على تغطية نفقاتها فى الأساسيات الضرورية للحياة اليومية فى مصر مع كل شهر.

إن من أهم المطالب التى توجهت بها للحكومة الجديدة فى ٣ مقالات متتالية هو ضرورة العمل على محاربة الغلاء ليتمكن الشعب المصرى من تغطية أساسيات الحياة اليومية بكرامة ودون الانحراف عن الطريق المستقيم ودون الحاجة إلى اللجوء إلى الانحراف أو الاقتراض من الغير لاستكمال متطلبات الحياة الأساسية كل شهر، كما طالبت بالرقابة على الأسعار وعلى المحلات التجارية والسوبر ماركت التى ليس عليها رقابة مستمرة على الأسعار، حيث تجد أن كل سوبر ماركت أو فكهانى أو بائع خضر أو بقال يضع الأسعار وفقاً لوجهة نظره حول نفس السلعة ونفس المواصفات، مما يجعلنى أقول إن هناك تسيباً فى متابعة الأسعار فى مجال الأطعمة الأساسية والغذاء العادى اليومى بل معظمها يتصاعد عشوائياً ووفقاً لأهواء التجار وأصحاب المحال ولا أحد يمكنه أن يجزم إلى أى مدى سترتفع الأسعار بعد هذا.

وأنا هنا أطالب المسئولين فى حكومة مصر الجديدة التى كان من أهم توجيهات الرئيس إليها بعد تشكيلها أن تلتفت إلى الغلاء والأسعار فى مصر بالنسبة للبسطاء من المواطنين، مما أعطى بعض الأمل للمواطن أنه سيجد قريباً وقفاً أو تحديداً للأسعار، لكن حتى الآن لا أستطيع أن أقول إن هناك تحركاً فعلياً من المسئولين نحو تحديد الأسعار أو مراقبتها، كما رأينا أثناء عيد الأضحىالمبارك، والنتيجة أن المواطن وجد نفسه فى مأزق شديد بين مشكلتين هما شراء مستلزمات عيد الأضحى لأسرته ومستلزمات دخول المدارس من مصاريف وملابس وأدوات مدرسية وكتب وكراسات مما سبب ارتباكاً شديداً ومعاناة بداخل غالبية البيوت المصرية.

إننا فى حاجة إلى نظرة جدية من الحكومة لإيجاد وسيلة لضبط الأسعار سواء الغذاء أو الدواء أو الكهرباء، ووقف الغلاء المطرد فى كل المجالات حتى يتمكن المصريون من الحياة الكريمة بداخل بلدهم.