رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لقاء العمامتين!


منذ نعومة أظفارى وحتى الآن وأنا أحاول الخروج من بوتقة التقليد الأعمى والمظاهر التى ترسخت لدى الكثيرين من العامة والخاصة مشوار الحياة كفيل برصيد وافر من الصداقة والتعارف مع كل الطوائف والتيارات، ولقد كانت ومازالت علاقاتى بالأخوة الأقباط يسودها الانسجام والوئام وربما كان مرجع ذلك أننى تعلمت منذ الصغر أننا نعيش فى مركب واحد وأن الآمال مشتركة والهموم واحدة وان لهم ما لنا وعليهم ما علينا.

تعلمت أن تكون علاقاتى مع الناس كل الناس فى حدود قناعاتى إنسان يصدقنى القول ويؤثرنى على نفسه أمين عندما أتعامل معه. ويحافظ على الصداقة عند الغياب كيف لا أبادله احتراماً وتقديرا وهكذا كانت علاقاتى بكل من عرفتهم لا فرق عندى بين مسلم أو مسيحى والمعيار هو التزامة بمنظومة الأخلاق فى مجملها.. فى مراحل تعليمى وأثناء سفرنا ذهاباً وإياباً كان التعارف ونشأت بيننا أواصر الود والمحبة.. لم تعكر صفو علاقتنا عوارض وأحداث وقعت هنا أو هناك.

وكنت أنا وهم فى نفس واحد نستهجن ما يسمى الفتن الطائفية وكنا نعجب من هؤلاء الذين يقولون عنصرى الأمة فى أحاديثهم فنحن نؤمن أننا عنصر واحد.. الفرق بينى وبين صديقى المسيحى أننى أذهب إلى المسجد وهو يذهب إلى الكنيسة.. وبعد أن التحقت بالعمل الدعوى كنت ألتقى القساوسة فى مناسبات عديدة فتوطدت العلاقات بيننا.. وكنا ننحسر على تقولات وتخرصات من شأنها أن تزعزع العلاقات بين أبناء الوطن وكانوا هم أيضا يتألمون.. فى الدقهلية تعارفت على الصديق العزيز القس اليشع ذكى وهو من الشخصيات المثقفة والمحترمة وكم من المرات تلاقينا فى حب مصر.

وكانت كلماتنا فى كل المناسبات تنتهى إلى هدف واحد وهو الإصلاح والرقى بالإنسان وبيان سماحة الأديان التى شرعت لتقويم البشر لا لتأليبهم على بعضهم البعض وفى كفر الشيخ التقيت الأب صليب وهو من الشخصيات المتفردة دمث الخلق عف اللسان لاتسمع منه إلا الثناء على الآخرين استشعرت فيه حب الوطن وحرصة أن يكون الناس جميعاً على قلب رجل واحد لاسيما وأن الهمزات التى تجمعنا كثيرة ومتعددة.. مازلت أقول إن لقاء العمامتين البيضاء والسوداء إذا خلصت النوايا يمكن أن يصنع عيناً باصرة ترى مايحيق بوطننا الأكبر ومصرنا من مخاطر.. فهل يتحقق ذلك؟

كاتب وباحث إسلامى