رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين نحن من هؤلاء؟


... وأنا أسترجع تاريخنا توقفت عند قصة نزاع على بن أبى طالب على سيف مع يهودى، كل منهما يدعى ملكية السيف!! فاختصما إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكان قاضى المسلمين آنذاك.. فقال سيدنا عمر لسيدنا على: «قف الى جوار خصمك يا أباً الحسن .. فغضب سيدنا على غضبا شديدا فقال له سيدنا عمر: «ما الذى أغضبك يا أبا الحسن؟ فقال على : «أغضبنى أنك ميزتنى على خصمى وكنيتنى بأبى الحسن، وأنا وهو سواء ولا ميزة لأحدنا على الآخر حتى وإن اختلفنا فى الدين!! فما كان من اليهودى إلا أن قال: «إلى هذا الحد يأمركم دينكم .والله أنكم لخير الناس خلقاً وأن دينكم لهو الدين السمح الكريم وأنكم لعلى الحق المبين وأنى لأشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .. أما السيف فهو لك يا على وصار من أعظم المسلمين شأناً .. فعلاً .. أين نحن من هؤلاء!! دخل عمر بن الخطاب يوماً على أبى حُذيفة ابن اليمان، فسأله كيف أصبحت يا أبا حُذيفة؟ فقال : «أصبحت أحب الفتنة، وأكره الحق، وأصلى من غير وضوء ، ولى فى الأرض ما ليس لله فى السماء!! فتعجب عمر بن الخطاب من هذه الاجابة .. وذهب إلى على ابن أبى طالب وقص عليه هذا الحوار فقال له على: «إن أباً حُذيفة صادق فيما حدثك به فقال: «وكيف ذلك يا على! قال: «إنه يحب الفتنة ويعنى أنه يحب المال» إنما أموالكم وأولادكم فتنة .... ويكره الحق، أى الموت حق ... ويصلى من غير وضوء أى يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ... وله فى الأرض ما ليس لله فى السماء الزوجة والولد وليس لله زوجة ولا ولد !! فعلاً .وإسلاماه! أين نحن من هؤلاء فى قوة الإيمان، تقوى الله، خشية الله من عقابه ومن حسابه، التواضع، البلاغة، الفصاحة، التمعن فى كتاب الله ومعانيه! وصف المؤمن قديما بأنه «إن من علامات المؤمن قوة فى الدين، وحزماً فى لين، وإيماناً فى يقين، وحكماً فى علم، وعطاء فى حق»... ووصفوا آداب مجالسة المؤمن» إذا جلست فأقبل على جليسك بالبشر والسرور، وليكن مجلسك هادئاً. وحديثك مرتباً، واحفظ لسانك الخطأ، وهُذِّب ألفاظك، والتزم ترك الغيبة والكذب، والتثاؤب والتشاؤم! فعلا، أين نحن من هؤلاء!!

أين نحن من هذه الأخلاق، من هذا الفهم الصحيح للدين، من سماحة الإسلام، لباقة ودقة اختيار الحرف والكلمة وفصاحة المعنى ... اللهم .. ارزقنا وإياكم تقوى الله وقوة الإيمان وخشية الله وارزقنا الجنة وراحة البال اللهم يا غياث المغيثين أغثنا بجاه محمد صلى الله عليه وسلّم. يارب .. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.