رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيل «وزير الغلابة»


بمناسبة مرور عام على رحيل الدكتور أحمد جويلى، أرى أن الراحل النبيل، وعبر كل المواقع التى شغلها كمسئول تنفيذى تمتع برؤية وطنية، وإخلاص فريد لشعبه المصرى ولمواطنيه فى المنطقة العربية.. وأعرض هنا لبعض ما قاله لى فى لقاء صحفى تم نشره بتاريخ 13 ديسمبر عام 2006 للتذكير بروعة فكر الرجل ونحن نحتفى بذكراه... نلاحظ كيف كان يمثل نوعية متفردة من المدراء العرب، فهو الباحث والمرتب فكريا والمتواصل مع أحلام الناس وطموحاتهم فى هدوء ودون إطلاق شعارات حنجورية أو التغنى بأناشيد وأهازيج قومجية تافهة.. قال جويلى، أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية أنئذ «لاشك أنه قد تراكمت لدى المواطن العربى العديد من الخبرات والتجارب شكلت لديه تصوراً سلبياً عن العمل العربى فبات لايثق فيما يقال أو يصدر عن أى جهاز أو مؤسسة عربية.. لكننا الآن فى المجلس لدينا انجازات على أرض الواقع صحيح أنه لا يمكن القول بحدوث قفزات، لكن هناك أمور بات تأثيرها محسوساً لا تدعى أن لنا فى المجلس الفضل الأول أو الوحيد فى إنجازها. لكن ظروف المنطقة قد ساعدت فى إيجاد مناخ أفضل للاستثمار العربى، والتى فى مقدمتها أحداث 11 سبتمبر وإفرازها العديد من القرارات والمواقف العنصرية تجاه الاستثمارات العربية فى أوروبا والولايات المتحدة جعل هناك اتجاهاً ملحوظا للاستثمار العربى فى المنطقة العربية.. وأود فى هذا الصدد أن أشير إلى أن الاستثمارات البينية العربية تضاعفت 6 مرات لو عقدنا مقارنة بين العام الماضى والعام الذى سبقه من 6 مليارات دولار إلى 36 مليار دولار.. وكانت قبل عام 2000 ملياراً واحداً لقد تجسدت أهم مساهمات المجلس من وجهة نظرى فى إعداد خريطة عربية للاستثمارات وإعداد الاتفاقيات، ودفع آليات الاستثمارات وإعداد الاتفاقيات وتنشيط عمل الاتحادات العربية..» « لاحظ عزيزى القارئ الكلام هنا عام 2006». وحول مشاكل الغذاء فى منطقتنا العربية فى تلك الفترة قال د. أحمد جويلى «الغذاء لم يعد من أهم المشاكل وأكبرها التى تواجه العالم العربى بالإضافة لمشكلة كبرى أيضاً هى البطالة.. الحقيقة أن الزيادة السكانية بمعدل2.4% فى العام، بينما إنتاج العرب من المواد الغذائية لا يتزايد بشكل يغطى هذه الزيادة نشأ عنه فجوة غذائية هائلة تقدر قيمتها بـ 16 مليار دولار.. لابد من الاهتمام بمشاكل الاستثمار فى مجال الزراعة وبشكل خاص فى الأقطار التى يمكن فيها الاهتمام بالاستثمار الزراعى وتعد واعدة.. والمجلس يحاول فيها دعم الجهود فى هذا الاتجاه.. وفى هذا الإطار شرع المجلس فى إنشاء الشركة العربية للتسويق والتجارة للسلع الغذائية لتنشيط التجارة والفوائض بين الدول العربية تبدأ عملها قريبا بإذن الله.. «ونحن فى عام 2015 هل لنا أن نسأل عن وجود مثل تلك المشاريع على أرض الواقع الآن ؟!». «العرب مرشحون للاختفاء» عبارة قالها لى «وزير الغلابة» الدكتور أحمد جويلى الذى رحل عن عالمنا قبل أن تهب عاصفة الخريف العربى فما بالنا لو كان قد شهد ماحدث، قالها الرجل وهو فى قمة الغضب من موقعه آنئذ كأمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع للجامعة العربية محذراً كل الأنظمة العربية، فقد كان يحلم كمواطن مصرى وعربى أن تستثمر النظم والحكومات العربية كل موارد بلادهم البشرية والطبيعية، وثرواتهم المعدنية والبترولية وغيرها عبر إحداث شكل من أشكال التكامل والتعاون لصالح تقدم بلادهم ودعم قاطرة التنمية، وحول التواجد فى افريقيا أكد أنه أمرمهم وتوجه ندفع فى اتجاهه أنشطة المجلس الذى أشرف برئاسته.. وحاليا هناك تنسيق وتعاون مع الاتحاد الافريقى.. لكن التوجه العربى بالفعل نحو أفريقيا يميزه نوع من التردد وهذا أمر سلبى وغريب.. فى الستينيات فى عصرى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الراحل أنور السادات وفى وجود د. بطرس غالى فى الخارجية كان هناك عمل جيد فى أفريقيا حيث كانت هناك قناعة أنها تمثل الفضاء المهم والرحب بالنسبة لنا نظرا لتوافر الموارد الطبيعية وما تمثله من سوق قريبة ومتاحة. رحم الله العالم المصرى المواطن وزير الغلابة أحمد جويلى..