رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سوزان يونس تكتب: إلى نبض الروح

جريدة الدستور

كنت ساذجة حين ظننت أنني أحيا، لم أعرف أن للحياة معنى إلا بعد أن ألقى الله روحك بداخلي، فكأنه خلق الروح لي أنا منذ علمت بقدومك إلى عالمي وأنا ومن اللحظة الأولى أنتظرك، سعيدة جدًا بفكرة أنك قادم وأنك بداخلي موجود، خصصت كل الوقت وكل الجهد لأحافظ على كل نفس أتنفسه فقط من أجلك، كنت أشعر بك وبكل حركة لك وأنت تتلكأ وتتباطئ في الإشفاء على قلبي بها.

أنا من يُخلق الآن ويولد من جديد.. تتبعت حياتك وكأنني أتعرف على نفسي للمرة الأولى.. شعرت بأن كل الذنوب التي اقترفتها يداي قد غفرها الله وأنني نقية بنقائك وصفاء روحك أنت.. غيرت مفهومي عن ملل الانتظار فالبرغم من طول انتظارك إلا أنه كان الأجمل.

تعلم أن يوم قررت أن تأتي إلى هذه الدنيا أخيرًا، لحظة إرادة الله وبالرغم من الوجع والألم وعذاباتي.. صورتك كانت تتراءى إلى وجهي من حين إلى حين .. كنت أنسى كل شيء وكأنه لا شيء «أنت كل الأشياء بعالمي».

على أن أخبرك أني منذ جئت إلى هذه الدنيا لم أغب عن الوعي مرة، ولم أتعرض إلى جراحة مثلاً فأغيب بإرادة أطباء عامدًا لطالما تمنيت أن أعيش تجربة الموت المؤقت لأعلم ما يمكن أن نشعر به خلال لحظات مؤقتة بعيد عن كل شيء.. لأعلم كيف يمكن للوقت أن يتوقف.. كيف يمكن أن نرحل.

ولكني شعرت بمسؤوليتي تجاهك وأنني يجب أن أكون أول من يضمك.. ويحتويك.. ويأمنك ظلم الدنيا. أن أطلب منك غفران ذنب وإثم ربما أقترفته يومًا فى حقك.. كان يجب أن تكون يدي أول من تمسح أول دمعة.. وأن أعدك ببذل ما بوسعي حتى لا تكلفك الدنيا ولا أنا دمعة أخرى.

ولكن يا فلذة الكبد ونبض الروح؛ عندما رأيتك وقبل أن تتطلع بعنيك على دنياك ومن حوالك وقبل الصرخة الأولى جبنت!! سامحنى لأنى جبنت «لم أحتويك ولم أؤمنك ولم أمسح دمعك».

كان يبدو أنني من كنت بحاجة لك خارت قواى وعجرت وتحولت قوه السنين إلى ضعف جم!!

فطول فترة حملك كنت أستعد لأن أعاونك وأساندك وأعلمك، ولكن منذ جئت وأنا أشعر أنني بحاجة لمساعدتك ودعمك ونظرة رضا من عينيك النقيتين اللتين لم يظلما أبدًا ولم يذنبا بعد.

كم كان إحساسي بك أكبر من أن يوصف، أنت ماضٍ كنت فيه حلم ومستقبل أنت به أمل وبعد عمري عمر، إني أحبك كما لم أحب.